العدد 1644 - الأربعاء 07 مارس 2007م الموافق 17 صفر 1428هـ

بين علامتي تنصيص «» باكورة إنتاج مظاهر اللاجامي

صدرت حديثا عن مؤسسة الانتشار العربي في بيروت رواية «بين علامتي تنصيص» وهي باكورة الإنتاج الأدبي للناقد الثقافي الكاتب في صحيفة «الوسط» مظاهر اللاجامي وتقع في 278 صفحة من القطع الكبير.

وتدور حوادث الرواية في قرية قطيفية، وتنتمي إلى ما يعرف برواية تيار الوعي التي ابتدأها إدوار ديغاردان في روايته «هكذا قطعت أشجار الغار» التي من أبرز روائييها مارسيل بروست وجيمس جويس وفرجينيا وولف ووليم فوكنر حيث التداعيات الذهنية تسيطر على صفحات الرواية.

يبدأ الكاتب حوادث روايته بتداعٍ ذهني قائلا: «أعشقها، أعبدها، أشتهي حروفها وأشتهي أيضا صمتها، عيناي تحدّقان في عتمة الثواني، وثمالة أيامها تصلبني في نفق الذكريات شاحبا كنبيّ». وينهيها بتداعٍ ذهني مغاير في دلالاته قائلا: «عيناي تحدّقان في عتمة الثواني، وثمالة أيامها تصلبني في نفق الذكريات شاحبا كنبيّ، أشتهي حروفها وأشتهي أيضا صمتها، أعبدها، أعشقها» وبين هذين المقطعين تنتظم الرواية كاملة...

ويسير الزمن في الرواية نحو خطين متعاكسين. الأول: باتجاه المستقبل، إذ يخطر في ذهن أمجد أن يجسّد حكايته مع سماء عملا روائيا، سينصّصها بين علامتيه، وتسير الرواية نحو المستقبل مقتنصة حال الشرود والقلق والألم والعذاب وساعات العزلة الطويلة بحثا عما به سيجعل سماء حكاية وسيدفنها في قبرٍ بعد أن ينقش على القبر كلمة رواية على حدّ تعبير أمجد.

أما الثاني: باتجاه الماضي والارتداد نحو الأيام الذاهبة، وفيها يقتنص حكاية الحب والجسد، حكاية الإيمان والكفر، ويعرّج على علاقته بنسرين ورباب اللتين كانتا تنتظمان في سياق علاقته بسماء.

أما الزمن الذي تدور في سياقه الرواية فهو وإن لم يُذكَر إلا أن الرواية تشير إلى أن بدايتها تبدأ قبل المظاهرات التي اجتاحت القطيف وبعض قراها بُعيد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتستمر بعد المظاهرات ثلاث سنين. ومن خلال اللعب وإجراء الفوضى في إيقاع الزمن يستغرق زمن الرواية الحقيقيّ سنة واحدة، ومن خلال هذه الأصوات والارتجاعات الزمنية يمكن القول إن زمن الرواية الداخلي يستغرق خمس سنوات أو أقل بقليل بينما الاطار الذي تدور فيه الرواية يستغرق سنة فقط.

الرواية جريئة في أحاسيسها نحو السماء، جريئة في تصوير مشاهد الحب ومشاهد الجسد، متطرفة في لغتها الشعرية المتوترة، عنيفة في تصوير مشاهد النقمة ضد المجتمع والفكر الديني، موغلة في التديّن الصوفي في جسد سماء وروحها، ممسوسة بهوس الحداثة. وتتشكّل بنية الرواية من ثلاثة أصوات، الأول هو الحوار الذهني أو ما يعرف بالتداعي الذهني. والصوت الثاني هو صوت الرواية الداخلي حيث يقتنص حكايته في الماضي الذي تستغرق أربع سنوات، محاولا تثبيت علامتي تنصيصه بين حكاية سماء كي تموت ويحيا هو على حدّ ما جاء في الرواية. أما الصوت الأخير فهو صوت الراوي الخارجيّ الذي هو بطبيعته صوت موضوعي ينظر إلى الحكاية كاملة بحياد.

تبدأ الرواية بفكرة أن يقتنص الكاتب أمجد فكرة أن يكتب رواية ويبدأ فيما خطر له، ويعري الكاتب فيها حقيقة مجتمع متطرّف في تدينه، متطرف في عاداته، متطرف في أفكاره، متطرف في تدشين أفراده، حتى في انحلاله. ولكن ما لم نستطع معرفته إلا من خلال الرواية هو تفاصيل هذا المجتمع وتفاصيل هذه الحكاية، حكاية الحب، حكاية المواعيد المحرّمة، حكاية النفاق والزيف الاجتماعي.

العدد 1644 - الأربعاء 07 مارس 2007م الموافق 17 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً