أرجأ وزير البني التحتية الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر زيارة لجمهورية مصر كان من المتوقع أن يقوم بها غدا (الخميس)، وذلك على إثر معلومات أكدت ضلوع وحدة كان يرأسها أليعازر في مقتل 250 أسيرا مصريا خلال الحرب العربية - الإسرائيلية العام 1967.
وكان من المفترض أن يبحث بن اليعازر خلال هذه الزيارة مسائل تتعلق باستيراد «إسرائيل» للغاز الطبيعي المصري، ولكنه أرجأها لاحتواء ردود الفعل المصرية التي مازالت تحتج على هذه الجريمة.
إنها سخرية الأقدار، كيف تستقبل مصر أحد السفاحين الذين سفكوا دماء أبنائها - في وقت كانت تحارب فيه لاسترجاع أرضيها المغصوبة - من آثار الفساد. أين الأحرار من ذبح فدائييهم؟ وأين الإنصاف في التسامح مع مصاص الدماء؟ حتى وإن كانت القاهرة مقيدة باتفاقات سلام بينها وبين الكيان الصهيوني فكيف تستقبل وتكرم على أرضها مجرما شارك في قتل المدافعين عن شرف أرض الكنانة.
ولكن للأسف فإن السلطات المصرية تكتفي باستدعاء السفير الإسرائيلي لدى القاهرة لتبلغه استنكارها، بدل أن تطلب محاكمة بن اليعازر في محكمة لاهاي، أو أن تحظر دخوله للأراضي المصرية، وهو أضعف الإيمان. وبات في حكم المؤكد أن القاهرة ستستقبله بعد فترة وجيزة عقب أن تخمد نار هذه الفضيحة، وتدفن دفاترها في الرماد.
لذلك نعود لما مضى من مناشدات - لمن سميت أما للدنيا - بأن تقطع اتصالها بالعدو الذي استباحها فيما مضى ويستغلها في الوقت الحاضر، قبل أن تصبح أما للآخرة.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1643 - الثلثاء 06 مارس 2007م الموافق 16 صفر 1428هـ