كان ذلك على الصعيد السياسي، أما على الصعيد الإعلامي، فقد رصد موقع «تقرير واشنطن» انعكاسات القرار في المؤسسات الإعلامية الأميركية ونقلها على النحو الآتي:
ركزت الشبكات الإخبارية مثل: ABC وCNN في تغطيتها على المخاوف الأمنية والاقتصادية للمشرعين الأميركيين من قرار الشركة بالانتقال إلى دبي، خصوصا أن الشركة في الوقت الراهن تحت الاستجواب والمساءلة من جهات تحقيق فيدرالية.
فعلى شبكة ABC تناول تقرير لجو ستينبيكر Joe Stinebaker انتقادات السيناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون اللاذعة لقرار الشركة قائلة إن سجل هاليبيرتون جلي في إهانة وخداع جنود الولايات المتحدة، وفي خداع دافعي الضرائب، كما أن أدلة إهدارهم المال العام في العقود التي حصلوا عليها من الحكومة واضحة. وأضافت أنهم يحصلون على أموال الأميركيين دون تقديم أية خدمات في مقابل ذلك، والآن يسعون للانتقال بعيدا عن المساءلة والتحقيقات.
وعلى شبكة NBC وفي تحليل اقتصادي يعارض وجهة النظر السابقة، اعتبر خبراء اقتصاديون أن قرار الانتقال لم يعتمد على خلفيات المعركة السياسية الدائرة بين هاليبيرتون ومنتقديها، ولكن على المميزات الاقتصادية التي سيمنحها وجود الشركة في دبي بالاقتراب من الأسواق الهامة لمجال استثماراتها والتخفيض أو الإعفاء الضريبي الذي سوف تحصل عليه الشركة لانتقال المقر.
وفي التغطية الصباحية لشبكة CNBC يوم الإثنين قبل الماضي وصفت سارة أندريس Sarah Anders الخبيرة الاقتصادية بمعهد دراسات السياسات Institute for Policy Studies نقل مقر هاليبيرتون بالهروب الجبان؛ لأن إدارة الشركة كانت على يقين أن التحقيقات الجارية في سوف تدينهم في ظل وجود كونغرس يسيطر عليه الحزب الديمقراطي.
بينما عارض براد هاندلر Brad Handler المحلل الاقتصادي بمؤسسة واكوفيا Wachovia هذا الرأي قائلا أن المسألة وراء قرار الشركة ببساطة تكمن في قرب دبي من مصادر نفط الشرق الأوسط، ومن العراق أيضا، وبالتالي يسهل إدارة أعمال الشركة من الموقع الجديد. وأضاف أن وجود هاليبيرتون ونشاطها الاقتصادي في دبي قائم منذ 40 سنة، وزعم أن هاليبيرتون ستظل شركة أميركية تدفع الضرائب للحكومة الأميركية بغض النظر عن مقر إدارتها.
وركز تقرير لشبكة MSNBC على مخاوف بعض الأميركيين من أن يؤدي انتقال مقر الشركة إلى دبي إلى إغلاق مقرها بالتدريج في هيوستن، وخفض عدد العاملين في الولايات المتحدة، ولكن التقرير نقل عن كاثي مان Cathy Mannالمتحدث باسم هاليبيرتون بأن فرص العمل للمواطنين الأميركيين لن تتأثر بقرار الانتقال، وأن الشركة ماضية في برنامجها الهادف إلى توظيف 13 ألف عامل جديد خلال العام الجاري.
و تناولت صحيفة وول ستريت جورنال الموضوع من جانب مختلف، وهو ازدياد رغبة هاليبيرتون في الاستثمار في الأسواق العالمية، وذكرت أن الأمر لا يتعلق بنقل مقر الشركة إلى دبي، ولكنها تتوسع أيضا في إفريقيا وروسيا، ونقلت الصحيفة عن محللين اقتصاديين أن 55 في المئة من أرباح هاليبيرتون بنهاية العام 2008 ستأتي من مناطق شمال إفريقيا.
وفي سياق متصل نقلت شبكاتCNN وFOX NEWS تصريحات وليام سانشيس William Sanches المحلل الاقتصادي قي شركة هوارد ويل التي أكد فيها على أن انتقال مقر الشركة هو قرار استراتيجي يهدف إلى زيادة روابط الشركة بالشرق الأوسط والانفتاح على الأسواق العالمية وسهولة الحصول على متعاقدين ولا يتعلق بأي عوامل سياسية أو قانونية. أما صحيفة فاينانشال تايمز، فقد أطلقت على قرار هاليبيرتون بالانتقال المحفوف بالمخاطر، وقالت إذا أتمت الشركة خطتها بنقل فروع إدارتها كافة إلى منطقة الخليج ،فإن ذلك سيكون بمثابة ثورة. وأضافت أن الانتقادات الموجهة لقرارهاليبيرتون ستتواصل في وسائل الإعلام الأميركية وستستمر التحقيقات أيضا حول أكثر شركات الولايات المتحدة إثارة للجدل. وكانت وسائل الإعلام الأميركية قد شهدت خلال الأسبوع الماضي اتهامات وتهديدات خصوصا من أعضاء الكونغرس لقرار شركة هاليبيرتون بنقل مقر الشركة من هيوستن إلى دبي، واصفين إياه بأنه محاولة رخيصة للتهرب من دفع الضرائب بوجود مقر الشركة في دبي. كما لم يخف البعض الآخر مخاوفه الأمنية معتبرا أنه لا يوجد فرق بين نقل أعمال وإدارة الشركة إلى دبي وصفقة موانىء دبي التي تراجعت عنها الإدارة الأميركية بعد الضغوط التي مارستها قيادات من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1656 - الإثنين 19 مارس 2007م الموافق 29 صفر 1428هـ