منذ نهاية الأسبوع الماضي بدأت أسواق النفط تشهد تأرجحا طفيفا أفقدها شيئا من قوة دفعها الذي عرفته في مطلع ذلك الأسبوع. ففي ختام تداولات الأسبوع الماضي التي شهدت ارتفاعات متواصلة على مدى الأيام الأربعة الأولى، هبطت أسعار النفط للعقود الآجلة بأكثر من دولار وسط مبيعات لجني الأرباح أثارها انحسار المخاوف بشأن الإمدادات في الولايات المتحدة. وأنهى الخام الأميركي الخفيف جلسة التعاملات في بورصة نايمكس بنيويورك منخفضا 1.59 دولار أي بنسبة 2.6 في المئة إلى 60.05 دولارا للبرميل.
وفي بورصة البترول الدولية هبط خام القياس الأوروبي مزيج برنت 0.120 دولار أو 1.19 في المئة ليغلق على 61.13 دولارا. وكان هبوط مخزونات البنزين والنفط الخام في الولايات المتحدة قد دفع الأسعار للصعود فوق مستوى 62.00 دولارا منتصف الأسبوع. لكن على رغم هذا الهبوط فإن محللين قالوا إن الولايات المتحدة ستكون لديها على الأرجح مخزونات كافية من البنزين قبل فصل الصيف الذي يشتد فيه الطلب على وقود السيارات. وتراجع الخام الأميركي 18 سنتا مع بدء المتأملين في البيع لجني الأرباح بعد المستويات المرتفعة التي سجلها في وقت سابق من الأسبوع.
كل تلك التذبذبات لأن الشراة والباعة والسماسرة كانوا جميعا يترقبون اجتماع أوبك الوزاري الذي عقد أمس الخميس في الخامس عشر من مارس / آذار الجاري، والذي كان على جدول أعماله سياسة المنظمة للإنتاج التي تراقب وتتابع عن كثب المواجهة بين إيران والغرب بشأن برنامج طهران النووي. وكانت أسعار مزيج برنت في لندن والخام الأميركي الخفيف قد ارتفعت يوم الخميس قبل الماضي في أعقاب ارتفاعها بأكثر من دولار للبرميل في الجلسة السابقة مدعومة بانخفاض المخزونات. في هذا الشأن أظهرت البيانات الأميركية انخفاضا غير متوقع بمقدار 4.8 ملايين برميل في مخزونات الخام الأميركي التي كان من المتوقع أن ترتفع، وهبوطا أكبر من المتوقع في مخزونات البنزين الأميركي. وقال اوليفر جاكوب من بتروماتريكس «على رغم أن السحب من مخزونات الخام كان يرجع إلى اعتبارات تتعلق بالإمداد بسبب الضباب في تكساس فإن حجم الانخفاض في المخزونات في فبراير/ شباط غير معتاد». وقال إنه في الفترة من نهاية سبتمبر/ أيلول حتى نهاية فبراير انخفض إجمالي المخزونات الأميركية بمقدار 114 مليون برميل. وشهد يوم الأربعاء قبل الماضي أكبر قفزة خلال الأسبوع إذ ارتفعت أسعار النفط للعقود الآجلة بنحو 2 في المئة. وأنهى الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم أبريل/ نيسان جلسة تعاملات ذلك اليوم في بورصة نايمكس بنيويورك مرتفعا 1.19 دولار عند 61.88 دولارا للبرميل بعد أن سجل أثناء التعاملات مستوى أكثر ارتفاعا بلغ 62.10 دولارا. وفي بورصة البترول الدولية بلندن صعد خام القياس الأوروبي مزيج برنت 1.18 دولار ليغلق على 62.57 دولارا للبرميل بعد أن سجل أثناء الجلسة 62.81 دولارا وهو أعلى مستوى للعقود الآجلة منذ 26 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وعلى رغم موجة المبيعات القوية التي عصفت بأسواق الأسهم على مدى الأسبوع قبل الماضي افتتحت أسعار النفط تداولات الأسبوع قريبة من 60 دولارا للبرميل. وسعر الخام الأميركي الآن مرتفع أكثر من 10 دولارات عن مستوياته في منتصف يناير/ كانون الثاني ويعادل ثلاثة أضعاف المستوى الذي كان عليه في مطلع 2002.
ولعل مصدر هذا الجنوح نحو الارتفاع هو التقرير الذي أصدرته وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي والذي يحذر من أن مخزونات النفط في الدول الصناعية ربما تكون بسبيلها لتسجيل أكبر انخفاض منذ عشر سنوات، بفعل تخفيضات الإنتاج التي أجرتها منظمة أوبك ما يعني أن العالم قد يحتاج إلى المزيد من نفط المنظمة. وكانت المنظمة التي توافد وزراؤها على فيينا لحضور اجتماع المنظمة 144 لتحديد مستوى الإنتاج. وفي الاجتماعين السابقين قررت المنظمة التي تضخ ثلث الإنتاج العالمي من النفط خفض الإمدادات بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا أي نحو 6 في المئة من إجمالي الإنتاج.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1652 - الخميس 15 مارس 2007م الموافق 25 صفر 1428هـ