العدد 1658 - الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 02 ربيع الاول 1428هـ

المرأة السعودية (1/2)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ذكرت صحيفة «عرب نيوز» السعودية أن سيدات سعوديات سيعملن في القريب العاجل كعاملات نظافة في المستشفيات، وهي المهنة التي تقوم بها حتى الآن عاملات أجنبيات. وذكرت مستشفيات وشركات كبرى في إقليم الإحساء (شرق المملكة السعودية)، أن عددا كبيرا من السيدات تقدمن بطلبات إلى العمل كعاملات نظافة. وقالت الصحيفة إن مستشفيات في الإحساء بدأت في الآونة الأخيرة في تشغيل سيدات سعوديات كعاملات نظافة، وتكون من بين مهماتهن الاعتناء بالمرضى، من كبار السن والمعوقين.

وقال رجل أعمال وصاحب أحد المستشفيات في الإحساء إنه فوجئ بقبول سيدة سعودية جاءته بحثا عن عمل بوظيفة عاملة نظافة، حينما علمت أنها الوظيفة الوحيدة الشاغرة. يذكر أن السعودية كبرى دول العالم المنتجة للنفط تسعى لتقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية.

ينبغي أن نزاوج بين هذا الخبر مع تحليل آخر نقله موقع أسواق العرب (http://www.alaswaq.net/articles/2007/03/20/6739.html#000) مفاده ارتفاع حجم رؤوس الأموال التي تمتلكها النساء في السعودية إلى 60 مليار ريال سعودي، بحسب إحصاء خاص أعده مركز خديجة بنت خويلد التابع إلى الغرفة التجارية بجدة، وأشار إلى مشاركة جزء من رؤوس الأموال النسائية في استثمارات جريئة ومربحة تديرها سيدات أعمال سعوديات.

ولابد أن نقرأ هذين الخبرين معا إلى جانب تقرير نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أمس الأول (الثلثاء) عن مديرة مركز السيدة خديجة بسمة العمير، قولها: «إن معظم رؤوس الأموال النسائية مجمد في المصارف»، لأسباب أجملتها في «اشتراط وجود الوكيل، وعدم وجود تسميات واضحة للوظائف في غالب الاستثمارات النسائية كالمشاغل، ومراكز التجميل، وغيرها».

وتختلف الخيارات الاستثمارية لسيدات الأعمال السعوديات بحسب وجهة نظر كل سيدة، وقراءة مؤشر السوق، فمثلا ترى سيدة الأعمال أماني عبدالواسع أن الاستثمار في العقار هو الأفضل على اعتبار أنه قد يمرض لكنه لا يموت أبدا على حد تعبيرها. من جهة أخرى تقول سيدة الأعمال السعودية ألفت قباني إن تنويع الاستثمارات هو القاعدة التي يجب أن تحرص عليها المستثمرات، لأن التجارب علمت سيدات الأعمال السعوديات بأن عدم وضع البيض كله في سلة واحدة يقي من الخسائر.

ويبقى العقار والأسهم المجالين الأكثر جاذبية بحسب قباني، لما لهما من عوائد ربحية سريعة ومرتفعة، بالإضافة إلى أن مخاطرهما قليلة مقارنة بالمجالات الأخرى.

وعلى رغم حجم الاستثمارات النسائية الكبيرة، التي قد تفاجئ البعض، فإن عوائق كثيرة تمنع دخول المزيد من السيدات في المجال الاستثماري والتوسع فيه، وتدفعهن إلى الإبقاء على أرصدتهن ورؤوس أموالهن مجمدة كودائع مصرفية.

وتعكس الإحصاءات طبيعة مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي عموما في المملكة، إذ بلغت نسبة الخريجات 56.5 في المئة من مجموع الخريجين. وتشكل المرأة 14.11 في المئة من القوى العاملة في المملكة، وتبلغ نسبة مشاركتها في قطاع الدولة 30 في المئة، وفي قطاع التعليم في الدولة 84.1 في المئة، وان 40 في المئة من نسبة الأطباء السعوديين من النساء، وأكثر من 20 في المئة من الأموال الموظفة في صناديق الاستثمار السعودية المشتركة تعود إلى النساء، وتملك سيدات الأعمال السعوديات نحو 20 ألف شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة.

وهناك الكثير من الأسماء النسائية السعودية المعروفة وغير المعروفة، فهناك على سبيل المثال نادية شيخ، وهي سيدة أعمال سعودية تملك مكتب علاقات عامة واستشارات إعلامية في جدة، كما أنها شريكة في «انتلكت ميديا» ومقرها الرئيسي لندن، مناخ جدة منحها فضاء رحبا تفتقر إليه الكثير من النساء السعوديات. ولا تنسى لبنى العليان وهي من سيدات الرياض النشطات في المنتدى الاقتصادي. وهناك أيضا عالية باناجة، حاصلة على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، وهي أول سعودية تستثمر في الكمبيوتر وتقنية المعلومات، وزاحمت الرجال في مهنة يعتقدون أنها حكرا عليهم. تقول نادية في حديث خاص مع موقع «ايلاف» عن الصعوبات التي واجهتها: «كأي مجال تخوضه سيدات الأعمال السعوديات لأول مرة واجهت مصاعب كثيرة أولها إثبات نفسي في السوق كسيدة قادرة على القيام بالعمل على أكمل وجه جنبا إلى جنب مع الرجال، إذ كانت من أصعب الأمور التي واجهتني وبعد مرحلة إثبات الوجود نواجه مصاعب كالتي يواجهها الرجال تماما».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1658 - الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 02 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً