شكرا لتلفزيون البحرين على قبولهم بالنقد والرد على العمود الذي تناول جانبا من النقص المستمر في هيئة الاذاعة والتلفزيون، على رغم التطوير التقني واسلوب العرض في الفترة الاخيرة.

لكن التلفزيون دوره وطني يشمل اخبار المواطن بأهم ما يجري حوله من قضايا ترتبط بالشأن العام وهو ايضا ترفيهي يعرض كل ما يشد المواطن بأسلوب راق من خلال برامج متنوعة وتعليمي وارشادي من جانب آخر يثري المجتمع بالمعلومة الجيدة والمفيدة.

غير انه وليسمح لنا تلفزيون البحرين ان ننقل له ما يشاع بان احدى التوجهات السياسية المعروفة قد اصبحت هي صاحبة الكلمة الاولى في تحديد محتويات يمكن اعتبارها داخلة في تحشيد فكري وديني لهذا الاتجاه, حتى ان هناك شخصيات تظهر باستمرار وكأنما التلفزيون انتقل الى المنازل الخاصة لتلك الشخصيات واصبح ملكا لها على رغم ان بعضها ليس له اي خبرة في التلفزيون واعداد البرامج سوى انه ينتمي دينيا وسياسيا لاحدى الاتجاهات المعروفة.

والحديث ايضا بأن هناك تغييرات ادارية بدأت وستستمر ضمن محاصصة ينتقل فيها تلفزيوننا الوطني لاحد الفئات على رغم ان الحكومة ما زالت هي المسئولة بل وتدفع المال لتسيير شئون التلفزيون بمعنى آخر انه ليس تلفزيونا خاصا.

من هنا نرى انه في الوقت الذي تمنع فيه الحكومة من انشاء فضائيات خاصة على غرار بعض دول الخليج نجدها تفسح المجال لتحويل التلفزيون الوطني الى تلفزيون خاص يدار بفئة سياسية دينية واحدة من المجتمع.

ننقل هذه العبارات بصراحة لانها متداولة ولعل بعض المسئولين لا يعلم بها قد تكون صحيحة او تكون خطأ ولكن علينا ان نلتفت الى مخاطر من تبعات تسليم امكانات وزارة الاعلام الى اتجاه سياسي ديني واحد وحرمان باقي الوطن منه الذي يشكل نسيجا تعدديا يمثل مختلف التوجهات السياسية والدينية وغيرها بما فيها حتى لهجات البحرين الكثيرة والمنوعة التي تعكس خصوصية كل منطقة وكل بيئة في الوطن التي لا نسمع لها أثرا.