فور انتهاء «مؤتمر بغداد الدولي الإقليمي بشأن الأمن في العراق» أعلن السفير الأميركي لدى العراق زلماي خليل زاده أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ستحضر مؤتمر اسطنبول الشهر المقبل بشأن العراق أيضا في خطوة تظهر أن جولة المباحثات المباشرة أو غير المباشرة بين واشنطن وطهران على هامش اللقاء حققت قدرا ولو ضئيلا من هدف ذوبان جبال الجليد بين الولايات المتحدة وإيران وسورية.
المؤتمر على رغم أن عنوانه الرئيسي كان الأمن في العراق إلا أن اهتمام كل العالم كان منصبا ناحية حدوث لقاءات على الهامش بين إيران وسورية من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى. ومصدر هذا الاهتمام هو أن الأطراف الثلاثة تعيش حالا من القطيعة في حين أن مصالحهما ومصالح العراق طبعا تحتم أن يحدث نوع من الحوار بينهما للاتفاق على الحد الأدنى من التفاهمات لإعادة الأمن والاستقرار في العراق ومن ثم الانتقال إلى مناقشة قضايا أكبر على رأسها أزمة البرنامج النووي الإيراني والوضع في لبنان.
بغداد وواشنطن أعلنت عقب فراغ المؤتمر أن مباحثات مباشرة دارت بين الأطراف الثلاثة لكن طهران نفت ذلك فيما التزمت دمشق الصمت. وهذا الأمر لا يهمنا كثيرا لأن لغة السياسة تفرض أكثر من ذلك بغرض الاستهلاك الداخلي. لكن في المحصلة نعتقد أن ثمة تقدما حدث وستكشف الأيام المقبلة عن كنهه، لكن يجب على حكومة إيران ألا تفوت هذه الفرصة وأن تعمل بكل جد للاستفادة من الفرص السانحة حتى تتجاوز الأسوأ وتتفرغ للعمل من أجل الناخب الذي صوت لها من أجل تحقيق أكبر قدر من الرفاهية والتقدم له.
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1648 - الأحد 11 مارس 2007م الموافق 21 صفر 1428هـ