العدد 1654 - السبت 17 مارس 2007م الموافق 27 صفر 1428هـ

على أبواب اجتماع الأوبك 3/3

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وسط تكهنات عن مستقبل سوق النفط وإنتاجه، أنهى وزراء النفط والطاقة في منظمة الدول المصدرة للنفط، أوبك، اجتماعهم العادي الـ 144، بعد ظهر الخميس الماضي، بالاتفاق على تمديد العمل بسقف والبالغ 25.8 مليون برميل في اليوم حتى إشعار آخر.

جاء ذلك بعد جلسة العمل المغلقة والوحيدة التي استغرقت نحو الثلاث ساعات تم خلالها مناقشات شاملة ومعمقة حول أوضاع السوق النفطية وآخر تطوراتها، وانتهت إلى قناعة وزراء الأوبك القوية بأن مستوى نمو وأداء الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري2007، مازال ثابتا نسبيا، ولكنه ظل أقل من المستوى الذي تم تسجيله في العام الماضي 2006.

لكنهم أكدوا أيضا أنه، وعلى رغم أن جميع المؤشرات والدلائل أكدت بشكل واضح بأن السوق العالمية ظلت مشبعة بالنفط الخام، لكن المخزونات التجارية لمنظمة دول التعاون والتنمية في أوروبا ظلت بحال صحية.

ولم يخف الوزراء قلقهم من احتمالات استمرار تذبذب السوق العالمية، الأمر الذي يقتضي من أوبك مراقبة الأسواق عن قرب.

الصدفة الغريبة أن يتوافق إجتماع الأوبك مع صدور النسخة العربية من كتاب الكتاب: عمالقة النفط. شركات النفط الوطنية في الشرق الأوسط، من تأليف فاليري مارسل، وترجمة حسان البستاني، والناشر هو الدار العربية للعلوم ـ بيروت.

يلقي الكتاب الضوء على تاريخ تطور إنتاج وصناعة النفط، لكن أهم ما يأتي به هو ذلك التحول الذي طرأ على موازين القوى والسيطرة في السوق النفطية: إنتاجا، وصناعة، وتسويقا. يعود الكاتب إلى أنريكو ماني عندما أطلق وصفه المشهور «الشقيقات السبع» لوصف الكارتيل الأنغلو - ساكسوني المسيطر على نفط الشرق الأوسط في أعقاب الحرب الكونية الثانية. حينها لم يتبادر إلى ذهن مؤسس صناعة الطاقة الإيطالية التحول الدراماتيكي الذي يمكن أن يطرأ على صناعة النفط في الشرق الأوسط.

إذ، ومن وجهة نظر مؤلف الكتاب، سيتراجع نفوذ وسيطرة شقيقات الكارتيل السبع الأصلية لسبع شقيقات جدد هن شركات النفط والغاز الوطنية.

ويسمي المؤلف تلك الشركات بالاسم وهن كما يردن في الكتاب، وهن: في المقدمة تأتي شركة أرامكو (السعودية) التي تسيطر على 25 في المئة من احتياطات النفط العالمية، وقدرة على إنتاج نحو ثلاث أضعاف الكمية التي يمكن أن تنتجها أي مجموعة نفطية أخرى، ما يجعلها أكثر شركات النفط الوطنية نجاحا في العالم، بإدارة تكنوقراط أكفاء ومؤهلين.

وتستثمر أرامكو 50 مليار دولار على مدى 15 - 20 عاما غير أن حقولها الكبيرة تعاني من الشيخوخة والقدم.

تليها شركة غاز بروم الروسية وتنبع أهميتها من كونها الشركة الوحيدة الأكثر قدرة على أثارة القلق والتوتر لدى أوروبا وآسيا كما تفعل غاز بروم.

فكونها مسيرة من قبل الكرملين، كانت غاز بروم طرفا في خلاف حول الغاز مع أوكرانيا ومباحثات تنافسية مع اليابان والصين، حول خطوط أنابيب من سيبيريا.

في المرتبة الثالثة تأتي شركة البترول الوطنية الصينية التي تملك نفوذا دوليا واسعا.

ورابعة تلك الشركات الوطنية هي شركة النفط الوطنية الإيرانية وأهمية هذه الشركة هو كون إيران واحدة من عدد قليل من دول الشرق الأوسط التي تملك ثروة هائلة في الهيدروكربون ومفتوحة للاستثمارات أمام شركات الطاقة الأجنبية.

وتحتل الموقع الخامس شركة البترول الوطنية الفنزويلية والتي بموجب القانون الذي وقعه الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بات بوسع الشركة بموجبه الهيمنة على مشروعات النفط الخام لأورينوكو بيلت التي يبلغ حجمها 30 مليار دولار.

أما سادسة تلك الشركات فهي بتروبراس البرازيلية التي تكمن قوتها في كونها قد عثرت على النفط وتقوم بإنتاجه من المياه المعدنية.

ومن أميركا الجنوبية يأخذنا الكتاب نحو الشرق الأقصى لنجد شركة بتروناس الماليزية التي النموذج الذي يرغب الآخرون في أن يحذو حذوه. وعلى رغم إنها ضمن المصدرين الثلاثة الأوائل للغاز.

وكما نرى أرامكو هي الشركة العربية الوحيدة من بين السبع تلك. وعلى رغم ذلك تستمر أصابع الاتهام موجهة نحو العرب عند كل أزمة عالمية تعصف بالعالم.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1654 - السبت 17 مارس 2007م الموافق 27 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً