موافقة مجلس الأمن السريعة على طلب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأن يتحدث أمامه للدفاع عن برنامج بلاده النووي في الجلسة التي سيجري فيها تصويت بين أعضائه الخمسة عشر لفرض عقوبات مالية وعسكرية جديدة ضد طهران، تعد بمثابة فرصة نادرة لطرفي النزاع لحل الأزمة إذا أحسنا استغلالها وإلا ستتحول إلى كارثة على الحكومة الإيرانية. فما الذي سيقوله الرئيس الإيراني يا ترى أمام المجلس؟ وهل ستنجح لغة الخطابة في حل الأزمة التي استعصت على الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
لقد ظل ملف برنامج إيران النووي يدار ردحا من الزمن في إطار الوكالة الذرية التي عقدت الكثير من الاجتماعات والمفاوضات مع الجانب الإيراني، ولكن عندما قررت الدول الكبرى بعد أن كانت طهران تماطل وتعمل على كسب الزمن ليس إلا لتحقيق نجاح ما في المجال النووي تفاجئ به العالم، قرروا حينها نقل الملف إلي مجلس الأمن ليقوم بدوره بـ «إجبار» إيران على الانصياع والمثول لـ «الشرعية الدولية». إذا في هذه المرحلة الفاصلة قرر أحمدي نجاد أخذ القضية إلى حلبة مجلس الأمن فهل سيستمر في استخدام لغة التحدي نفسها أم سيطرح خيارا آخر يقنع به الدول الكبرى التي تملك حق «الفيتو» بأن برنامج بلاده سلمي ويمنحهم ما يهدي بالهم ويضع إمكانات بلاده النووية تحت رحمة التفتيش الدولي؟
خطوة الرئيس الإيراني هذه تعد بمثابة مغامرة خطيرة ستؤدي حتما إما إلى حلحلة الأزمة أو دخولها مرحلة اللاعودة فهل حسبت إيران الأمر بدقة؟
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1655 - الأحد 18 مارس 2007م الموافق 28 صفر 1428هـ