قدمت «فرقة العروج» عملها المسرحي الديني لهذا الموسم «سيف الشهادة» على صالة النادي الأهلي، في مطلع مارس/ آذار الجاري، بعد تدريبات امتدت نحو شهرين.
المسرحية الجديدة تناولت مقطعا صغيرا من التاريخ الإسلامي، وتحديدا في العام 61 هجرية، حيث جرت وقائع كربلاء من قتل رجال وأنصار البيت النبوي الشريف، وما تلاها من رحلة سبي طويلة عبر الصحراء للأطفال والنساء بين العراق والشام، وما مرّت به العائلة النبوية من معاناةٍ وعذابٍ على أيدي جلاوزة الجيش الأموي.
شارك في المسرحية طاقمٌ من الممثلين زاد على 35 طفلا وشابا، بالإضافة إلى شابةٍ جديدةٍ تقدّمت للعمل لأول مرةٍ، ما شكّل علامة في تاريخ المسرح «الديني»، ولها دلالتها في بيئة محافظة. وقد لعبت دور السيدة زينب الطالبة الجامعية مريم عبدالله رضي(تخصص دبلوم سكرتارية)، وكانت تحرص على حضور البروفات طوال شهرين. تقول عن تجربتها: «كانت الدعوة لترشيح إحدى الفتيات للمشاركة في المسرحية، وكانت مشاركاتي السابقة تقتصر على المآتم النسائية، وهذه أول مرة أشارك فيها على المسرح».
وتضيف: «كانت رغبتي دراسة المسرح بالجامعة، إلاّ ان رغباتنا لم تؤخذ في الاعتبار في الجامعة، وفي دفعة 2006 تم قبولي في كلية التعليم التطبيقي، ولكني بعد أنهي الدبلوم سوف أواصل في دراسة الإعلام بجامعةٍ خاصة، إذ لا يسمح الظرف المادي حاليا بذلك».
هل هذه أول تجربة لك في التمثيل؟
- كنت امثل من أيام المدرسة الاعدادية، ومنعتني مديرة المدرسة ذات مرة لأني القيت كلمة جريئة في طابور الصباح، ولكن في المدرسة الثانوية كانت المديرة ترحب بأنشطتنا، فكنت أحضر النصوص وأختار بعض الزميلات للتمثيل معي، ومن الثانوية انتقلت إلى التمثيل في المآتم النسائية.
ألم تواجهك إشكالات في التدريبات أو الظهور على المسرح وسط طاقم رجالي بالكامل؟
- بالعكس، فهذه تجربةٌ لإثبات الذات، ومشاركة الفتاة الملتزمة في فعاليات من هذا النوع لا يعيقها الحجاب.
ألم يعترض الوالدان على مشاركتك؟
- لا، لم يعترضا، ولكن وجدت معارضة من قبل بعض الأقارب والصديقات اللاتي استشكلن، ولكني مضيت في العمل. وفرقة العروج عرفت بأدائها المتميز في تقديم هذه الأعمال المسرحية الدينية فشاركت معها.
ما شعورك أثناء التمثيل؟
- شعور لا يوصف، فقد كانت هذه هي رغبتي منذ الصغر أن أمثل. شعور رائع كنت أعطيه كل اهتمامي.
هل ستكون لك أية مشاركات مستقبلية؟
- ستعتمد أية مشاركة على الدور الذي أقتنع به طبعا. الشرط الأول هو الالتزام بحجابي، كما أن الأدوار الكوميدية قد تكون فيها إشكالات، لكن أي دور اجتماعي أو إسلامي أو سياسي لا إشكال ديني فيها كما اعتقد، وإن كان هناك تحفظات تفرضها العادات والتقاليد الاجتماعية.
شعرت بأني بنت الحسين
الممثلة الصغيرة آلاء فهمي لفتت الأنظار بأدائها الرقيق، عمرها تسع سنوات، الصف الرابع الابتدائي، تحبّ التمثيل كثيرا، تقول: شاهدت أبي يعمل المونتاج فطلبت منه المشاركة في المسرحية، فعمل لي مقطع.
كيف كان تدريبك؟
- تدربت أربع أو خمس ليالي متواصلة، وأنا أحفظ بسرعة وحفظت المقطع كاملا.
وهل تحبين التمثيل؟
- نعم، أحب أمثل أشياء حسينية وليس فكاهية، أحب أمثل أدوار حزينة وتؤثر على قلب الانسان... وتؤثر على مشاعره، ويشوف كيف ان الأئمة تعذّبوا من أجل هدايتنا. ونحن نعمل المسرحيات علشان يشوفها بقية الناس ويستوعبها الأطفال ويصيرون متعلقين بالأنبياء والأئمة.
كيف كنت تحسّين أثناء التمثيل؟
- كنت أحس أني فعلا بنت الحسين.
شركة لدعم المسرحيات
«الممثل الصغير» سيد علوي أسعد، 11 سنة، تلميذ بالصف السادس، يقول: قضيت 3 أسابيع في التدريب، كل ليلة ساعتين.
عندما شاركت... ما أثّر على دراستك؟
- أحسست أن فيه هدف وفائدة من التمثيل، وليس تمثيل على الفاضي.
وماذا ستعمل إذا كبرت؟ هل تريد أن تصبح ممثلا؟
- إذا كبرت أريد أسوي شركة تدعم عمل المسرحيات، وتدعم المآتم والعزاء.
وكيف أحسست أثناء التمثيل؟
- أحسست أني ابن الحسين، وحتى تفاعل الجمهور كان يحسّسني أكثر.
العدد 1653 - الجمعة 16 مارس 2007م الموافق 26 صفر 1428هـ