العدد 1653 - الجمعة 16 مارس 2007م الموافق 26 صفر 1428هـ

إبداع الفرق النسائية المناطقية

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

إبداع يستحق فعلا الوقوف عنده والإشادة به بهدف التشجيع والتحفيز، ولفت نظر المهتمين بأن هناك بالفعل مواهب وإبداعات تستحق منا الوقوف عندها وتقديرها والعمل على تنميتها والارتقاء بها، ذلك الذي لحظته حديثا وربما لحظته المئات من المتواجدات ويشتركن معي في التشخيص والحكم، في برنامج الحفل التأبيني الذي نظمته اللجنة الأهلية النسائية لتخليد الشيخ عبدالأمير الجمري رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته برعاية جمعية المستقبل النسائية في الأسابيع الفائتة على صالة شهرزاد، فقد قدمت اللجنة الكثير من الفقرات بالتعاون والتنسيق مع الفرق النسائية المناطقية والتي دأبت على تقديم الأعمال المفعمة بالحيوية والتميز والتجديد، بأداء عال وراق جدا سواء على مستوى تأليف الفقرات أو انتقاء الكلمات والألفاظ أو الإخراج وانتهاء بتنفيذ الفقرات على خشبة المسرح كل تلك المقومات المتوافرة استطاعت بلا منازع أن تجذب الحاضرات والتسمر في أماكنهن معجبات بكل ما يشاهدن من لقطات وفقرات متعددة وما يستمعن إليه من إيقاعات متنوعة تعبر كل لقطة من اللقطات عن حزنها العميق لفقدانها جمريها، معلنة وعودها بأنها لن تنساه أبدا وستظلن تتذكرانه ما حيين ويحتفلن بذكراه سنويا بتقديم ما يملكن من أداءات متواضعة في سبيل التعبير عما في قلوبهم من مشاعر محبة شعرن بها طوال حياته وستستمر إلى ما بعد مماته إلى جانب الوفاء له، فقد شاركت في الحفل مجموعة من الفرق النسائية مرتدية أثواب الحداد سوداء اللون، باهتة المنظر، وعلى رأسها فرقة طلائع السنابس حيث قدمن فقرة بعنوان «هالة العرفان» وفرقة أنوار الميامين، وقدمن فقرة بعنوان «ترانيم الرحيل» وفرقة فدك الزهراء قدمن فقرة بعنوان «تحيات الوفاء»، وفرقة الزينبيات إذ قدمن فقرة بعنوان «سكتة حداد» إذ عبرن بالكلمة ومثلن بالحركة كيف تلقين نبأ رحيل القائد المجاهد وكيف بدا منظر البحرين بفقده وقد نجحن في ذلك.

كما كانت هناك مشاركة لطفلة واعدة لاتتجاوز السبعة أعوام فتستحق منا كل الدعم والتشجيع «وجدان» فقد ألقت على مسامعنا قصيدة برغم أنها ليس من تأليفها ولكن كانت مكلفة بإلقائها وكان أداؤها وقتها غاية في الروعة والإتقان كما كانت القصيدة طويلة نسبيا وكانت ترددها عن ظهر قلب وبشكل معبر وجميل، لم تخنها ذاكرتها لحظة، فقد كانت تسترسل في الإلقاء ولم تترد في الوقوف على خشبة المسرح، إذ كانت الجماهير تغص بهم الصالة وتتسمر في مكانها، أعينهن وآذانهن مفتوحة للمشاهدة والاستماع، فكانت كلما علا صوتها انتابتها الكحة فلم تكن صحتها على ما يرام ولكن مع ذلك أبت إلا أن تقدم الدور المطلوب منها بشكل جدا مقنع.

كما كانت مشاركة لجنة الصم أيضا في الحفل لمسة إبداع لا تقل عن بقية المشاركات الأخرى بل ربما تتميز عن بقية الفقرات فهي غير ناطقة ولا يمكنهم الاستعانة بالمفردات والألفاظ وتوظيفها بغرض توصيل رسائلهم إلى الجمهور، ولكنهم مع ذلك كانت فقرتهم معبرة جدا نجحن في توصل معانيها للحاضرات باقتدار، كما استمتعن أيضا ببقية الفقرات المشاركة من خلال ترجمة فورية لكل الفقرات بلغة الإشارات، إلى جانب المساهمات الأخرى المقدمة منهن تعبر أيضا عن إبداعات أخرى إلى جانب كل ما قدم في الفعالية فقد قدمت أحداهن هدية لعائلة الشيخ الراحل من انتاجها هي «بورتريه للجمري»، استمتعت الحاضرات بكل ما تم عرضه وتقديمه من قبل المشاركات، وترقرقت أعينهن بالدموع حزنا على فقدان الأب الحنون الجمري فكانت دمعة على الخد مع كل حركة وإيقاع كما لا يفوتهن أنهن استمتعن بكل ما عرض.

الإبداع لم يكن قاصرا على الفقرات التي قدمت في الحفل على خشبة المسرح فقد كان إخراج المسرح بشكل فني لا يخلو من الإبداع وضعت فيه صور للجمري على الجهتين اليمنى واليسرى وفي الوسط وضعت صورة كبيرة للجمري ممسكا بعصاه واقفا لابسا عمامته البيضاء وببشته البني وبدا وكأنه أحد أبرز جمهور الحفل، وبدا وكأننا نراه بشحمه ولحمه معنا، وكأن أعين الحاضرات تقول كذب الموت، فالجمري لم يمت، كما كانت روح الجمري تحوم بيننا.

ربما لم تكن المرة الأولى التي أتشرف بمتابعة إنتاج الفرق النسائية والتي دأبت اللجان النسائية المناطقية على عاتقها تشكيلها من الفتيات والصبايا اللاتي يمتلكن موهبة في التمثيل والإلقاء والمواهب الأدائية، والمشاركات في المناسبات الدينية وإحيائها، وإلى ما وصلت إليه من مستوى مشرف ولكن يتضح من خلال المشاهدات والملاحظات بأن هناك تطور وتقدم رهيب للفرق النسائية وإنتاجهن، يسبق الزمن برغم الإمكانات المادية المحدودة وبرغم فرص التشجيع والتحفيز وتنمية المواهب الفنية منها والأدائية والإبداعات التي يمتلكونها، فقد عودتنا الفرق النسائية أن تقدم الجديد والمتميز على الدوام وبشكل سنوي وموسمي من خلال مشاركتها في مهرجان الولاء لزينب (ع) إذ سباق الفرق النسائية المناطقية المحموم على نيل الدروع والجوائز وعلى مدى أيام، والتنافس على المراكز من خلال تقديم الأفضل والتعاون في إخراج مشاريعهن بشكل غير مألوف وعلى غير العادة من خلال إيقاعات وترانيم وصرخات وزفرات وسكتات بشكل لائق ينسجم مع روحانية المناسبة، طالبين القربة إلى الله تعالى وفي اليوم الأخير تعلن اللجنة المحكمة النتائج وتكرم الفرق النسائية الفائرة.

كذلك تتميز الفرق النسائبة في الأداء المسرحي ولعل أبرز ما وشاهدته أداء فرقة الزهراء والسيدة زينب من خلال مسرحية قربان على ساق العرش، كانت بمثابة ألف ليلة وليلة ويستحقون منا الدعم والإشادة.

مع كل الإعجاب إلى المستوى التي وصلن إليه الفرق النسائية المناطقية نتمنى لهن مزيد من التقدم والتميز، ونحن بدورنا نشد على أيديهن.

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1653 - الجمعة 16 مارس 2007م الموافق 26 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً