صوتت النائبة لطيفة القعود في مطلع الأسبوع الماضي مع كتلة الوفاق في المجلس النيابي فكان لها أن تحظى من الانتقادات ما كان في أقل تقدير تمثيلا واضحا لـ «قلة الأدب».
القعود أخطأت حين صوتت مع الوفاق فمعيار الوطنية - حسبما يعتقد البعض - هو ألا تكون مع «الوفاق» في المطلق!. لكن النائبة القعود كسرت المعادلة، وانتصرت لواجبها الوطني، واعتمدت على قناعاتها أكانت مع كتلة الوفاق أم ضدها.
في مقابل القعود، أتتنا عضو مجلس الشورى سميرة رجب في ندوة عقدت نهاية الأسبوع نفسه لتطلق واحدة من تصريحات التأزيم التي تعودنا على سماعها منها، هذه المرة خلصت سميرة رجب إلى أن 80 في المئة من الصحافيين في البحرين يمثلون خطرا على الأمن الوطني. بحسب ما ورد في الزميلتين «الوطن» و «الوقت». وخلاصة ما جاءت به عضو مجلس الشورى هو أن صحف البحرين كافة تمثل خطرا على الأمن الوطني ما خلا صحيفة واحدة، وفي أفضل تقدير صحيفة ونصف.
وما بين حادثة أول الأسبوع (انتقاد تصويت لطيفة القعود مع الوفاق) وآخر الأسبوع (تصريحات سميرة رجب ضد الصحافة البحرينية) نجد أن أجندة الواجبات الوطنية للبعض بدأت تتضح في سياق محدد. ويعتمد هذا التوجه على تجميد كتلة الوفاق - بصفتها ممثل المعارضة - وإنهاء فاعليتها داخل المجلس النيابي من جهة، والنزوح نحو استهداف الصحافة البحرينية (80 في المئة التي تمثل خطورة على الأمن الوطني) من جهة أخرى.
للوفاقيين أن يهتموا بشقهم الذي يعنيهم مباشرة. ولنا في الصحافة أن نتحاسب داخليا كما تشاء أقدارنا التي أدرك خطورتها جلالة الملك حين ألح في سؤاله لجمعية الصحفيين ما إذا كانت الزيادة في أعداد الصحف العربية قد أثرت على أداء مستوى الصحافة البحرينية والقطاع الإعلامي بأكمله.
جلالة الملك أشار خلال لقاء جمعية الصحفيين معه إلى أن بعض الصحف العربية لا نظافة في حبرها أو أوراقها التي يخرج بها، وأنه غالبا ما يلتصق حبر الصحف بالأيدي حد الحاجة إلى تنظيفها. واليوم، تبدو حال الصحافة في البحرين قاب قوسين أو أدنى من الوصول لمثل هذه الحال المزرية. فبعض الأقلام الصحافية تحتاج إلى تنظيف الأعين من قراءتها. وخصوصا أن جديد الصحافة هذا أتى ليستشف مستقبله وواجباته الوطنية من معهد سياسي سجله في الإنجازات «فارغ» مع مرتبة الشرف.
أدرك جلالة الملك خطورة ازدياد أعداد الصحف العربية مبكرا عنا، وحوادث الأسبوع الماضي أكدت ما أشار له بوضوح. سواء عبر توصيف التصويت مع الوفاق بالخيانة الوطنية أو عبر اعتبار الصحافة البحرينية خطرا على الأمن الوطني ما خلا صحيفة واحدة، أو صحيفة واحدة ونصف حتى نكون أكثر دقة!
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1648 - الأحد 11 مارس 2007م الموافق 21 صفر 1428هـ