يلعب التلفزيون دورا رياديا في تكوين الهوية الوطنية، وترشيد الأوضاع الاجتماعية وإغناء الحوار في شتى المجالات التي تهم المواطن.
ولكن مثل هذا الدور مازال غائبا عن تلفزيون البحرين أو بالأحرى فضائية البحرين على رغم أن من المفترض أن يتسم بموقع متميز؛ لأن البحرين كانت في مقدمة دول الخليج في مطلع السبعينات في مسألة تنشيط البث والكادر التلفزيونيين.
للأسف مازال التلفزيون حتى اليوم حكرا على برامج لا تجذب البحرينيين الذين إن سألتهم: هل كنتم مواظبين على مشاهدة القناة؟ فالإجابة إما بـ «لا» تسبقها ابتسامة عريضة تنجلي على وجوه من تسأل، وإما بـ «نعم» في بعض الأحيان.
وبهذه الإجابات التلقائية العشوائية نجد أن هناك - فعلا - خللا في أساليب جذب المشاهد البحريني إلى تلفزيونه الرسمي على غرار قنوات وفضائيات بعض دول المنطقة.
كما مازالت فِقرات برامج التلفزيون تعتبر جزءا من الملكية الخاصة لبعض الجهات التي تتحدث إلى نفسها ولا يهمها المشاهد البحريني في شيء، أو التقرب إلى الرضا الرسمي عبر «أغانٍ مكررةٍ في المعنى والطرح»...
فضائية البحرين لم تستطع حتى الآن التقدم نحو الناس وكسب ثقة الجمهور ببرامج حيوية تزخر بها معظم محطات البث المرئي والمسموع في مختلف أنواع البلدان القريبة والبعيدة.
لعل التطوير الأخير في أساليب البث أدى إلى تحسين الديكور وأسلوب التحدث أمام الكاميرا، ولكن المحتوى لم يتغير، واللغة المستخدمة لا يفهمها الناس، حتى اللهجات بدأت تبتعد عن اللهجات الدارجة للبحرينيين التي لم نعد نفرق كثيرا بين تلفزيون البحرين أو تلفزيون إحدى البلدان القريبة... اللهم سوى في رمضان عندما نزلت بعض البرامج إلى الناس وتحدثت إليهم.
لو فسح تلفزيون البحرين المجال لانطلاق برامج حوارية مسئولة وهادئة فإنه بالتأكيد سيكون مصدرا مهما للمعلومات التي يبحث عنها الناس وسيلعب دوره في ترشيد الساحتين السياسية والاجتماعية، بل سيظهر له وجه حضاري نمتلكه ونعتز به.
إن على المسئولين بالتلفزيون مسئولية وطنية توجب عليهم أن يبادروا إليها ويثقوا بشعبهم الذي سيبادلهم الثقة... فكل ما يحتاج إليه الأمر جرأة في انفتاح المسئول.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1642 - الإثنين 05 مارس 2007م الموافق 15 صفر 1428هـ