«الاعتراف بالذنب فضيلة»، إذا هي «فضيلة» اكتسبتها وزارة الصحة أخيرا باعترافها بصرف دواء منتهي الصلاحية لأحد الأطفال (نعمة من الله أنه ولد لأبوين واعيين)... ولكن، بعد ماذا؟ وماذا بعد؟
الإجابة عن السؤال الأول لا يمكن فصلها عن سؤال آخر: إلى متى سنظل نتبع سياسة «وقوع الفأس في الرأس» حتى نفيق من غفوتنا، ونسارع لردم ما بدر منا من «تقصير»؟... «فأس البلايا» ذاك ليس حصرا على «الصحة»، بل هو يشمل جميع الوزارات، وخصوصا الخدمية منها لارتباطها الوثيق بالمواطنين، الذين قد يشكلون «الرأس» الذي يسقط عليه «فأس التقصير والإهمال» عوضا عن الضرر اللاحق بموظفي تلك الوزارات. في كل يوم تقريبا، تطالعنا الصحف بحوادث يتبعها ضحايا نتيجة خلل ما في الإجراءات الاحترازية - هذا إذا سلمنا بوجود تلك الإجراءات أصلا- المتبعة في الوزارات... حوادث من مثل: (مصرع عامل كهرباء، خطأ طبي يتسبب في إعاقة مواطن، سقوط طفل/عمال في/من بلاعة/سيارة مكشوفة... إلخ)، وليست ظاهرة «البويات» ببعيدة عن تلك الحوادث كما أن «فأس» وزارة التربية ليست بريئة تماما من دمها. أما الإجابة عن السؤال الآخر «ماذا بعد؟» فلا أتصور أنها ستنأى عن «رفعنا التوصيات، اتخذنا الإجراءات لمنع تكرار ذلك»... نعم، «رفعتم، واتخذتم» ولكن هل «ستفعل» قراراتكم فعلا على أرض الواقع؟ والأهم، هل ستستمر؟ أم ستكون كما «البنج الموضعي» الذي ما إن يذهب مفعوله حتى تعاودك الآلام من جديد؟!... أفيقوا قبل أن «يفوت الفوت وما ينفع الصوت».
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