الرياضة في البحرين تحتاج إلى أن تطالها يد الإصلاح والتغيير حالها كحال بقية المسارات في البلاد، وخصوصا على الجانب الإداري وكذلك الجانب المادي، فالإدارة هي السبب الرئيسي لنجاح أي مشروع ويمكن أن تكون سببا رئيسيا للفشل أيضا، فالعملية مترابطة ومن الصعب أن تفصل بينها وتقسمها.
ويمكن أن تطل علينا مشكلة أخرى وهي مشكلة مفهومنا للرياضة فالكثير يعتقد أن الرياضة ما زالت مجرد ممارسة ولعب وهواية على رغم أننا نخصص لها موازنة ونصرف عليها أموالا، وإذا كنا نعتقد أن الرياضة ممارسة وهواية وتضييع وقت فمن الواجب أن تصرف الأموال في أمور الصحة والإسكان والتعليم وغيرها من الأمور التي يحتاج إليها المواطن.
إذا قبل الشروع في تطوير الرياضة علينا تغيير عقليتنا ومفهومنا لمعنى الرياضة والهدف الذي من أجله نمارس الرياضة والتي أضحت وأمست في مملكتنا عشقا أبديا للكثير من شبابنا وصلت فيها حدة المنافسة إلى حد العتاب والزعل والخلافات والمشكلات الكثيرة في أكثر من لعبة.
وعلى رغم أن هناك الكثير من المسئولين في رياضتنا ما زالوا يفكرون بعقلية عفا عليها الزمن قديمة لا تصلح لهذا الوقت، كما يوجد إداريون في أنديتنا ما زالوا يتقمصون أدوارا أكبر منهم ولا يستحقون أن يكونوا في أماكنهم، كما أن تداخل المهمات وازدواجيتها واختلاط الحابل بالنابل بين المسئولين والإداريين في الاتحادات والأندية يجر علينا الكثير من الويلات والمصائب.
لذلك يجب أن يبدأ الإصلاح والتغيير من هنا ومن ثم تغيير التركيبة الرياضية من خلال فصل السلطات بين الهيئات الرياضية متمثلة في المؤسسة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية والأندية، وهنا تبرز معضلة أخرى تتعلق بكون أن أكثر أعضاء الاتحادات مثلا يتولون مسئوليات أخرى وبالتالي تتشتت الجهود ويضيع العضو بين أكثر من مهمة.
أزمة النصوص والنفوس التي أقصدها ليست هي قانون الرياضة كما يراها البعض منا وبالتالي تبقى الأزمة قائمة طالما النفوس الضعيفة موجودة على السطح الرياضي، و يمكن تغييرها بقرارات وزارية أو غيرها، ودونما حاجة لمناقشات وجدل، والآن بعد ان وصلنا إلى مرحلة مهمة علينا الحد من الخلافات والصدامات على صفحات الصحف وشاشات التلفزيون.
وما أدعو إليه، إننا جميعا في قارب واحد للمنافسة على كل الجبهات ولسنا في حاجة للانتظار طويلا بعد مرور فترة طويلة من دخول المملكة عصر الإصلاح الذي دشنه جلالة الملك لوضع قانون جديد للرياضة، لنبدأ في الالتفات لمواجهة كل همومنا الرياضية والشبابية، وأعتقد ان أعضاء السلطة التشريعية وخصوصا الرياضيين منهم سيقع عليهم العبء الأكبر من أجل المساهمة بالدور الايجابي لتنفيذ الوعود المرتقبة من قطاعنا الأهم في المجتمع ألا وهو قطاع الشباب.
النسر ومهمة النصر
تدخل نسور الوطن اليوم مهمة غاية في الصعوبة من أجل تحقيق لقب يسجل باسم الوطن كل الوطن، ومهمته اليوم تحتاج إلى الوقوف خلفه ومؤازرته بكلمة الوطن من أجل تحقيق ذلك، واليوم أكتب بمداد قلمي متضرعا للعلي القدير وداعيا بقلبي أن يحقق النسر اللقب ويحلق في السماء حاملا معه كأس البطولة ومعه علم المملكة يرفرف عاليا... فهل يكون النصر للنسر ويكسب معركته مع أهلي جدة؟
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 1653 - الجمعة 16 مارس 2007م الموافق 26 صفر 1428هـ