العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ

قارعة الفنجان!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

عشر سنوات وعشرة أشهر انقطع فيها الشعر... حتى عاد للنزول الاسبوع الماضي، في أعقاب الجلسة التاريخية التي عقدها «معهد التنمية السياسية» لمجموعة ٍمن الصحافيين!

ويقال إن «شيطان الشعر» ينزل عندما يغضب الإنسان أو يفرح أو يتأمّل. وفي الجلسة المذكورة اجتمعت كل تلك العوامل: غضبٌ، وفرحٌ وتأملات!

فمن دواعي الغضب أن ترى أقلية «متفرعنة» تريد أن تفرض أفكارها «البايخة» على عموم الصحافيين، وتوجيه الصحافة المحلية كلها إلى نفق العبودية والدجل والنفاق، بعد ما وصلت إليه من احترامٍ ومكانةٍ يعتز بها الحكام والمحكومون على حد سواء. هذه الأقلية المستبدة تريد أن ترجعنا وترجع الصحافة إلى بارات الكلمة وحلقات الدراويش.

أما ما يفرح حقا، فإنك ترى أن الموجة الرجعية تتكسّر على صخرة الوعي العام، فلا مجال بعد اليوم لتزوير الحقائق وتضليل الرأي العام، أو فرض وصاية بطرِيَرْكية على الصحافة... تلك مرحلةٌ رحلت وانتهت، وعلى من يرفض التسليم بهذه الحقيقة أن يرجع إلى كهفه القديم.

أما من دواعي التأمل العميق، أن ترى الصحافة وقد شبّت عن الطوق، لم تعد جارية تأتمر بالإشارة، وإنما أصبحت فتاة ناضجة، جريئة، تتلمّس طريقها نحو الحقيقة حتى ولو أخطأت، دون وصايةٍ أو تهديدٍ.

كل تلك العوامل أستدعت «شيطان الشعر» من وادي عبقر في صحراء الربع الخالي، بعد انقطاع عشر سنوات وعشرة أشهر، فجاد علينا بهذه المقطوعة التي يتلمّس فيها خطى «قارئة الفنجان». وهو ما يعترف به مسبقا لئلا يُتّهم بالسرقة الأدبية كما يفعل البعض مع كتب الدكتور شريعتي! ففي الشعر «ربما وقع الحافر على الحافر» كما قال القدماء، مع الاعتذار مسبقا من الشاعر الكبير نزار قبّاني في رائعته «قارئة الفنجان»، التي أصبحت في زماننا «قارعة الفنجان»!

دخلت والشرُّ بعينيها

رفست البابَ برجليها

التقطت فنجانا مقلوب

صبّتْ قهوتَها ... دخلتِ القاعةَ غاضبة

فاليوم هو اليومُ المطلوبْ

وضعتْ قهوتها ... لمحت «عزرائيل» قريبا منها

جفلت مثل الولدِ المخمورْ

أخذت قهوتَها هاربة

لئلا تقع عينُ الشيطانِ بعينيها

@@@@@

القاعةُ دنيا مرعبةٌ... وحياتُكِ فتنٌ وحروب

وفنّكِ سرقاتٌ من كتبِ «الدكتور»!

وتحريضٌ وزحفٌ مثل الدود

وطريقكِ مسدودٌ مسدود!

فحبيبكِ في جحرٍ مقبور ... قد عاش طريدا كالفأر المذعور

وعاد كما عاد الشاهُ المخلوع

@@@@@

صرختْ وأثارتْ زوبعة: أنا وحدي... وحدي مفكّرةٌ

«باحثةٌ عظمى» « كاتبةٌ»، يشهد لي صحبي كلهم

يقال عنهم «تنابلةٌ»...وإني طنبرةٌ صغرى

خسئوا... فأنا مفكرةٌ عظمى... وكلهُمُ عملاءٌ للمحتل

وصحافتنا غير مواليةٍ... وأنا وحدي مواليةٌ للبعثِ وللحزبِ المهزوم

والوطن في جيبي محرقةٌ... أقلّبُهُ كالدينارِ المثقوب!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً