ساعتان كاملتان قضيناها مع البطل العالمي والآسيوي في كمال الأجسام طارق الفرساني في حوار ممتع لم نشعر معه بطول الفترة الزمنية؛ إذ وجدناه صادقا وصريحا في حديثه، وجلنا معه في مشواره الرياضي منذ بدايته الأولى حتى وقت تحقيق الانجازات الذهبية التي رفع بها اسم المملكة في المحافل الخارجية، وارتباط اسمه بالانجازات المختلفة وفرض وجوده على الأبطال الآسيويين الذين تهاووا أمام بطولته الفذة، والتي عكست عشقه وحبه لوطنه والأرض التي تربى عليها وعاش فيها ليرد الدين أكثر من مرة وسط ظروف صعبة مر بها هذا البطل المتميز، ولكنه في كل مرة عبر التحدي الكبير مع النفس تراه يرفع العلم الأحمر عاليا خاطفا الذهب لأبناء هذه الأرض الطيبة.
هذه الانجازات الكبيرة والتي فرضت الواقع لهذا البطل الذي «يستاهل» التكريم الكبير ومنحه كل ما يخطر على البال؛ لأنه تفانى حقا في إحراز الذهب وكل ما أعطيناه فهو قليل أمام ما قدمه للمملكة الحبيبة. الحوار مع هذا البطل له من المتعة ما يكفي، وكيف لا وقد اعطانا من وقته لنغوص في حياته الرياضية والشخصية وكيفية دخوله إلى عالم الأجسام، والإحباط الذي صادفه في مشواره وكاد يقضي عليه لولا بعض الشخصيات ممن يقدرون الكفاءات أعادته إلى رياضته المفضلة وإلى عشقه لحصد الذهب، وعلى رغم الصعوبات التي صادفته في مشواره الرياضي لكن روح العزيمة والإصرار قادته إلى البطولات حتى اخترق الخطوط الأمامية ليتسلم قيادة المنتخب كمدرب ناجح نجاحه كلاعب، ليؤكد أنه يمتلك الموهبة التي تجعله لاعبا ومدربا معا ضاربا المدربين المحترفين على المستوى الآسيوي، فاعتلى اسمه بينهم ليختار كل من يتابعه للتوازن الكبير بين التدريب والقيادة، وهذا هو سر نجاحه ونجاح اللاعبين الآخرين، بل سر نجاح المنتخب الوطني لكمال الأجسام ليبتعد بأحلامه وطموحاته نحو العالمية، ولم لا وهو البطل الآسيوي لمرتين ولابد له من ابراز بطولته في البطولة العالمية، آملا أن يحقق فيها ما يسعد جماهير هذا البلد الطيب بذهبية تكحل عيون الشعب وتسعدهم لكل انجاز يحققه لهم، والبطولة العالمية المقبلة ستكون وجهة الفرساني لتحقيق الذهب بإذن الله.
تعالوا معنا في هذا الحوار الممتع مع البطل الكبير في كمال الأجسام طارق الفرساني الذي فتح قلبه وعقله لـ «الوسط الرياضي» من دون تردد ولا خطوط حمراء في طرح الأسئلة فكان هذا الحوار معه:
لم أكن رياضيا والصدفة قادتني إلى كمال الأجسام
حدِّثنا عن كيفية دخولك عالم الرياضة ولعبة كمال الأجسام؟
- في الحقيقة عندما كنت طالبا في المدرسة لم أكن أحب درس الرياضة يومها، وكنت أحصل على صفر في الدرجات، ولا أحب أن البس اللباس الرياضي، وبالذات كرة القدم لم تدخل قلبي بتاتا.
ومنذ كان عمري 12 سنة كنت أداوم على ممارسة ركوب الخيل، ولم تكن لدي أية متابعة للرياضات الأخرى، ولم ألعب كرة القدم لا منذ الصغر ولا الآن ولا حتى في ملاعب القرية (الدفنات).
ولكن عندما كنت طالبا في المدرسة كنت العب مع زملائي لعبة المكاسر باليد (التحدي باليد)، وصرت متفوقا على اقراني، وحتى المدرسين في الثانوية صاروا يسمونني «أبو الحديد» وهناك الكثير من الطلبة يطالبونني بدخول عالم رفع الحديد لقوتي في هذه اللعبة.
وأضاف «لعبة كمال الأجسام لم يخطر في بالي يوما من الأيام بأنني سألعبها، ولكني كنت أتابعها عبر المجلات «نجوم الرياضة» عن لاعبي كمال الأجسام العالميين، وكان شقيقي محمد يحضر لي أشرطة الفيديو التي تحكي مشوار أبطال اللعبة، ولكن لعدم وجود أندية قريبة لديها مثل هذه اللعبة لم أتشجع كثيرا في دخول هذه اللعبة.
ولكن في قريتنا (الديه) هناك أحد الأشخاص يدعى محمد عيسى حبيب اقترح عليّ أن العب الحديد، وهذا هو أول شخص يشجعني لدخول الحديد، فقمنا بشراء قطع الحديد لنتدرب في منزلهم، وصرت معاه لمدة عام كامل.
بعدها جاء أحدهم من العائلة يدعى حسين علي واقترح أن نذهب إلى نادي الحالة، وكان حسين زميلا للبطل محمد صباح في الدراسة ولم أكن أعرف البطل صباح تلك الأيام.
وشاركت مع حسين علي في بطولة محلية في مدينة عيسى فحقق صباح المركز الأول، وأنا لم أشارك فيها بل ذهبت إليها كمشاهد ولكنني بعدما شاهدت محمد صباح أعجبت بمستواه.
وفي اليوم التالي تشجعت وذهبت إلى نادي الحالة عبر المواصلات الخاصة بالنادي وكان ذلك في العام 1990.
وصرنا نمارس اللعبة في الحالة حتى العام 1995، ولكن في العام 1994 ولغاية 1996 توقفت عن ممارسة الحديد لظروف خاصة، وفي العام 1996 التحق معظم اللاعبين بالأهلي بسبب قرب المسافة، أضف إلى ذلك أن الحالة أعطى كل ما لديه ولم نستفد الشيء الجديد، وكان للأهلي دعم من الإدارة وإن كان بسيطا، وتغيرت في الحالة الإدارة وبقيت مع الأهلي حتى العام 2002، وأما الآن فأنا مع نادي الشباب، ولكن على رغم ذلك لم أكن أتدرب لا مع الأهلي ولا مع الشباب.
البطولات المحلية
ما البطولات المحلية التي لعبت فيها خلال مشوارك الرياضي؟
- بدأت بالمشاركة في بطولة الناشئين في العام 1991 والتي كان ينظمها الاتحاد البحريني والتي تقام على ملعب الأهلي أو مدرسة الاستقلال في المحرق ونادي الخليج أيضا وحققت فيها المركز الأول في وزن (80 كجم).
- وفي العام نفسه 1991 في بطولة البحرين حققت المركز الثاني مع البطل كريم مكي في الوزن (80 كجم) الذي حقق هو المركز الأول.
- وفي العام 1992 أيضا في فئة الناشئين حققت المركز الأول في الوزن (80 كجم) للناشئين.
- في العام نفسه 1992 في بطولة البحرين حققت المركز الثاني أيضا وكريم مكي حقق المركز الأول (وزن 80 كم).
- في العام 1993 حققت المركز الأول وأيضا في بطولة البحرين المركز الأول.
- وفي الأعوام 1994 - 1995 - 1996 لم أشارك في أية بطولة.
- وفي العام 1997 عدت من جديد إلى ممارسة الحديد وحققت المركز الأول في وزن (90 كجم).
- وفي العام 1998 لم أشارك وفي العام 1999 آخر بطولة أشارك فيها محليا في البحرين وحققت فيها المركز الأول.
البطولات الدولية
حدثنا عن مشاركتك في البطولات الدولية؟
- أول انضمام لي مع المنتخب الوطني للناشئين في العام 1992 من خلال المعسكر الذي أقيم لمدة أسبوعين فقط ومن دون أي دعم، وسافرنا من دون مدرب وشعرت أننا من الاستحالة أن نحقق أي شيء بهذا الوضع الصعب، ولم يكن يومها إعلام يسلط الضوء على مشاركاتنا إلا من خلال خبر من دون صورة، وشاهدت المستوى الآسيوي القوي وقلت في نفسي من الصعوبة البالغة أن نحقق أي شيء، فأصابني اليأس والإحباط وتحطمت معنويا، ولم أكن أتحدث عن الأخطاء لأنني صغير وجديد على الفريق، حتى التدريبات التي كنا نحصل عليها اكتشفت أنها خاطئة ولا استطيع أن أواجه المدرب لأنني كما قلت مازلت ناشئا.
لذلك اتخذت قرارا صارما بالابتعاد عن المنتخب لكيلا اتعب نفسي، وأنا أعتقد أن المدرب هو الأساس في قرار الابتعاد.
- في العام 1998 مع قدوم الإدارة الجديدة شاركت في بطولة فيتنام وحققت المركز الثالث (وزن 90 كجم).
- وفي العام 2001 بعدما جاء محمد عبدالرحيم وجمال العرادي للإدارة وكانت البطولة في بوسان حققت المركز الثالث آسيويا.
- وفي العام 2002 في بطولة الألعاب الآسيوية في بوسان في كوريا الجنوبية حققت في هذه البطولة المركز الأول، وهذا يعد أفضل انجازاتي والفضل يعود لرئيس الاتحاد الحالي محمد عبدالرحيم بعد أن أسس العلاقة القوية مع الاتحاد الآسيوي اثر الخلاف الناشب بين الاتحاد البحريني السابق مع الاتحاد الآسيوي، فاصدر قرارا بإيقاف نشاط اتحادنا البحريني في العام 1999. وفي العام 2000 عادت العلاقة وصرنا نشارك في البطولات.
- في العام 2003 شاركت في بطولة آسيا في كازاخستان وكان يومها محمد عبدالرحيم رئيس الوفد وحصلت على المركز الثاني وزن (85 كجم) وكان معي سامي حداد في الوزن نفسه الذي حصل على المركز الثالث، وحصل المجنس القطري من الأصل الليبي كمال عبدالسلام على المركز الأول.
- في العام 2004 شاركت في بطولة آسيا في البحرين لأول مرة وحققت فيها المركز الأول وزن (90 كجم) مع الإدارة الجديدة والمؤقتة برئاسة إسماعيل كازروني ونائبه محمد عبدالرحيم.
عبدالرحيم والعرادي أعاداني لممارسة اللعبة
حدثنا عن بعض المواقف المثيرة في مشوارك الرياضي؟
- اثر توقفي عن ممارسة اللعبة حتى العام 1996 عندما أقنعني المرحوم يوسف فاضل نائب الرئيس بالعودة من جديد وأجبرني على المشاركة، وكنت أنا وحسين جاسم وسامي حداد فقط من شارك في بطولة الهند، ولكنني اعتبرت ذلك للسياحة في السفر معهم، إذ لم أكن مقتنعا في الداخل من جسمي ولا أدائي وذهبت لتغيير الجو كما يقولون، فحصلت أنا على المركز الرابع في وزن (85 كجم) وحصل سامي حداد على الثالث (85 كجم) وأما حسين جاسم فحصل على العاشر.
- بعد عودتي من بطولة آسيا في العام 1996 اتخذت قرارا بالابتعاد عن ممارسة اللعبة واتجهت إلى لعبة التايكواندو مع سعيد جاسم، وخلال أسبوعين تغيرت إدارة اتحاد كمال الأجسام واتصلوا بي لكي أعود.
- أصابني اليأس والإحباط لأن العمل يومها في جو غير سليم، ولكن عندما عرفت أن الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة نائب الرئيس، وخصوصا يوم عرفت أن معه جمال العرادي الذي استفدت منه كثيرا من خلال المعلومات المفيدة في التدريب، وتوثقت علاقتي به وصارت قوية وهذا الأمر الذي جعلني أعود مرة أخرى وحصلنا على حقوقنا كاملة.
الرئيس قدر قدراتي فاختارني مدربا
كيف أصبحت مدربا إلى جانب كونك لاعبا؟
- عندما كنت أجد واجتهد وأقوم بدور المدرب مع زملائي اللاعبين، رئيس الاتحاد الحالي محمد عبدالرحيم أراد مكافأتي على هذه الجهود فعرض علي أن أتسلم قيادة المنتخب رسميا مقابل راتب شهري وصرت مدربا، والذي سهل علي المهمة أنني كنت أدرب أصحاب الخبرة ولم تكن هناك أية صعوبة في هذا المشوار.
كان بإمكانهم أن يجلبوا مدربا أجنبيا، ولكن تفوقنا على الآسيويين بكفاءة وطنية بالإضافة إلى تعلق اللاعبين بي، وعند سؤال الاتحاد إلى اللاعبين عن اختيار المدرب الأجنبي أو الفرساني في غير وجودي، الغالبية قالت في جوابها بقيادتي للفريق، وبهذا حصلت على قيادة المنتخب في الفترة الزمنية السابقة، وأنا أشكر رئيس الاتحاد واللاعبين على الثقة التي منحوها لي، وأملي أن أكون عند حسن ظن الجميع.
لم أتوقع أن أصبح بطلا
هل كنت تتوقع أنك في يوم من الأيام من خلال مشوارك ستصبح بطلا آسيويا؟
- لم يخلد إلى فكري أن أصبح بطلا بهذه الصورة، ولكن أقولها بصراحة الذي جعلني أصل إلى هذا المستوى لتحقيق الانجازات منافسة البطل سامي حداد لي، وتحديه في كل بطولة جعلني أخوض كل بطولة بالعزيمة والإصرار، فصار حداد ينافسني منافسة شريفة، وفي العام 1996 و1997 كنت أراه أفضل مني، ولكن التحدي الدائم على تحقيق البطولات مع الاختلاف في الوزن جعلني أحقق الانجازات وأطور نفسي، ودائما يقول لي أنا أفضل منك وكذلك اسمع الناس يقولون كذلك، فصرت أدخل البطولات بعزيمة وإصرار وتحد مع النفس، على رغم أن سامي حداد يمارس اللعبة طوال السنة ويعد هو ومحمد صباح الأفضل على المستوى المحلي، وبعدها صرت أحقق البطولات.
هجوم الصحافة أكبر الصعوبات
ما الصعوبات التي واجهتك خلال مشوارك الرياضي في كمال الأجسام؟
- في الحقيقة في آخر بطولة (آسياد الدوحة) واثناء الإعداد كنا نخوض حربا شرسة لمدة 8 اشهر من العام 2005 لغاية 2006 مع الإعلام وخصوصا مع من تهجم على الرئيس ونائبه، والذي يقصد الرئيس فهو طبعا يقصد اللاعبين، وصارت شغلتي وهمي مواجهة هذه الصحف للرد عليهم، فصارت هذه الصحف مجرد أي شخص يذهب إليها وينتقد الاتحاد ورئيسه تراها تنشر من دون تردد هذه اللقاءات بصورة كبيرة وعناوين مثيرة وبارزة، في ظل إعدادنا لتمثيل المملكة في أحسن صورة لتحقيق الانجازات المختلفة للوطن، ولكن بمجرد تحقيق البطولات لا نرى الصور بعكس من ينتقد ويتهجم علينا. وقبل الإعداد لم تكن هنا لنا أية تغطية عن مشاركتنا في الصحافة، ولم يكلفوا أنفسهم إرسال مصوريهم لالتقاط صور الإعداد للبطولة الآسيوية في قطر، وهذه أكبر صعوبة واجهتنا مع الصحافة، ولكني أريد أن استثني «الوسط» و»الوقت» واشكرهم على وقوفهم معنا بعكس الآخرين الذين حاربونا بالضغوط وثبتنا على طريقنا ووعدنا الإدارة بالفوز.
إنجازاتنا لا تلقى
ود الشركات المحلية
إنجازاتك الآسيوية وحتى العالمية أشاد بها الإعلام المحلي والخارجي ولكن غابت الشركات والمؤسسات الوطنية عن رعايتكم أو تكريمكم. ما السر في ذلك؟
- الانجازات التي حققناها لم نحصل على أي تكريم عليها، ففي 2002 حصلت على ذهبية بوسان و2004 في البحرين و2006 (آسياد الدوحة) وحصلت على فضية العالم، وكانت الشركات الكبرى سلبية مع انجازاتنا التي شرفت البحرين، والحمدلله لم «نطر» من أحد فالوضع المادي «متيسر»، وليس أنا وحدي الذي لم أكرم حتى زملائي اللاعبين الذين حققوا الانجازات المختلفة، وأنا أفضل حالا من زملائي فهناك بيت الطاقة يدعمني في المكملات الغذائية على طول السنة، وبعد هذه الانجازات الكبيرة توقعت أن الشركات ستنهال علينا بين الرعاية والتكريم، ولكن حدث العكس. وفي الإمارات حقق منتخب الكرة بطولة خليجي (18) ومن دون أن يتعب اللاعبون أنفسهم انهالت عليهم المكرمات من حيث لا يدرون من الشركات الوطنية وغير الوطنية، ولكن الأبطال في البحرين ليس فقط في كمال الأجسام كأنهم غرباء!
