العدد 1646 - الجمعة 09 مارس 2007م الموافق 19 صفر 1428هـ

إيران تتطلع لتخفيف التوتر مع أميركا في اجتماع بغداد

يعبر قرار إيران حضور اجتماع إقليمي في العراق مع مسئولين أميركيين عن توجه في سياستها الخارجية أكثر تصالحيه. وتأمل طهران أن يخفف هذا الاجتماع التوترات في القضية النووية وفي قضايا أخرى. لكن المحللين يقولون إن إيران لاتزال قلقة من أن المسئولين الأميركيين قد يستغلون الاجتماع لتوبيخها على ما تقول واشنطن إنه تدخل إيراني في العراق. ويقولون إن هذا لو حدث فإنه سيقوي الأصوات في الداخل التي تعارض أي تقارب.

واجتماع دول جوار العراق في بغداد الذي يبدأ اليوم (السبت) سيتيح فرصة نادرة لمسئولين من واشنطن وطهران للجلوس على طاولة واحدة. وتركت واشنطن الباب مفتوحا جراء محادثات ثنائية. ويأتي الاجتماع وسط نقاش داخل النخبة السياسية الإيرانية بشأن ما إذا كان ينبغي لطهران استخدام ما ترى أنها أوراق تفاوضية في الأراضي الفلسطينية ولبنان والعراق للارتباط مع عدوها اللدود.

وقال المحرر السياسي في صحيفة «رسالات» الإيرانية المحافظة أمير محبيان «إذا كانت محصلة هذا الاجتماع في بغداد جيدة فإنه ربما ستكون الخطوة الأولى وبداية جيدة للمفاوضات في المستقبل». ومضى يقول «وإذا كانت نتيجة هذا التعاون رد فعل سيئ من الولايات المتحدة فإنه سيكون إشارة لأي متشدد في إيران لأن يقول إن التعاون مع الولايات المتحدة غير مثمر». وأضاف «الكرة حقا في (ملعب) الولايات المتحدة».

ويضيف المحللون أن إيران لديها ما يدعوها لأن تكون حذرة. فطهران انضمت إلى محادثات متعددة الأطراف مع واشنطن في أعقاب حرب العام 2001 في أفغانستان عندما كان هناك شعور بأن إيران تشجع الإطاحة بحركة «طالبان» المكروهة من واشنطن وطهران معا. وبعد ذلك بفترة قصيرة وصف الرئيس الأميركي جورج بوش إيران بأنها جزء من «محور الشر» وهو تصريح استخدمه المتشددون في إيران كمبرر لمعارضة أي تقارب. وهناك من يخشون من واشنطن قد تستخدم تكتيكات مماثلة في بغداد.

وكتب رئيس تحرير صحيفة «كايهان» اليومية حسين شريعت مداري «الآن وبعد أن وافقنا على المشاركة في الاجتماع يتعين علينا إنهاء وجودنا إذا رأينا مؤامرات». وتصدر الصحيفة نشرات معادية للولايات المتحدة بشكل منتظم.

وقال محبيان إنه «ليس متفائلا تماما». لكن المحللين يقولون إن إيران في إطار الاستعداد لمحادثات بغداد خففت من خطابها في القضايا الإقليمية وهي خطوة قد تساعد على بناء الثقة مع الولايات المتحدة وتقلل الشكوك العربية بشأن دور إيران الإقليمي الأكبر. إلا أن إيران الملتزمة بالعداء لـ «إسرائيل» والتي تدعم حركة «حماس» ماليا لم ترحب على رغم هذا باتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تم التوصل إليه بوساطة سعودية. كما أجرت طهران محادثات مع الرياض بشأن سبل تهدئة الأزمة السياسية اللبنانية.

وقال محلل إيراني إن طهران تأمل أن الاجتماع قد «يتسع لقضايا أخرى كالمشكلة النووية». وأضاف المحلل الذي طلب عدم ذكر اسمه أن لهجة السياسة الخارجية الإيرانية أصبحت أكثر تشددا بعد انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد المعادي للغرب في العام 2005 لكن تصريحات الرئيس تراجعت وسط قلق متزايد بين النخبة الحاكمة بأنه يفاقم مشكلات إيران. لكنه قال إن أية لهجة أكثر اعتدالا لا تعني أن إيران ستتخلى عن «القوى التي تكفلها» في المنطقة والتي تعتبرها طهران «قوى بالوكالة، فيما يتعلق بالحصول على تنازلات».

وقال رئيس بلدية طهران باقر قاليباف أمام اجتماع ضم أكاديميين ودبلوماسيين الشهر الجاري «الجمهورية الإسلامية لم تعد في حاجة لأن تصبح تصادمية لأنها تمتلك كل مقومات القوة والثقة اللازمة كي تتعامل مع جيرانها وأن تتنافس مع اللاعبين الإقليميين والدوليين».

العدد 1646 - الجمعة 09 مارس 2007م الموافق 19 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً