متحف اللوفر الباريسي سينتصب في صحراء عربية وتحديدا في دولة الإمارات العربية المتحدة هذا ليس حلما، ولكنه حقيقة بعد أن وقعت اليوم الثلثاء في «أبوظبي» وزارة الثقافة الفرنسية ومتحف اللوفر الفرنسي ودولة الإمارات العربية عقدا يقضي بمنح اسم «اللوفر» لمتحف سيتم تشييده في هذه الدولة الخليجية بإشراف خبراء فرنسيين.
وسيطلق اسم «لوفر أبو ظبي» على المتحف الذي ينتظر أن يفتتح بين العامين 2012 و2013 حيث نص العقد على أن يمنح اسم اللوفر للمتحف لمدة 30 عاما و6 أشهر بعدها تجرى مفاوضات جديدة حول إمكانية تجديد العقد.
وبحسب العقد الذي كشفت عن بنوده الرئيسية جريدة «لوفيجارو» الفرنسية اليوم الثلاثاء؛ فإن دولة الإمارات العربية المتحدة ستدفع لاستعارة اسم اللوفر لمدة 30 عاما و6 أشهر ما مقداره 400 مليون يورو منها 175 مليون يورو عند توقيع العقد.
وسيكون «لوفر أبو ظبي» متحفا تعرض فيه الآثار العالمية لكل الحضارات منذ القدم إلى اليوم وسيمنح للوكالة الدولية لمتاحف فرنسا دور الاستشارة والإشراف غير المباشر على المتحف. ويتولى تصميم متحف «لوفر أبو ظبي» المهندس الفرنسي الشهير «جون نوفيل» ووكالته التي تعهدت بإتمام إنجاز أشغال المتحف بحلول سنتي 2012 - 2013 بما في ذلك التهيئة الداخلية للمعروضات الداخلية.
ومن المنتظر أن يمتد متحف «لوفر أبو ظبي» على مساحة تقدر بـ 24 ألف متر مربع، وتقدر ميزانيته بـ 40 مليون يورو في العام، أما من الناحية العملية فسيعمل متحف «لوفر أبو ظبي» على إنجاز أربعة معارض دورية دولية سنويا.
ودافع وزير الثقافة الفرنسي «رينو دونيدي» عن جدوى إقامة لوفر في الإمارات العربية المتحدة، وقال في تصريحات صحفية ردّا على بعض الانتقادات في فرنسا التي رفضت «المتاجرة» باسم اللوفر لأغراض ربحية.
وقال: «هذا العقد سيتيح للمخزون الثقافي الفرنسي والمعروض في اللوفر الباريسي بأن يزور منطقة الخليج، حيث من المنتظر أن تصل الزيارات إلى 3 ملايين زائر سنويا في منطقة خليجية تشتمل على 150 مليون ساكن».
وأضاف: الوزير الفرنسي «إن فرنسا لم تكن إلا لتستجيب لليد الممتدة من دولة الإمارات من أجل إنجاز هذا المشروع، حيث تربطنا بهذه الدولة علاقات جيدة، ولن يكون لهذا العقد إلا فوائد للدولتين».
اللوفر والخليج... صلة وثيقة
وتربط فرنسا علاقات جيدة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ويحظى الرئيس الفرنسي جاك شيراك بعلاقات متميزة مع الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وبالأمير محمد بن زايد ولي العهد وصاحب فكرة إنشاء «لوفر أبوظبي».
ويحظى متحف اللوفر الباريسي باهتمام خاص في منطقة الخليج، وسبق في شهر يوليو/ تموز 2005 أن قام الأمير السعودي الملياردير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود بتقديم أكبر هبة للمتحف الباريسي بلغت 17 مليون يورو بما يعادل ثلث ميزانية اللوفر السنوية من أجل إنجاز ركن «الفن الإسلامي باللوفر» والذي ينتظر أن يفتتح في سنة 2009.
كما نظمت دولة قطر في مارس/ آذار 2006 في قلب متحف اللوفر معرضا للفن الإسلامي أطلق عليه «من قرطبة إلى سمرقند»، وأشرف على افتتاحه كل من الرئيس الفرنسي جاك شيراك وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، واشتمل المعرض على 42 قطعة نادرة من الفن الإسلامي يراها الجمهور لأول مرة.
وتسعى قطر حاليا إلى إنشاء عدد من المتاحف على أراضيها عهد بها إلى مهندسين دوليين معروفين ومبدعين في مجال الهندسة المعمارية مثل «سانتياجو كالاترافا»، و»آراتا إيزوزكي» والفرنسي «جون نوفيل» الذي صمم معهد العالم العربي بباريس.
العدد 1649 - الإثنين 12 مارس 2007م الموافق 22 صفر 1428هـ