وكما هو معروف الإمارات حققت البطولة على المستوى الخليجي وحصلوا على التكريم الكبير من كل الشركات هناك، اما نحن فحققنا البطولات والانجازات على مستوى آسيا، وإذا أردت الدعم يريدونك أن تطر منهم ويجعلونك في ذلّ، وهذا الأمر غير لائق ولا يمكن أن أقوم به بتاتا، فكان من المفترض من هذه الشركات أن تبادر من تلقاء نفسها في تكريم أبطال المملكة.
ولكن هنا أريد أن أقول كلمة حق للمؤسسة العامة للشباب والرياضة في دعمها الكبير لنا، وهذا الأمر الذي جعلنا نواصل وخصوصا ثقة الشيخ فواز بنا، ونحن وعدناه بتحقيق الذهبية والحمدلله تحققت، وأنا هنا لا ألوم المؤسسة العامة بل ألوم الشركات الوطنية البعيدة عن تكريم الأبطال.
3 مشاركات تنتظر منتخبنا
ما خطة المنتخب المقبلة؟
- حاليا نعد خطة الهدف منها المشاركة في بطولة آسيا والعالم وأولمبياد العرب، والأولوية لمن حققوا انجازات مع المنتخب الخمسة الأوائل، وسيتم أيضا اختيار العناصر الجديدة في البطولات الثلاث، فهناك صف أول سيخوض البطولة العالمية وصف ثان لآسيا والعرب واحتمال للبطولات الثلاث.
أما اختيار العناصر فهناك لجنة من قبل الاتحاد مكونة من جمال العرادي ويونس سلمان ولؤي خليفات ومنذر الفرساني، وأنا هنا معجب بالرئيس محمد عبدالرحيم الذي يتدخل في اختيار عناصر المنتخب.
سأستمر في المشوار مثل الجبل الذي لا يهزه الريح
إلى متى ستبقى مع اللعبة وبعدها تعتزلها؟
- أنا جبل لا يهزه الريح وسأواصل مشواري، ولن ادع اليأس يدخل في نفسي كالذي مررت به اثناء إعدادي لبوسان ولم أيأس فيها، وأنا أتوقع أن استمر مع زميلي محمد صباح بالعزيمة القوية والتي بها نستطيع أن نعطي لمدة تزيد على 10 سنوات.
هل وصلت إلى الطموح الذي تنشده دائما؟
- أعتقد أن العام 2007 سأودع فيه البطولات الآسيوية، وأنا مع محمد صباح نفكر جادين في بطولة العالم، وأسعى إلى أن أحصل على ذهبية العالم، ولكن لا أعد بالبطولة والذهب وإنما أعدهم أن أفرحهم وأسعدهم، وأنا سأبدأ في التهيئة وخصوصا أن البطولة العالمية ستقام في البحرين في العام 2008، ونأمل أن توفر لنا سبل الراحة في الإعداد من الآن لكي نحقق الانجاز الفريد على المستوى العالمي.
زواجي تقليدي والوالدة أكبر المساندين
سندخل في حياتك الشخصية ونريد أن نعرف هل أن زوجتك عارضت أن تبقى بهذا الجسم وخصوصيته للبطولات؟
- في الحقيقة اثناء إعدادي لبطولة بوسان 2002 تقدمت لخطبة زوجتي قبل البطولة بشهرين ولم أكن اعرفها سابقا، وقلت لها بعد البطولة اني سأتقدم للعقد عليها، وأنا أخبرتها أني العب في كمال الأجسام فلم تمانع، بالعكس شجعتني، وقبل ذهابي للبطولة والتي فيها الجسم يكون أكثر وزنا وضخامة، ولكنها كانت تجيب عندما اسألها بأنها تراني عاديا فشعرت بالارتياح.
فالأهل يساندوني من الوالدة والإخوان والأخوات وزوجتي والوالدة مازالت تساندي بقوة وتدفعني لتحقيق الانجازات، وصار لديها خبرة في أمور التغذية الخاصة بي بعيدا عن الدهون والسكريات، وهي تفهمني نفسيا وأيام البطولة دائما أتحدث معها، وهي لا تنام مع زوجتي أيضا في ليلة البطولة، وتراهم في قلق، وبمجرد أن احصل على الذهبية أقوم بالاتصال بهم لإسعادهم فيفرحون لي كثيرا، ولكن خلال 5 أيام من بطولة (آسياد الدوحة) يتحدثون معي عبر الهاتف في كل الأوقات لدرجة أن فاتورة الهاتف خلال هذه المدة وصلت إلى (600 دينار) ففي اليوم الواحد من 30 إلى 40 مرة يتحدون معي للاطمئنان علي.
