الحوار مع سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة هو حوار مع المستقبل المفعم بالأمل، وتنشر «الوسط» اليوم جوانب من الحوار الذي دار مع سموه أثناء العودة من الهند إلى البحرين يوم الخميس الماضي (انظر ص2).
ولعل إحدى السمات التي يتحلى بها ولي العهد هو فهمه لما يجري في الساحة وعدم تردده في الدخول في حوار بشأنها والرد بما تقتضي أصول الدبلوماسية.
في الهند، كان وزير الدولة الهندي للشئون الخارجية قد قال عند مصافحته بعد اللقاء مع أصحاب الأعمال الهنود والبحرينيين، إن ولي العهد يتسم بالتواضع، وخصوصا انه فضل ان يجلس مع الحضور ويترك المنصة لأصحاب الأعمال لكي يتحدثوا عن الفرص المتوافرة بين الهند والبحرين. واعتبر الوزير الهندي تواضع ولي العهد أحد عناصر القوة في شخصيته، وقد استطاع في يوم واحد أن يقابل أهم الشخصيات في القيادة السياسية الهندية وأن يتناول معهم القضايا ذات الاهتمام المشترك.
أثناء الحديث معه، أكد سموه أن الانفتاح السياسي عملية مستمرة وغير قابلة للعودة مهما كانت العثرات، وكان منفتحا على الأسئلة ومبادرا الى الأجوبة لكونه يقرأ مابين السطور، ويعلم ما يدور في أوساط المجتمع.
تحدث عن الأولويات التي تقلق المواطنين، وأهمها الاسكان وتوفر الأراضي، وقال إن ما وعد به جلالة الملك من توفير ارض لكل مواطن يحتاج إليها هو الهدف الاستراتيجي الذي تسعى إليه الخطة الهيكلية الجديدة المعروضة حاليا على مجلس الوزراء والمجالس البلدية، وقال إن تدني مستوى الأجور هو التحدي الآخر، ويضاف إليهما ما يتعلق بموضوع الطائفية التي اعتبرها مرضا يجب التخلص منه لكي ننطلق في القرن الحادي والعشرين من خلال رؤية استراتيجية مستقبلية للاقتصاد، وفكر جديد للحياة السياسية يحفظ الحريات الفردية كما يحمي الحريات العامة.
وقال في معرض حديثه: «علينا أن نؤكد أن قرارنا المشترك هو أن نعيش مع بعضنا بعضا، وعلينا بالبحرين وبأهلها وبتاريخها وتراثها وبتنوعها، وعلينا أن نؤمن بأن اختلافنا قوة وليس ضعفا»... مؤكدا انه في الوقت الذي لايمكن فصل السياسة عن الاقتصاد إلا انه يعطي الاقتصاد الأولوية لموازنة الأمور اذ التركيز ينصب على الجانب السياسي .
تحدث ولي العهد بأريحية عن موضوعات عدة، وحتى بالنسبة إلى مشروع عزيز عليه «الفورمولا1» فإن صدره اتسع لسؤال حول ما يطرح بشأنها ... وإذا كانت من نقاط مهمة تستفاد من الحوار، فهي ان تطلعات البحرينيين متشابهة، مهما اختلفت مواقعهم في الدولة والمجتمع، وان قوتنا في تنوع آرائنا... ولكننا جميعا - إن شاء الله - في خدمة البحرين وأهلها.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1661 - السبت 24 مارس 2007م الموافق 05 ربيع الاول 1428هـ