تغيير في الموقف الأميركي أم مجرد تكتيك؟
تركز اهتمام الصحف الخليجية على مؤتمر بغداد المنتظر متسائلة ما إذا كان عنوان تغيير أم مجرد تكتيتك، وعرجت على فلسطين مؤكدة أن اللفتة الإنسانية الأوروبية مشكورة ولكنها ليست كافية، ثم قدمت خبرا يفيد باحتمال انسحاب لائحة علاوي من العملية السياسية في العراق.
تغيير أم مجرد تكتيك؟
قالت صحيفة «الوطن» السعودية إن إعلان الولايات المتحدة عن نية الإدارة الحالية إجراء «محادثات مجموعة عمل» مع كوريا الشمالية بشأن تطبيع العلاقات بين البلدين، وكذلك موافقتها على المشاركة في مؤتمر لدول الجوار العراقي يضم سورية وإيران على مستوى المديرين ثم وزراء الخارجية، كان أمرا مفاجئا لبعض الدوائر السياسية التي تتابع الأوضاع في الشرق الأوسط بشكل خاص.
وتساءلت الصحيفة هل يأتي الموقف الأميركي الأخير تعبيرا عن قناعة الإدارة بأهمية اتخاذ موقف براغماتي في تطورات الأمور، أم أنه مجرد إجراء تكتيكي تحاول فيه الإدارة الأميركية امتصاص المعارضة الشعبية الأميركية المتنامية للحرب في العراق؟
وأجابت بأن الولايات المتحدة ربما تكون قد تعلمت من الملف الكوري النووي أن الدبلوماسية والمرونة ومبدأ التنازلات المتبادلة هي الطريق الوحيد لحل الأزمات العالمية، ولذلك قررت التراجع عن مواقفها الرافضة للالتقاء مع إيران وسورية ووافقت على المشاركة في المؤتمر المذكور. ورأت أن ذلك ربما يعطي مؤشرا إيجابيا يبعث على التفاؤل في المنطقة، لأن الملف الإيراني النووي والوضع في العراق والأوضاع المضطربة في لبنان كلها قضايا جوهرية تهدد باندلاع نزاعات مسلحة إقليمية واسعة ما لم يتم التعامل معها بحكمة وروية.
وأكدت الصحيفة في هذا السياق أنه يجب على كل من إيران وسورية استغلال هذه الخطوة الأميركية الإيجابية ظاهرا على الأقل، لمناقشة جوهر الأمور والابتعاد عن المكابرة والاكتفاء بتصوير الأمر وكأنه انتصار دبلوماسي. كما أنه على أميركا - بحسب رأي الصحيفة - أن تظهر قدرا أكبر من المرونة بالموافقة على مناقشة الملفين الإيراني واللبناني إضافة إلى الملف العراقي لإخراج المنطقة من عنق الزجاجة وإبعاد شبح الصراع المسلح عن المنطقة.
مؤتمر بغداد
تحت عنوان: «مؤتمر بغداد» رأت صحيفة «الخليج» الإماراتية في افتتاحيتها أن أي مسعى في العراق لن ينجح ما لم يأخذ في الاعتبار شروط النجاح، وما لم تتفق البلدان المشاركة فيه على قواسم مشتركة أو أهداف متقاطعة. وقالت الصحيفة إن المؤتمر الذي سيعقد في بغداد ليضم البلدان المجاورة إلى جانب دولتي الاحتلال ودول ومنظمات أخرى، ينبغي أن يكون هذا الفهم أساسا لعمله كي تكون محصلته مناسبة لحل مشكلات العراق.
وأضافت أن الولايات المتحدة إذا كانت تريد مخرجا مشرفا من ورطتها في العراق يجب أن تقر أولا بأن احتلالها هو أساس المشكلة، وأن الحل يكمن في الانطلاق من إزالة هذا الأساس. وقالت إن المؤتمر لا يحتاج إلى أكثر من الخروج ببضعة قرارات يكون أولها تحديد جدول زمني لانسحاب القوات المحتلة، وثانيها أن يعهد إلى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بإعداد قوة للمساعدة على بسط الأمن خلال فترة الانسحاب إلى حين اتفاق العراقيين على برنامج وطني يكون أساسا للحكم.
غير أن الصحيفة أكدت أنه إذا لم يكن في حسبان الولايات المتحدة الانسحاب من العراق، فلن يكون هناك متعاون من أجل إرسال قوة لاستتباب الأمن. وأضافت أنه حتى لو قبلت كل البلدان المجاورة أن تجعل من حدودها سدودا، فلن يوقف ذلك العنف لأن أسبابه الجوهرية تكمن في الاحتلال نفسه.
وفي السياق نفسه استغربت صحيفة «الوطن» القطرية الخطاب السياسي والتصريحات التي تظهر حال انعدام الحوار الشفاف والجاد قبيل انعقاد المؤتمر بشأن العراق، مؤكدة أن لا جدوى من إعلان القطيعة والاختلاف والخلاف قبله. ورأت أن غياب نية إجراء أية مباحثات ثنائية والإشادة بعدم إجراء أي تغيير في السياسات يقتضيه انتشال العراق من هذا الوضع الأمني المزري، أمر لا يساعد في تجنيب العراق أن يكون مسرحا مفتوحا لصراعات إقليمية ودولية بغيضة يدفع ثمنها شعبه.
أصحاب القضية أولى بها
رأي «الوطن» العمانية عاد إلى الشأن الفلسطيني، وثمن تصريحات المسئولين الأوروبيين عن عدم التخلي عن الفلسطينيين، إلا أنه أكد أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يساعدان «إسرائيل» في هدم كل الأسس السياسية لمفاوضات الوضع النهائي.
وقالت الصحيفة إن العالم يغض الطرف عن هدف السلام الحقيقي ويكتفي بحشر القضية الفلسطينية في إطارها الإنساني، مشيرة إلى أن التحفظ الأوروبي على الحكومة الفلسطينية المنبثقة عن اتفاق مكة يضع علامات استفهام كبيرة على الموقف الأوروبي من العملية السلمية بكاملها.
ورأت أن رفض «إسرائيل» أمس على لسان وزيرة خارجيتها تسيبي ليفني المبادرة العربية شكل من أشكال التحدي الإسرائيلي غير المقبول لإرادة المجتمع الدولي الذي يهدف إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
ورأت أن المسئولية الأولى تقع على عاتق الولايات المتحدة وأوروبا فيما يتعلق بترك «إسرائيل» تقرر مسار العمل السلمي في المنطقة، منبهة إلى النفاق السياسي الذي ينتهجه الساسة في الغرب.
وقالت الصحيفة إن هذا النهج المخزي يتفق عليه كل كبار الساسة في الغرب من دون خجل، فساركوزي إذا ترشح لرئاسة فرنسا نافق لـ «إسرائيل»، وزعيم المعارضة البريطانية ديفد كاميرون إذا تطلع لرئاسة وزراء بلاده زار «إسرائيل»، وأي مرشح أميركي لأي منصب إنما يجد في التصريحات المؤيدة لـ «إسرائيل» صكوك ضمان توصله إلى هدفه.
العدد 1648 - الأحد 11 مارس 2007م الموافق 21 صفر 1428هـ