«أفضل النظر إلى إيران بوصفها دولة جارة وصديقة تربطنا بها روابط تاريخية ومصالح اقتصادية. وإذا كان هناك خلاف مذهبي بين إيران ودول المجلس، فيجب ألا يؤدي إلى أي نوع من العداء والكراهية».
هذا ما قاله (بالضبط) رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والسفير السعودي السابق في واشنطن الأمير تركي الفيصل وهو قول موفق وصادق، ينم عن اتزان وحكمة اتصف بها مسئول سعودي بارز في حجم الأمير تركي الفيصل، وينسجم هنا القول مع سياسة القيادة السعودية الرامية والداعية دائما إلى توحيد الصف العربي والمسلم لمواجهة العدو المشترك، وهذه سياسة تستحق منا عربا ومسلمين كل شكر وتقدير.
من الجانب الآخر - وهذه من أعظم المفارقات - يحاول البعض إذكاء نار الفتنة وتمزيق الصف العربي والمسلم فلا تقوم له قائمة، وذلك عن طريق تقويض ونسف كل الجهود الخيرة والمساعي الحميدة التي يبذلها بعض القادة العرب المخلصين في هذا الصدد، والمؤدية إلى التقارب وغرس الثقة.
وليس أدل على ذلك من تلك الرسومات الكاريكاتيرية التي «صفعنا» بها - تباعا - أحد رسامي الكاريكاتير عبر إحدى الصحف المحلية في الأيام القليلة الماضية والتي توضح بجلاء عددا من الأفكار التي نستخلص أبرزها فيما يلي:
- إن دول الخليج العربية مهددة بالضرب من قبل إيران. (8 مارس / آذار)
- إن علاقة إيران بدول الخليج العربي لا تتعدى كونها «شعرة معاوية» فقط. (6 مارس)
- إن إيران دولة مزدوجة، فهي تعلن بلسانها ونواياها السلمية ما يختلف مع سلوكها وممارساتها في الواقع. (5 مارس)
- الرئيس الإيراني يستأذن للنزول في مكة ليعتمر، بينما سلاح إيران النووي موجه نحو الكعبة. (4 مارس)
- الشعب الإيراني يشكو الجوع ويبحث عن رغيف الخبز بعد أن التهم هذا الرغيف البرنامج النووي الإيراني. (1 مارس)
هذه باختصار بعض الرسومات التي تعتبر تدخلا في شئون شعب ذي سيادة وتمثل إهانة كبرى لهذا الشعب المسلم الشقيق. والسؤال موجه إلى من يعنيهم الأمر عندنا: ماذا أنتم فاعلون؟.
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد 1652 - الخميس 15 مارس 2007م الموافق 25 صفر 1428هـ