تواصلا في الحديث عن جمعية حماية المستهلك في الخبرات السابقة من محاولة لتأسيسها أحاول طرح بعض الأفكار علها تساهم في تحسين وضعها... ووضع بعض الضوء عليها وخصوصا أننا في زمان العولمة... التي تتحرك فيها البضائع إلى كل أنحاء العالم بشكل مخيف وعدم انتماء التجار إلى بلاد كما في السابق وعدم اهتمامهم سوى بالربح الوفير الذي أصبح من سمات هذا العصر!
وضرورة استيقاظ المستهلكين لحماية أنفسهم وحقوقهم وأموالهم من الطمع والجشع! والبضائع الفاسدة التي تغزو البلاد ويدفعون ثمنا غاليا لها!
ان السبل لإنجاح هذه الجمعية يعتمد اعتمادا أساسيا على يقظة أعضائها بأن يكونوا على دراية تامة لقانون الجمعية وكيفية تطبيقه!
وعدم تحمل مسئولية اجتماعية استهلاكية لمن لا يجد في نفسه الكفاءة أو القدرة لممارسة مثل هذا النشاط لأن في ذلك بداية لأول غش اجتماعي... أو الجهل بالممارسة الحياتية وأرى أهم الخطوط هو ضرورة انضمام هذه الجمعية إذ كانت مستوفية لكافة شروطها إلى الجمعية الدولية لحماية المستهلك وهي بذلك تتسلح بأن تكون على اتصال دائم بالنشرات الدورية التي تصدرها عن البضائع المغشوشة في العالم وباستعمال مختبراتها الضخمة للمساهمة في كشف أي أنواع من الغش بالنسبة إلى البضائع لدينا، هنا في البحرين والخليج.
كما يجب أن يكون للجمعية مصادر مالية ثابتة ومنظمة كي تقوم بتأسيس بعض المختبرات لعمل الفحوصات اللازمة.
وذلك بالتبرعات من المؤسسات الأهلية والحكومية واشتراكات الأفراد... إلخ طرق كثيرة لا يسعني المجال لذكرها مع ضرورة وجود مقر رئيسي للاجتماعات! وتوظيف بعض الموظفين الدائمين برواتب ليتابعوا الأنشطة والتقصي وجود أمني مالي ومحام للدفاع عن بعض المتضررين في حال وجود حالة لرفع قضايا المحاكم حين اكتشاف الغش في البضائع.
ومن المهم والمحتم أيضا أن يكون هنالك خط ساخن لتسلم شكاوى الناس والرد عليها ومتابعتها كمثل (البضاعة المباعة لا ترد ولاتستبدل) وضرورة استصدار قانون (البضاعة المباعة ترد وتستبدل) بشرط أيضا أن يرد المبلغ كاملا في حال (عدم استخدامها وإرجاع البضاعة سليمة) وعدم حجز المبالغ للاستبدال كما يحدث حاليا في البحرين... علما أن ذلك لا يحدث في الغرب وأميركا بل ان المبلغ لم يسترجع كاملا... لأن جمعيات حماية المستهلك هناك تعرف كيف تحمي مستهلكيها، وقوته في تناول حقوقها الدستورية.
ومما لا شك فيه كلما ازداد عدد الأعضاء طواعية قويت الجمعية وازدادت تأثيراتها وقدراتها في فرض شروطها على تحسين البضائع الواردة، هذا يحتاج إلى الكثير من الإعلام المكثف والعمل على نشر أهداف الجمعية، وسأذكر في المقال القادم الظروف الواجب توافرها لتحفيز الانضمام ونشاطها وأشياء أخرى.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1644 - الأربعاء 07 مارس 2007م الموافق 17 صفر 1428هـ