أما زوجتي فوفرت لي كل اسباب الراحة أثناء الإعداد وحتى بعد عودتي من البطولات، ودائما تساندني معنويا، وهذا أمر مهم، ولدي ولد اسمه فراس ودائما تأخذه للنوم لكيلا يزعجني عندما أعود من التدريب، وهي دائما تحب أن ترى اسمي على صفحات الصحف اليومية وتفرح لذلك.
الزوجة تشاركني اختيار الموسيقى
حدثنا عن الموسيقى المختارة لك في التدريب والبطولة؟
- دائما استشير زوجتي في اختيار الموسيقى الخاصة في التدريب أو العرض في البطولات، وأهدف من ورائها أن ترسخ في أذهان الجماهير حتى لا ينساها، لأنه قد ينسى حجم العضلات ولكنه لن ينسى الموسيقى، وهذا ما ركزت عليه وأنا اختار ما يحبه الجماهير وعلى الموسيقى العربية القريبة لنا.
الإشادة باللحدان والشنو
كيف هو وضعك العملي في وزارة الدفاع مقابل مشاركاتك مع كمال الأجسام؟
- أنا عاجز عن الشكر والإشادة للاتحاد الرياضي في الوزارة وخصوصا العقيد يعقوب اللحدان والرائد عبدالحكيم الشنو على مواقفهم المشرفة معي، إذ سهلوا لي الأمور في تفريغي للمنتخب من دون أية مشكلات، ودائما العقيد يقول لي ليس ثمة مانع أن أفرغكم على مدار السنة، ولكن نحن نريد انجازات لهذا الوطن، وهذا ما شجعنا وبث في نفوسنا الحماس، ودائما نعده ونكون عند حسن الظن في تحقيق الانجازات.
انتظر تنفيذ مكرمة سمو رئيس الوزراء
ماذا عن الوحدة السكنية التي أمر بها سمو رئيس الوزراء لكم بعد انجازاتك المتكررة؟
- الوحدة السكنية أقرت لي في العام 2005 بعد حصولي على فضية العالم في ألمانيا، وشاركت عن آسيا وحققت المركز الثاني، وشرحت ظروفي في «الوسط» يومها وكانت فأل خير علي، وبعدها أمر سمو رئيس الوزراء بوحدة سكنية، ولكن صار بعض التأخير لكوني أريدها على شارع البديع القريبة من الصالات التي أتدرب فيها أو في المنامة، فحصلت على وحدة سكنية في الشاخورة نظرا للمسافة المطلوبة لي لكي أتدرب من دون مشكلات ولا تأخير في الوصول إليها، نظرا للازدحام الكبير في الشوارع، ولكن مازلت انا مع زميلي محد صباح في انتظار تنفيذ مكرمة سمو رئيس الوزراء، فوزارة الإسكان قالت ان شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي سيكون آخر موعد لتسلمي الوحدة، ولكن مع الأسف إلى الآن لم احصل على الوحدة ولم أر أي تطور في الموضوع.
والأمر الغريب والعجيب أن الأمر صادر عن سمو رئيس الوزراء بمنحي الوحدة السكنية لتكريمي للانجازات التي حققتها، ولكن الإسكان تصر على أن ادفع قسطا شهريا وهذا أمر عجيب وغريب، فسمو رئيس الوزراء دائما يصر على أن نحصل على أفضل مسكن ولكن الإسكان تشترط علينا دفع الأقساط الشهرية.
القصيبي يستحق الثناء
كلمة أخيرة؟
- أود هنا أن أشيد بمساندة غسان القصيبي سعودي الجنسية صاحب صالة غسان، ولكن حبه للبحرينيين أكبر من الشركات والمؤسسات الوطنية المحلية، ودائما يساندنا معنويا في كل البطولات ويسخّر جميع ما يملكه لكي نتدرب في صالته الخاصة.
العدد 1646 - الجمعة 09 مارس 2007م الموافق 19 صفر 1428هـ