العدد 1658 - الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 02 ربيع الاول 1428هـ

توجه البحرين «شرقا» يوازن المستقبل

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

نشط الوفد البحريني، برئاسة سمو ولي العهد، يوم الثلثاء بشكل ملحوظ، إذ تحول فندق الشيراتون في نيودلهي إلى مركز الاجتماعات المتعددة، على المستويين الرسمي والتجاري. فيما كان الوزراء يجتمعون مع بعضهم صباح أمس، كان رجال الأعمال البحرينيون يلتقون رجال الأعمال الهنود في لقاءات نظمها مجلس التنمية الاقتصادية بهدف التعريف بالفرص المتاحة للطرفين في مجالات التبادل التجاري والمنتجات الصناعية والخدمات المتطورة في مجالات عدة، ولاسيما تقنية المعلومات.

عدد من أصحاب الأعمال البحرينيين الذين التقوا نظراءهم الهنود يسألون عن أسعار الأسمنت فوجدوا أن الهند تستهلك ما يتم إنتاجه وأن أسعار المواد الأولية ترتفع بسبب زيادة الطلب داخل الهند. آخرون استعرضوا إمكانات عقد اتفاقات، بينما وقعت شركتان هما «خليج البحرين» و«منفذ الخليج» مذكرات تفاهم بهدف جذب الخبرات والاستثمارات الهندية إلى البحرين.

الحوارات الرسمية تطرقت إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، كما يحتمل أن الجانب الرسمي قد تطرق إلى أوضاع الجالية الهندية البالغ عددها 263 ألف نسمة، وهناك الكثير منهم ينشط في سوق «الفري - فيزا»، مع ازدياد الاخبار عن أوضاع غير حسنة بالنسبة إلى السكن أو دفع المعاشات؛ ما انعكس على ازدياد حالات الاستثمار بين الهنود في الفترة الأخيرة. غير أن البحرين تعتبر من الدول التي تحسن التعامل مع الوافدين عند مقارنتها بدول أخرى.

أصحاب الأعمال الهنود يمتازون بالتواضع والأخلاق الحسنة، وهذا قريب من الطباع البحرينية المعروف عنها (بصفة عامة) بالتواضع وحسن الضيافة... ولكن الهنود يمرون بفترة انتعاش اقتصادي، ومستوى المعيشة يرتفع بسرعة، وقريبا سيجد البحرينيون صعوبة في الحصول على مهندسين ومحاسبين ومديرين هنود بالسعر الذي يدفعونه حاليا؛ ذلك أن الخيارات أمام الخبرات الهندية كثيرة وأسعارهم ترتفع يوميا. أما إذا كانت الخبرات تتعلق بالبرمجيات وتقنية المعلومات فإن كلف الهنود لا تقل عن الأميركان والأوروبيين، وخصوصا مع استمرار الدول المتقدمة في اجتذاب الخبرات الهندية.

مما لا شك فيه، أن لدى كل من البحرين والهند فرصا عدة تستحق إعادة توجيه اهتمامنا إلى «الشرق» بعد أن انصب جل اهتمامنا في الماضي نحو «الغرب»، وتوجهنا نحو الشرق لن يكون جديدا، وإنما هو عودة إلى الماضي الذي نفتخر به، ولكن هذه المرة من أجل مستقبل متوازن في العلاقات الاستراتيجية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1658 - الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 02 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً