الزيارة التي قام بها الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى دمشق الأسبوع الماضي لم تكن مكرمة أوروبية بل جاءت نتيجة لإشارات موجبة أطلقتها سورية بالإضافة إلى عوامل أخرى. فالسوريون شاركوا من دون شروط وبفاعلية في مؤتمر بغداد الأمني والذي سعى إلى إيجاد مخرج لواشنطن من المأزق العراقي، كما أنهم ظلوا متعاونين في جميع التقارير التي قدمها المحقق الاممي سيرج براميرتز في اغتيال رفيق الحريري الى مجلس الأمن وفي هذا الصدد يريد سولانا تطبيق كامل إلى القرار 1701 وكأنه يستعجل سورية للاعتراف بالجريمة. والغرض الخفي من الجولة هو حماية قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، وذلك من أي تحريض سوري لجماعات إسلامية متشددة. وطبعا تزامنت الزيارة مع الإعلان من أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيعتزل الحياة السياسية وهو الذي اقترح مجيء سولانا إلى الشام وكأنه يريد التكفير عن بعض أخطائه.
لكن الملفت في تحرك سولانا هو تأييده لاستعادة سورية أراضيها التي فقدتها العام 1967، أي هضبة الجولان. وفي الواقع لم يكن هذا التوجه المفاجئ خالصا ولكنه مبطن بالقول أنه يجب على دمشق ألا تدخل في أي عمل مسلح (إذ نشرت سورية صواريخ متطورة على الحدود مع «إسرائيل») من أجل تحرير الجولان بل يجب أن تبقي على الحملة الدبلوماسية السلمية لاستعادتها وان استغرق الأمر 40 عاما أخرى .ولذلك فان كلمة الحق التي نطق بها سولانا لتحرير الأرض العربية لم تكن سوى خدعة و دغدغة عواطف.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1654 - السبت 17 مارس 2007م الموافق 27 صفر 1428هـ