أعلن مسئول أميركي رفيع أن الولايات المتحدة تنوي مواجهة إيران وسورية مباشرة خلال المؤتمر الدولي بشأن العراق المقرر اليوم (السبت) في بغداد بالاتهامات بأنهما تنشطان في تصعيد العنف في العراق، في وقت أحيا فيه مئات الآلاف أربعينية الحسين(ع). وأعلن الجيش الأميركي مقتل عضو بارز في "القاعدة" واعتقل 16 "إرهابيا".

وقال مستشار وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الخاص لشئون العراق ديفيد ساترفيلد والذي سيشارك في مؤتمر بغداد، الخميس إن الوفد الأميركي سيضغط على دمشق وطهران للرد علنا على الاتهامات في المؤتمر الذي دعا إليه العراق وتحضره الدول المجاورة له والدول الدائمة العضوية في الأمم المتحدة. وهذه أول إشارة تصدر عن مسئولين أميركيين بشأن استعدادهم لإجراء محادثات ثنائية مباشرة مع الإيرانيين والسوريين وهو ما كان من المحظورات الدبلوماسية حتى الآن في فترة رئاسة جورج بوش.

وقال ساترفيلد "إذا اتصل بنا السوريون أو الإيرانيون (على هامش المؤتمر) لبحث مسألة متعلقة بالعراق بشأن كيفية الوصول إلى عراق آمن وديمقراطي، فلن نرفض ذلك". وأضاف ساترفيلد الذي سيشارك السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد في المؤتمر، أن سورية وإيران "ستجدان نفسيهما مضطرتان إلى الرد (على الاتهامات) ليس في لقاء ثنائي بل أمام مؤتمر متعدد الأطراف يكون العراق محوره". وأضاف ساترفيلد أن كل بلد سيقدم عرضا خلال هذا المؤتمر والولايات المتحدة ستستخدم الوقت المخصص لها لتحميل سورية جزءا من المسئولية عن أسوأ أعمال العنف وذلك عبر سماحها لـ "عناصر جهادية" بعبور حدودها إلى العراق. كما اتهم دمشق بغض النظر عن نشاطات المساعدين السابقين للرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذين يلعبون "دورا كبيرا في تمويل وتوجيه التمرد" من منفاهم في سورية.

أما بالنسبة لإيران فقال ساترفيلد إن واشنطن ستكرر خلال المؤتمر اتهاماتها للجمهورية الإسلامية بتزويد الميليشيات الشيعية التي تشن هجمات على القوات الأميركية بالمواد والتدريب خصوصا باستخدام القنابل المتطورة المخترقة للمدرعات التي تقول واشنطن إن الإيرانيين هم الذين صمموها. وفيما ترك ساترفيلد الباب مفتوحا لاتصالات ثنائية مباشرة مع الدولتين الخصمين على هامش المؤتمر، إلا أنه رفض مرارا التصريح بما إذا كان الأميركيون سيسعون بشكل نشط لإجراء تلك المحادثات وقال إن الأمر يعتمد على الأطراف الأخرى.

ووصف ساترفيلد اجتماع اليوم بأنه مناقشات تمهد للمؤتمر الذي سيعقد على مستوى وزراء الدول المجاورة للعراق في ابريل/ نيسان المقبل الذي من المقرر أن تحضره رايس وتم توسيعه ليضم مجموعة الدول الصناعية الثمانية الكبرى.

وقال إن المؤتمر سيسعى، إضافة إلى مناقشة مسائل الأمن، إلى حشد الدعم الدولي لاقتصاد العراق المتهالك. كما سيمنح المؤتمر رئيس الوزراء نوري المالكي فرصة إقناع الدول المجاورة للعراق بأن حكومته ملتزمة بمعاملة جميع الجماعات الدينية في البلاد بمساواة.

إلى ذلك انتقد رجل دين إيراني بارز أمس خطط مؤتمر بغداد متهما القوى الأجنبية بمحاولة تحقيق السيطرة الكاملة للولايات المتحدة على العراق. ولمح آية الله أحمد جنتي وهو رجل دين محافظ يقود مجلس صيانة الدستور إلى أن الاجتماع ينظم للتعويض عن الفشل في إرساء الاستقرار في العراق بعد الغزو.

من جهة أخرى وفد مئات الآلاف من العراقيين من جميع أنحاء المناطق إلى مدينة كربلاء من دون التعرض لحوادث لإحياء ذكرى أربعينية استشهاد الإمام الحسين(ع) وسط إجراءات أمنية مشددة. وقال محافظ كربلاء عقيل خزعلي إن ما يزيد على ثلاثة ملايين زائر وفدوا إلى المدينة بينما قال مسئول معني بالمواكب إن عدد الوافدين وصل فعلا إلى خمسة ملايين زائر.

من جهته وجه إمام الجمعة الشيخ أحمد الصافي في كربلاء انتقادات حادة إلى تصريحات "الآخرين" الذين يجلسون على "مسافات بعيدة" عن العراق مطالبا إياهم بـ "تضميد جروح" العراق أو "يكفوننا شرهم" من دون أن يحددهم.

ميدانيا قال الجيش الأميركي في العراق إنه قتل عضوا في تنظيم "القاعدة" واعتقل 16 آخرين من بينهم "أمير" للإعلام في التنظيم في عمليات في أنحاء العراق أمس. وجاء في بيان عسكري أن قوات التحالف تمكنت من "القبض على شخص يشتبه في علاقته بتنظيم القاعدة يطلق عليه اسم الجزار (...) اعترف بمسئوليته عن عدد من عمليات الاختطاف وقطع الرؤوس وعمليات انتحارية في منطقتي الموصل والرمادي". في غضون ذلك لقي مدني عراقي حتفه وأصيب ستة آخرون في هجمات متفرقة بمدينة الفلوجة بينما قتل ثلاثة أشخاص بينهم جنديان عراقيان في كركوك.