دعا رئيسا وزراء بريطانيا وأيرلندا السياسيين في أيرلندا الشمالية لانتهاز «فرصة الانسجام التاريخي» وتشكيل حكومة تقوم على تقاسم السلطة بعد الانتخابات البرلمانية. في بيان مشترك صدر خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وقال رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ونظيره الايرلندي بيرتي أهيرن إن الناخبين أعطوا «مؤشرا واضحا» للعودة إلى تشكيل حكومة مشتركة بين البروتستانت والكاثوليك.

وأضاف أن «رسالة الناخبين واضحة ومفادها أنه بعد سنوات طويلة من الإحباط وخيبة الأمل، فإنهم يريدون أن تسعى أيرلندا الشمالية لبناء مستقبل أفضل من خلال مؤسسات متطورة». وأظهرت نتائج الانتخابات التي جرت يوم الأربعاء الماضي للمجلس الإقليمي لايرلندا الشمالية المكون من 108 عضو أن الحزبين الرئيسيين وهما الحزب الاتحادي الديمقراطي البروتستانتي وحزب شين فين حققا مكاسب كبيرة. ومن الممكن أن يزيد الأداء القوي للجماعتين الرئيسيتين من احتمالات الاتفاق على حكومة لتقاسم السلطة على نحو يهمش المتشددين من كلا الجانبين والذين يعارضون إبرام اتفاق. وانهارت محاولة للمعتدلين للحكم المشترك قبل خمس سنوات.

ومع حسم 33 من المقاعد ذهب 15 مقعدا إلى حزب الاتحاديين الديمقراطيين بزعامة الأب المتشدد إيان بيزلي وهو أكبر الفصائل البروتستانتية الموالية للحكم البريطاني. وحصل شين فين الحزب الكاثوليكي الرئيسي على 14 مقعدا. ويرتبط شين فين بتحالف مع الجيش الجمهوري الايرلندي الذي يريد توحيد ايرلندا وشن حملة مسلحة على الحكم البريطاني استمرت ثلاثة عقود. وحصلت أحزاب أخرى على أربعة مقاعد. وقال بيزلي الذي استعاد مقعده للصحافيين «أنا واثق من أنه سيكون لدينا حكومة في هذا البلد ملتزمة ومرتبطة ومقيدة بالديمقراطية». وعلى رغم أن بيزلي لم يقل إنه مستعد جراء محادثات مع شين فين فقد ترك الباب مواربا على نحو أثار مخاوف بعض أتباعه السابقين الذين يتهمونه بالخيانة.