صراحة لم أصل الى مرحلة من الملل من السياقة كما وصلتها هذه الأيام الماضية وأعتقد أن هذه الحالة لن تذهب كون السبب ما زال ولن يزول كون حله أصبح مستحيلا مستعصيا ينافس أزمة الاحتلال الاسرائيلي على فلسطين
أو الأميركي على العراق!!
مللت السياقة في شوارعنا المرقعة، فالشوارع عندناهي عبارة عن حقل تجارب نحن من يدفع ثمنها ماديا ومعنويا !
فهل من المعقول -يا جماعة الخير- أن تمشي مشوارا لا يتجاوز الخمس دقائق في أسوأ حالاته ليصل الى أكثر من ساعة هو مشوارك من أية منطقة في القضيبية الى مستشفى السلمانية لزيارة مريض مثلا أو لحالة طارئة -لاسمح الله- !
ألا تلاحظون أن جميع الطرق المؤدية والخارجة من مستشفى السلمانية وإليه وفي جميع الأوقات هي عبارة عن قمة في الازدحامات المرورية، وحتى ذلك الدوار المقبور الذي تم وضع إشارات مرورية مكانه وليصبح بعد ذلك شارع وكأنه دهليز تحتاج الى خارطة جوية أو مرشد يدلك عن طريقك الصحيح!! ليدل بذلك أن هناك ثمة قرارا خاطئا في تغيير الدوار الى إشارة ضوئية مبني على دراسة غير دقيقة أيضا لحل إشكالية الازدحام ومسبباته، وليكتشفوا بعد تجارب كثيرة (نحن ضحيتها طبعا) بأن السبب ليس من دوار هنا أو إشارة ضوئية هناك ... بل أن المشكلة في عدد السيارات الذي يزداد ولا يقابله توسعة في البنية التحتية للشوارع من حيث الحجم ليستطيع استيعاب الكم من السيارات.
ببساطة ... هذا الشارع هو نموذج لمآسٍ كثيرة لم يكن آخرها ألبتة، بل سبقته المنطقة الدبلوماسية عن بكرة أبيها وجسور السيف والسوق المركزي الذي يغص يوميا ابتداء من عند إشارة فندق الريجنسي الضوئية، ولن ننسى تقاطع ميناء سلمان وجسر سترة وإن واصلت سرد المواقع لأحتجت الى ملحق منفصل لذلك، جميعهم يشتركون في معضلة واحدة هي سياسة الترقيع والتجربة والدراسات غير الدقيقة في تشخيص المشكلة وبالتالي وصف الحل غير المُجدي.
فهلا فكر المسئولون عن شوارعنا بطريقة مختلفة قليلا ... حتى ولو استعصى الأمر واحتاجوا الى خبير شوارع يحل الأزمة التي نحن نعاني منها فلا بأس والمثل يقول « أنت كريم وأحنه نستاهل «.
على الطاري
أحدهم يتساءل ذات يوم ... في السعودية والكويت ودبي وغيرها من دول الجوار تغيب عن زيارتهم شهرين لتكتشف نفقا هنا وشارع ثلاثة طوابق هناك، واحنه طول السنة نشوف سيارات تبليط الشوارع منسطرة على «الهاي واي» المؤدي الى مدينة حمد !! حتى اختفى الرصيف من فرط ارتفاع الاسفلت.
حمد الغائب
العدد 1653 - الجمعة 16 مارس 2007م الموافق 26 صفر 1428هـ