الاستراتيجي الأميركي انطوني كوردسمان تحدث في مؤتمر «النظام الأمني في منطقة الخليج العربي» المنعقد في أبوظبي (5 - 7 مارس/ آذار 2007) عن قدرات إيران الفعلية، وفي إذا ما كانت هذه القدرة تمثل خطرا على جيرانها، وكيفية التعامل معها. وأشار إلى أن الحديث ينبغي أن يكون عن «احتمالات الخطر» وليس «حتمية الخطر»، وعلى أساس ذلك يمكن التطرق إلى الموضوع بعيدا عن الشعارات والخيالات التي تنطلق على أساس التهويل والسعي الحثيث نحو حرب أخرى وقيام أميركا بضربة عسكرية لإيران.
وقال إن إيران ليست باتجاه أن تضعف، ولكنها ليست لها القدرة حاليا على الهيمنة على المنطقة، وإنها ترتب وضعها على أساس الدفاع إذا تمكنت من ذلك، وعلى أساس الهجوم لو كانت الفرصة سانحة ومن دون ردع. ولكن إيران تعيش وسط محيط مضطرب، مثل عودة «طالبان» في أفغانستان، وباكستان دولة ضعيفة ممزقة بالكثير من المشكلات على رغم أنها دولة نووية، وإيران لديها مشكلات إثنية ومناطقية وعليه فإن إيران قد تمثل قدرة عسكرية تقليدية ذات قدرات كبيرة للدفاع عن نفسها تجاه غزو أرضي، ولكنها عاجزة عن الدفاع عن نفسها في حرب تكنولوجيا من الجو أو عبر الصواريخ... إيران لديها قدرة على أن تؤثر من خلال حركات تناصرها في العراق أو إيران... وإيران لديها قدرة في الصواريخ التي تصل إلى مدى بعيد، ولكن هذه القدرة لديها محدوديتها... ولربما أن ما يطرحه البعض بأن إيران دولة محكومة بالمذهب الشيعي، فهو ما يثير الدول المحيطة بها، وهو أمر مختلف. ولكن إيران ليست لديها قدرات عسكرية تستطيع من خلالها غزو الآخرين، ومعظم قطعها العسكرية غير قادرة على مواجهة القطع الحديثة الموجودة لدى الآخرين والقريبين منها... كما أن إيران لديها جيش وحرس ثوري وقيادتان لا تستطيعان إدارة حملة عسكرية هجومية... والقوة الجوية الإيرانية لا تستطيع مواصلة حملة طويلة لأسباب كثيرة منها الجانب العملياتي ومنها الجانب التكنولوجي، وكثير من قدراتها مطورة في إمكانات كانت لديها منذ الستينات والسبعينات وقدراتها الصاروخية مازالت لا تمتلك التوجيه الدقيق، وقواتها البحرية لا تستطيع مواجهة القوات البحرية الأميركية اللهم إلا إذا كانت دفاعا عن النفس وفي حالات خطيرة. والمناورات العسكرية التي أجرتها إيران حديثا قد تؤثر على المنشآت النفطية وعدد من المواقع الحيوية والإعلانات المتكررة بشأن تطويرات عسكرية حديثة إنما هي جزء من الحرب النفسية التي يقوم بها العسكريون في الأوضاع المتوترة.
وقال إن الأسلوب الأفضل للتعامل مع إيران هو تحفيزها نحو الابتعاد عن انتهاج طريق السلاح النووي وذلك عبر الدبلوماسية النشطة، والابتعاد عن الدعوة الأميركية لتغيير النظام في إيران لعدم استثارة الأمور وتلك كانت أفكار أحد الاستراتيجيين الأميركان.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1643 - الثلثاء 06 مارس 2007م الموافق 16 صفر 1428هـ