هناك حقيقه لا يجب أن يغفل عنها أي مسئول رياضي، أو أي انسان رياضي بسيط، فالنجاح يسجل - دائما - لأشخاص، أما الفشل فيسجل للجميع وأول ما يسجل باسم «البحرين»... ففشل المنتخب في خليجي (18) لم يسجل بسبب «بريغل» أو لجنة المنتخبات، انما يقال «فشل كرة القدم البحرينية»!

لذلك فإنني دائما أطالب أن تلقى المواضيع الكبيرة مثل التجنيس الرياضي (الفاشل) - كما يحدث حاليا - من تخبطات رسمية في عدم مشاركة النيجيريين جون وفتاي مع المنتخب الأولمبي ومع المحرق في التصفيات الآسيوية، فهي تضر باسم البحرين ولن تضر بالمجنسين، ثم قضية بناء المنشآت الرياضية التي لا تتماشى مع طموحاتنا ومع أي تطور يشهده المجتمع الرياضي في دول التعاون...!

- فمثل هذه الأمور يجب أن تناقش بهدوء وبروية ووفق أسس ومعايير، وألا تترك للقرارات الفردية، أو (التوجيهات الكريمة) فهذا خطأ فادح يتحمله المجتمع الرياضي والبحرين أولا.

- وأعود إلى صلب الموضوع الذي أطلب مناقشته وهو التعاقد مع المدرب التشيكي «ماتشالا» والذي حاول البعض أن يسرب معلومات إلى احدى الصحف، بان اختياره تم بناء على توجيهات عليا... أكبر من اتحاد الكرة أو المؤسسة العامة للشباب والرياضة... فاذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فاننا نقدر هذا الدعم المالي لمدرب خبير في كرة القدم، إلا اننا نضع علامة استفهام كبيرة نحاول أن نلخص معناها عبر هذه النقاط:

- عقد المدرب ماتشالا سيكلف خزينة الدولة أكثر من نصف مليون دولار في العام الواحد... السؤال هل هذا المدرب أهم من بناء الاندية التي اندمجت ومازالت بعد 7 سنوات تنتظر الفرج؟ أم أنها أصبحت مثل كذبة «ابريل»، فأين اندية الاتفاق والتضامن ولماذا تأخر بناء اندية الرفاع والشباب أكثر من عام... ولماذا هذه التخبطات في بناء صالتي أم الحصم... أليس بسبب قلة الدعم الحكومي كما يشاع في المجتمع الرياضي... فإذا كانت الحكومة قد وافقت على عقد هذا المدرب فهذا يعني موافقتها على بناء المنشآت، ولكن الخلل في طرح المسئولين، او ضعف اهتمامهم ببناء اندية نموذجية، كما هو اهتمامهم بتحقيق نتائج وقتية!

- كما نتساءل أيضا، لماذا يحاول بعض المسئولين ان يتخذ القرارات المصيرية المهمة بصورة فردية تأتي على صورة (توجيهات عليا)... فمثل هذه القرارات تفسر علميا بـ «سوء تخطيط» وقد تسيء إلى (التوجيهات العليا) في حال فشلها وهذا ما هو متوقع لاننا في اختيار المدرب ماتشالا حاولنا ألا نشرك من هم مسئولين عن كرة القدم وأولهم رجالات الاتحاد أو لجنة المنتخبات المزمع تشكيلها...! فلماذا لا نستفيد من تجارب الآخرين، فعلى سبيل المثال حينما اراد المسئولون العمانيون تقييم مشاركة منتخبهم في خليجي (18) شكلوا 3 لجان: فنية وادارية واعلامية، واتفقت اللجان جميعها على فشل ماتشالا... فهناك في عمان يشكلون اللجان ويتحاورون بصوت مسموع، وفي البحرين يتم التحاور مع المدرب بصورة سرية، حتى ان الصحافة الرياضية تخبطت في تفسير سبب حضوره إلى البحرين... فهل في هذه السرية فائدة وخصوصا أن المدرب (مطرود) من عمان...!

- وأخيرا، أقول إنني لا أختلف على أهمية وجود خبير كروي، إلا انني أرفض ماتشالا بعد ما ذكره لي مدير المنتخب العماني الوهيبي... وأشعر أن هذا المدرب جاء إلى البحرين، ليس حبا في كرتنا الجميلة، ولكن من اجل جمع أكبر غلة من الاموال قبل ان يغادر الخليج نهائيا... وأقول - أيضا - إذا كانت الحكومة قررت دعم الرياضة بتسخير الملايين من أجل التعاقد مع هذا المدرب، فإن الواجب والاهم بناء الاندية النموذجية وزراعة الملاعب والاهتمام بتوفير البنية التحتية في الاندية والاتحادات الرياضية، فالمدرب القادم من دون هذه الامكانات لن ينجح لانه لا يملك العصا السحرية...!