مهما كانت مساحات التفاؤل والأمل التي اتسعت في الظفر بأول إنجاز كروي بحريني خارجي بعد الفوز المحرقاوي الساحق على الصفاء اللبناني 5/1 في ذهاب النهائي الآسيوي، فإن قصة فيلم الإنجاز الأول لم تنته بعد بانتظار المشهد الأخير في لقاء الإياب في بيروت.
وفي مثل هذه المباريات الحاسمة والمصيرية لا مجال للنظر إلى الخلف، وبالتالي يفترض عدم التعويل والاتكال على نتيجة لقاء الذهاب التي قد تساهم في «تخدير الذيب» في الإياب، على رغم أن الخماسية أعطت الأحمر الأفضلية والأريحية في جولة الإياب الحاسمة.
ولفت نظري إدراك مسئولي ومدرب ولاعبي فريق المحرق لهذه النقطة المهمة التي عكستها تصريحاتهم بعد المباراة، وتأكيدهم على أن البطولة لم تحسم، وانهم سيلعبون من أجل الفوز في لبنان، ونأمل أن تترجم هذه التصريحات إلى أفعال من خلال أدائهم في لقاء الإياب.
ولعلنا نؤكد هنا على أن التراخي والهدوء والتعاون يساهم في ارتكاب الأخطاء والانعكاسات الفنية السلبية، وستتذكر كيفية تسجيل هدف الصفاء اللبناني الوحيد بعد تراخي المحرق في اللحظات الأخيرة، بل وكاد يأتي هدف لبناني ثان بالخطأ نفسه.
أعتقد أن المسئولية والمهمة التي تنتظر الفريق المحرقاوي في موقعة الإياب ستكون نفسية أكثر في شحذ حماس اللاعبين وإخراجهم من نشوة الذهاب والدخول بروح وطموح الفوز، وليس النظر إلى الحسابات المختلفة المؤدية إلى تتويج الفريق باللقب الآسيوي لكي ينأى بنفسه عن المواقف الحرجة والمعاناة، وألا يعكر فرحة تتويجه بإذن الله وخصوصا أن مجريات لقاء الذهاب كشفت تفوق القدرات الفنية والمهارية المحرقاوية أمام لاعبي الصفاء.
إن الحديث عن لحظة الحسم هي أشبه بـ«الفيلم الهندي» الذي تطول مدته ويعيش خلالها البطل مواقف ولحظات معاناة صعبة تستمر حتى اللحظة الأخيرة من «الفيلم» ليفرح، لكن لا ننسى أن البطل أحيانا يسقط ويموت في نهاية الفيلم
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2249 - السبت 01 نوفمبر 2008م الموافق 02 ذي القعدة 1429هـ