العدد 1657 - الثلثاء 20 مارس 2007م الموافق 01 ربيع الاول 1428هـ

رياضتنا بحاجة للطبيب

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

من المخجل جدا أن نطلب استضافة أية بطولة عالمية كانت أو حتى خليجية في ظل الحالة المزرية التي تعيشها الرياضة البحرينية والتي لا تتحمل في الأساس أية تبعات إضافية نظرا للأمراض المستشرية فيها.

وما البطولة الخليجية للأندية أبطال الكؤوس لكرة اليد التي استضافها النادي الأهلي حديثا وحقق بطولتها، إلا إشعار آخر على أن الرياضة البحرينية تعاني الكثير من الأمراض التي لا تجد لها أذانا صاغية من الطبيب المختص والمسئول عن شفائها.

كيف لي أن أصف ذلك المنظر وأنا أرى رئيس اللجنة التنظيمية لكرة اليد بدول مجلس التعاون السعودي نصر هلال وقد وقع طريح الأرض من جرّاء تدافع الجماهير البحرينية لتشجيع الأهلي في مباراته النهائية مع الأهلي السعودي، بعد عن منع رجال الأمن فتح الباب الخارجي للصالة لدخوله بسيارته، وكيف سيكون تقريره النهائي عن البطولة، أو كيف أصف تسلل أعضاء اللجنة التنظيمية للدخول من زاوية ضيّقة للصالة، كيف لنا أن نصف وقوف الجماهير السعودية خارج الصالة حتى ما بعد انتهاء الشوط الأول وإدخالها بعد تحقيقات.

كل هذه الأوصاف شاهدتها بأم عيني ونحن الذين امتنعت رجال الأمن عن إدخالنا للصالة لتغطية الحدث كرجال للصحافة، وبقينا كالمتسولين نطلب الدخول من باب إلى باب حتى آثرنا العودة أدراجنا.

هذا الواقع المر مَنْ يتحمله، لا تتحمله اللجنة المنظمة للبطولة التي دعت الجماهير بكثافة لحضور النهائي وإنجاحه وتشجيع الأهلي، ولا يتحمّله الاتحاد البحريني لكرة اليد الذي هو جهة إدارية فقط، إن مَنْ يتحمل هذا الواقع الذي نحن فيه هي المؤسسة العامة للشباب والرياضة المسئولة من قبل الحكومة البحرينية عن الرياضة في بلدنا الصغير، وذلك بسبب غياب التخطيط السليم والصحيح للرقي بالرياضة وخصوصا مع انعدام الدعم الحكومي للرياضة.

كيف لنا أن نطالب الجماهير بالحضور بكثافة والوقوف وراء كل نادٍ أو منتخب يمثل الوطن، ونحن في الأساس لا نملك المكان الذي يتحمّل هذه الجماهير الكبيرة التي لبّت النداء وزحفت لتشجيع الأهلي، لا بل نقوم بزيادة معاناتها وجعلها تقف عند الأبواب تترجى الدخول، والأدهى من ذلك أن بعض هذه الجماهير قامت بشراء التذاكر الخاصة بالمباراة.

هذا الوضع يجرنا للحديث مجددا عن الخطأ الكبير الذي قامت به المؤسسة لتصحيح الوضع، حين قامت ببناء صالة خاصة لليد، وهذا جيّد في حد ذاته، ولكن يا ترى هل تكفي هذه الصالة لاحتواء كل هذه الجماهير التي من المتوقع توافدها مثلا لمشاهدة مباراة النجمة والأهلي في الدوري العام، وهي التي كانت قد ملأت الصالة في مباراة باربار والشباب قبل أن تبدأ؟! ولا يمكننا هنا نسيان صالة اتحاد السلة الذي بدأ يعاني في أول أيامه، وقام بنقل المباريات الجماهيرية إلى صالة مركز الشباب بالجفير.

هل يصح أن نقوم بتصحيح الخطأ بخطأ آخر، ولنا أن نستفيد من هذه الأخطاء، ونحن الأمة التي لا تستفيد من أخطائها وتكابر، وبالتالي نقوم ببناء صالة كبيرة جدا تتحمل كل هذه الجماهير، ولا ضرر أن تكون الصالة أكبر من عدد الجماهير لأننا لن نخسرها بل سنستفيد منها في أمور أخرى، كما يجب أن تكون الصالات بصبغة عالمية فيها أماكن خاصة للجمهور و أخرى للمسئولين وللصحافة وهكذا.

هذه الألعاب هي التي يحبّها الناس وتسعى وراء مشاهدتها، ولكننا في الطرف الآخر نقوم ببناء منشآت كالحلبة وغيرها لا يستفاد منها إلا في أيام قلائل معدودة على اليد الواحدة، ولا تحضرها الجماهير البحرينية بكثافة، وبالتالي كان من الأولى أن نسعى إلى خدمة الرياضة التي يحبّها الشعب وتوفير المنشآت الصالحة والكافية كما يحدث في الدول الخليجية التي تعطي شعبها حق المشاهدة لكل الأنشطة الرياضية.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 1657 - الثلثاء 20 مارس 2007م الموافق 01 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً