تواصلا مع مقال السبت. جاء في الخبر الرسمي، في الأسبوع الماضي، ان نائب رئيس الوزراء البحريني استقبل في قصر القضيبية وفد اللجنة الأميركية اليهودية... إلخ. والصحيح هو أن نائب رئيس الوزراء استقبل في قصر القضيبية وفد «اللجنة اليهودية الأميركية» وليست «الأميركية اليهودية» كما جاء في الخبر. وفي تغيير الاسم الصحيح للجنة، وإخفاء اسم مديرها التنفيذي تكمن عدة قرائن ومؤشرات تؤدي إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني!
استطرادا لعنوان المقال (مدير اللجنة أكثر من صهيوني)، ومن باب التعريف بشخصية المدير التنفيذي للجنة اليهودية الأميركية، فإن تصريحات «ديفيد هاريس» تنم عن الحس العنصري الذي يعلو في عنصريته المفردات المستخدمة لدى الصهاينة أنفسهم! إذ في تعليق «هاريس» على كلام الأديب الإسرائيلي «أ.ب. يهوشواع» حينما وصف الأخير يهود الشتات (في أميركا وغيرها) بأنهم لا تأثير لهم في مستقبل الشعب اليهودي في «إسرائيل». رد عليه الأول (هاريس) إن ذلك «يعبر عن موقف صهيوني كلاسيكي، يرى في الشتات مسألة سلبية، وهذا مهين ليهود الشتات».
إذا، «هاريس» يعتبر مشاركة يهود الشتات في مستقبل الكيان الصهيوني «مسألة أساسية، وذات فعالية إيجابية».
ونقلا عن تقرير كتبه الأستاذ عزت إبراهيم، منشور في صحيفة «الأهرام»، ما يؤكد أن عنصرية «هاريس» تفوق بكثير النظرة الصهيونية التقليدية، إذ يرى أن «المفاجئ والمقلق في الموجة الجديدة هو المشاركة العلانية لبعض اليهود الأميركيين في الهجوم الكلامي ضد الصهيونية والدولة اليهودية، مؤكدا أن هؤلاء سواء كانوا يهودا أو غير يهود يجب التصدي لهم».
«هاريس» يصدر النداءات تلو النداءات بشأن ضرورة مواجهة اللوبيات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة الأميركية، وعلى الأخص منها «كير» (مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية)، كما يحذر من زيادة عدد المسلمين في أميركا، وفي موقع آخر، يقلل من عددهم «خوفا» من أن يشكل الإسلام «مكونا ثقافيا ومصدرا للتراث الأميركي في المستقبل»! فيما ذكرته سابقا سبب وجيه لاختيار عنوان المقال بحسب ما هو عليه. وبالتالي يكون عنوانا علميا وليس ديماغوجيا أو عاطفيا يخاطب الغريزة لدى الجماهير. إذ «ديفيد هاريس» أكثر من صهيوني باعترافه نفسه.
الآن، وبعد التستر في البحرين على شخصية المدير التنفيذي للجنة اليهودية الأميركية وحقيقة خلفيته التاريخية ومواقفه الأكثر من صهيونية، ألا يحق لنا التساؤل عن دور البرلمان البحريني، وعلى الأخص «لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني»، في التحقيق حول هذا المنحى الخطير لعلاقات الدولة الخارجية؟! إلا أن ما يؤسف له هو أن ممثلي الجمعيات الإسلامية في البرلمان البحريني سرعان ما تداعوا - كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها - وطالبوا بالتحقيق فيما جرى في ربيع ثقافي راقٍ؛ غالبيتهم لم يحضر جانبا واحدا من فعالياته! إذ هم لا يرون في الثقافة إلا «سخافة»! وهم يستهجنون أي انفتاح أو حوار ثقافي متنوع كالذي كرسه ربيع الثقافة، في حين أنهم (النواب) يغضون الطرف عن ممارسات رسمية لتزييت عملية التطبيع والتمهيد لإقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني!
في مقال الأربعاء نوجز مهمات وأساليب اللجنة اليهودية الأميركية وتأثيرها على مجمل الحياة السياسية وقرارات الساسة الأميركان، إن كان في العمر بقية.
ردا على مقال «وجها لوجه»
زيارة «الجمعية اليهودية الأميركية» فرصة لتبادل وجهات النظر
في إشارة إلى المقال المنشور في صحفية «الوسط» في عددها رقم (1653) الصادر يوم السبت 17 مارس/ آذار 2007 في زاوية «وجها لوجه» وتحت عنوان «الطلائع والنخب والتصدي الشعبي للتطبيع» للكاتب محمد العثمان وما تطرق إليه تحديدا في المقال بشأن استقبال معالي نائب رئيس مجلس الوزراء للجمعية اليهودية الأميركية نود إيضاح الآتي:
- إن الزيارة قد جاءت في إطار العلاقات الثنائية بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأميركية وأنها ليست الزيارة الأولى التي تقوم بها هذه الجمعية أو أي من أعضائها إلى مملكة البحرين.
- إن أعضاء الجمعية الذين قاموا بالزيارة قد دخلوا البلاد كمواطنين أميركيين حيث كان من بينهم رجال أعمال وقضاة.
- إن زيارة الجمعية لمملكة البحرين قد جاءت ضمن جولة لها في عدد من دول المنطقة حيث تم استقبال أعضائها من قبل بعض من قادة هذه الدول أو كبار المسئولين الرسميين فيها.
- إن مثل هذه الزيارات تعد فرصة لتبادل وجهات النظر مع من لا نتفق معهم في الرأي بشأن قضايا المنطقة وذلك لإقناعهم بعدالة قضايانا القومية وخصوصا القضية الفلسطينية وعملية السلام والتوصل إلى الحل العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط.
- إن موقف مملكة البحرين من القضية الفلسطينية والتطبيع مبدئي ومعروف وهو الالتزام بالقرارات الدولية ومبادئ مبادرة السلام العربية وهو ما تم ويتم تأكيده في المحافل الدولية وعلى لسان أكثر من مسئول رسمي في المملكة.
يوسف محمد محمود
مدير عام مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1655 - الأحد 18 مارس 2007م الموافق 28 صفر 1428هـ