العدد 1649 - الإثنين 12 مارس 2007م الموافق 22 صفر 1428هـ

المرأة العربية في تقرير التنمية البشرية

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

عطفا على مقال يوم أمس فيما يخص أرقام الإناث في البحرين، نواصل في هذه الحلقة النقاش لكننا نركز على واقع المرأة في الوطن العربي الكبير. تشير الإحصاءات الواردة في تقرير التنمية البشرية للعام 2006 إلى وجود تفاوت نسبي كبير بين دخل الإناث والذكور في الوطن العربي (لصالح الأخير طبعا). كما تعاني الإناث من نقص الحصول على فرص التعليم في عدد من الدول العربية.

دخل الإناث أقل من الرجال

يشار إلى أن بعض الدول العربية لم توفر إحصاءات متكاملة عن الإناث بخصوص الدخل والتعليم والعمر والتي بدورها تعتبر المتغيرات الرئيسية لمؤشر التنمية البشرية. على كل حال هناك جوانب جديرة بالاهتمام في التقرير يتعلق بنسبة دخل الإناث إلى الذكور. يلاحظ أن أفضل النتائج من نصيب الإناث في كل من جزر القمر وموريتانيا، إذ حصلن على 51 و50 في المئة على التوالي من نصيب دخل الذكور. ويبدو أن السبب يعود إلى انغماس الإناث في مختلف الأعمال نظرا الى الظرف الاقتصادية الصعبة نسبيا في هاتين الدولتين.

يبقى أن من بين الأمور المثيرة حصول الإناث على دخل أقل من الرجال في كل دول العالم بلا استثناء. عموما هناك تفاوت أقل في مستويات الدخل في الدول الاسكندنافية مثل السويد والنرويج والدنمارك. عالميا أفضل النتائج من نصيب الإناث في السويد، إذ تستحوذ الأنثى على 81 في المئة من دخل الرجل. من جهة أخرى, يلاحظ أن الأرقام ليست جيدة في بعض الدول الصناعية المتقدمة مثل اليابان. تحديدا تحصل الأنثى على ما نسبته 44 في المئة من دخل الرجل في اليابان الأمر الذي يعكس سيطرة الرجال على مجريات الأمور في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة. أما في أميركا وحدها فإن الأنثى تحصل على 62 في المئة من دخل الرجل.

انتشار الأمية

بخصوص تعليم المرأة في الوطن العربي فإن أعلى نسبة من نصيب الإناث في الكويت، إذ تبلغ 91 في المئة. كما أن نسبة التعليم منتشرة بشكل قوي في أوساط الإناث في قطر (نحو 87 في المئة). بالمقابل تعاني المغرب من تدني انتشار التعليم في أوساط الإناث، إذ تقل عن 40 في المئة فقط. دوليا تؤكد إحصاءات تقرير التنمية البشرية للعام 2006 عن نجاح أكثر من 20 دولة في العالم في القضاء على ظاهرة الأمية في أوساط الإناث بشكل كامل.

تعيش الأنثى

وفيما يخص متغير العمر فكما هو الحال في الغالبية العظمى من دول العالم فإن متوسط العمر للإناث في الدول العربية أفضل منه مقارنة بالذكور. وتؤكد الإحصاءات أن أفضل متوسط للعمر من نصيب الإناث في الإمارات، إذ يزيد على 81 سنة ثم الكويت (في حدود 80 سنة) وبعد ذلك ليبيا (76.4 سنة). أما أدنى متوسط للعمر للإناث فهو في جيبوتي (54 سنة). عالميا تحتل اليابان المرتبة الأولى، يبلغ متوسط عمر الأنثى نحو 86 سنة.

ختاما من الواضح أن هناك تفاوتا في أداء الإناث في الوطن العربي مقارنة بمثيلاتهن في العالم الغربي. تميل الإحصاءات عموما لصالح الإناث في الدول الغربية. المؤكد أن جهودا مضنية مطلوبة لكي تتمكن المرأة العربية من تحسين مستويات أدائها على مؤشرات التنمية البشرية حتى يتسنى لها الحصول على نصيبها العادل من التعليم والثروة.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1649 - الإثنين 12 مارس 2007م الموافق 22 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً