العدد 1650 - الثلثاء 13 مارس 2007م الموافق 23 صفر 1428هـ

عودة ضباع التسعينات

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

معهد التنمية السياسية يجيد التورط فيما لا يعنيه. ويبدو أن البقية الباقية من فعاليته التي بالكاد يعوّل عليها تكاد تنتهي هنا أو هناك. في المحصلة، يبدو المعهد الباب الجديد لعودة الأصوات الصحافية «النشاز» للظهور علينا مرة أخرى بدعاوى الشر. وهذه مقدمة أولى.

استمتعت بقراءة مجمل التحليلات/ الاتهامات/ التفسيرات/ التشكيكات التي تحاول سبر مجمل رهانات عائلة الصحافة في البحرين عبر إطلاق النتائج المباشرة والمرتبطة بتهم التخوين والعمالة للخارج أو عبر النزوح نحو رؤية مفعمة بالطوباوية والرهان على أن شكلا من أشكال النضج في صحافة البحرين كان موجودا فعلا، وأن هذا النضج أو التكامل المفترض تُمارس عليهما اليوم عمليات «التخريب» و «اللامهنية» بيد هذا أو ذاك. ولقد أتممت معكم للتو مقدمة ثانية.

وما بين المقدمتين الأولى والثانية رابط دقيق، وهو أن مجمل الأسماء التي بدأت للتو تنشط من جديد هي ليست سوى طيف الرعيل الماضي - السنوات السوداء للصحافة البحرينية - من نهاية الثمانينات حتى نهاية التسعينات ماخلا قلة قليلة أثبتت صدقيتها مع الناس ومع رسالتها. وعليه، لا أجد أن دعاوى المقدمة الثانية تتسم بالصدقية. فثمة منطقة فارغة - وخصوصا فترة التسعينات - من عمر الصحافة في البحرين، تؤكد أن مجرد الافتراض أن الصحافة البحرينية كانت تشكل حال نضج أو تكامل هو من باب الأمل الذي لا يتفق مع مقتضيات الصدق مع النفس.

أبطالنا في التسعينات عادوا من جديد، بعد أن انقضت مرحلة «الكَبسَلة» وأصبح من الضروري لـ «الضباع» أن تبحث عن فريسة هنا أو هناك. الصديق والزميل محمد فاضل وغيره مازالوا يتذكرون أياما في الصحافة البحرينية كانت زاهية المحتوى، وأقدر لهم تلك المرحلة. وأشاركهم القلق في بعض مما توجسوا منه. ولكن اللقطة الدقيقة هي أن الصحافة البحرينية في نهاية الثمانينات والتسعينات لم تكن صحافة الناس ولم تشارك من بعيد أو من قريب في صناعة الإصلاحات السياسية في البلاد، وإن كانت الصحافة قبل ذلك قد أنجزت شيئا فهو إنجاز مبتور له زمكانه الذي انتهى عنده ولم تصل إلينا.

إن الذين صنعوا وساهموا في العهد الإصلاحي هم البحرينيون في الشارع، هم الشهداء، هم الذين شُرِّدوا خارج البحرين وفي السجون، الذين كانت الصحافة البحرينية آنذاك بمثابة الخط الأول في الممانعة ضد الإصلاح، ولا أعمم ذلك على جميع الصحافيين الذين عاصروا المرحلة.

المحصلة أن الصحافة البحرينية منذ العام 2001 بدأت تتجه نحو الاتجاه الصحيح. وها هي بوصلة البعض فقدت طريقها الصحيح من جديد عائدة إلى التسعينات. ولم يكن لأولئك الجدد في الصحافة «دخل» في الأمر، إنما هي قصة «عهر» قديم ألِفَها البحرينيون ويعرفون تفاصيلها جيدا.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1650 - الثلثاء 13 مارس 2007م الموافق 23 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً