العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ

الاستثمار في التعليم

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مشروع إصلاح التعليم بدأ قبل فترة وجيزة... وأملنا أن تتضافر الجهود للصعود بجودة التعليم وبالمخرجات بحيث تكون هناك ملاءمة بين مناهج التعليم وحاجة السوق. ففي السنوات الأخيرة (3 إلى 4 سنوات) بدأت لدينا طفرة في دخل النفط بسبب ازدياد سعر البرميل إلى ما بين 50و60 دولارا، وهذه الزيادة ربما تبقى معنا إلى 5 سنوات أو أكثر، ولذلك فمن الواجب استغلال فائض النفط في تأهيل شبابنا بحيث يتخرجون من المدارس والمعاهد والجامعات ويستطيعون الحصول على وظائف بمعاشات مجزية نستطيع بها توفير مستوى معيشة يتناسب ووضعنا كدولة نفطية (تعتمد الحكومة على 70 في المئة من دخلها على النفط).

لقد شاهدنا طفرة كبيرة في مشروعات العمران والعقارات، ومن المؤكد أن البحرين ستكون مختلفة بعد 3 أو 4 سنوات عندما تكتمل هذه المشروعات والتسهيلات المحيطة بها، وستكون لدينا مناطق مثل «خليج البحرين» وستنافس أجمل مناطق العالم، كما ستكون لدينا مدن سياحية مخصصة لذوي الدخل العالي جدّا، وستكون لدينا عدة منتجعات، وستكون لدينا مجمعات تسوق ستحتوي على كل ما يراه المرء في أسواق لندن وباريس وروما ونيويورك.

الطفرة الحالية في حركة العقارات والعمران أدت إلى نقص بالمواد في بعض الأحيان، وازدياد أسعار المواد الأولية وازدياد كلف البناء وكلف الهندسة والإشراف... وهناك الآن الكثير من الشركات تذهب إلى الهند وغيرها من البلدان لاستيراد المهندسين والعمّال، وهؤلاء أصبح سعرهم أعلى من الماضي. كما ويتمكن العامل في هذا المجال من الصعود بمستوى المعيشة بسرعة، بل إنّ عمّال «الفري -فيزا» أصبحوا مطلوبين في السوق بصورة أكبر من ذي قبل، وأصبحوا يشترطون ويزيدون من أسعارهم، فالسوق تلهث حولهم، على رغم المخالفة الصريحة للقوانين.

على أية حال... بعد سنوات قليلة ستتوقف هذه الحركة العمرانية، وستبدأ البحرين تشغيل عدد من المشروعات الضخمة التي يتم إنشاؤها حاليا... والسؤال سيكون حينها: كم وظيفة ستخلق هذه المشروعات للبحرينيين؟ وما نوعية هذه الوظائف؟ وهل ستكون بمعاشات مجزية؟ أو أننا سنستورد عمالة رخيصة من كل بقاع العالم ؛لأنهم أرخص وأطوع وأكثر قبولا بالمعيشة المتدنية من البحرينيين؟ وهل ستتمكن البحرين من توفير مئة ألف وظيفة مرضية خلال العشر سنوات المقبلة تحل لنا مشكلة تدني مستوى الدخل الذي أصبح همّا لا يقل عن همّ البطالة؟ جميع هذه الأسئلة يجب أن تطرح الآن لكي نغتنم الفرصة ونستثمر المال في تعليم وتدريب شبابا من أجل مستقبل أكثر إشراقا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً