العدد 1641 - الأحد 04 مارس 2007م الموافق 14 صفر 1428هـ

قمة الرياض... ثلاثة لا اثنان

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

تأتي زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للعاصمة السعودية (الرياض) في توقيت حرج بالنسبة إلى طهران العالقة مع العالم بأسره في عدة أزمات مُقلقة. وهو ما يجعل مشروع المباحثات السعودية الإيرانية مفتوحا على مصراعيه، خصوصا وأن (البلدين) هما عصبا المنطقة في «السياسي» وما بعده.

الملف النووي الإيراني وتصاعد التهديدات الأميركية، الملف العراقي، وملف الداخل اللبناني كلها ملفات كانت بالتأكيد على طاولة الحوار التي كانت طوال ثلاثة أشهر مضت على غير ما يرام لها أن تكون. فتباعد وجهات النظر والقراءة للوضع الإقليمي بين الإيرانيين السعوديين كان أهم ما بدأنا به العام الجديد من يناير/كانون الثاني حتى الآن، وتأتي زيارة نجاد الأخيرة كمحاولة أخيرة لإعادة مد جسور ثقة أثقلها الأميركيون بالعتب على الرياض (الحليف الأهم في الخليج).

يدرك الإيرانيون أهمية الموقف السعودي في منع أية ضربة عسكرية قد تقدم الولايات المتحدة على توجيهها لهم. ويدركون أيضا، أن ثمة «خدمة مقابلة» لابد وأن تحصل الرياض عليها. قد تكون هذه المقايضة لصالح سنة العراق، وقد تكون لصالح تيار المستقبل في لبنان، ويبدو الثاني الأقرب لنيل الجائزة.

قبل ذلك، لماذا تباعدت الرياض عن بيئة مفاهاماتها العميقة مع طهران. لابد وأن تكون مجمل المتغيرات الإقليمية قد أثرت على السعوديين في مسألة تحالفهم مع إيران. وخصوصا أن حزام القوى الشيعية (أذربيجان - إيران - العراق - سورية «علويون»- لبنان «القوة العسكرية الأبرز «) وقع في أخطاء جسيمة في العراق تحديدا، وهو ما أنعكس على باقي الدول وبما يشمل الخليجيين الشيعة أيضا. كما أن بعض المحللين يبالغون في التنبؤ بامتداد هذا الحزام أكثر.

اليوم، يحتاج الإيرانيون إلى تصحيح مسار علاقاتهم مع الرياض، ويحتاجون أيضا الى الذهاب مع الولايات المتحدة إلى ما هو أبعد من تبادل الرسائل عبر السفارة السويسرية. إن التحالف مع الرياض من دون «واشنطن» غير معقول سياسيا، وغير مقبول سعوديا وأميركيا. هي صفقة ثلاثية الأبعاد لا محالة. فعلى طهران أن تقبل بالرياض وواشنطن، أو أن ترفضهما معا.

إن كان الطرفان/ الثلاثة أطراف في قمة الرياض الأخيرة قد أبرموا اتفاقا سياسيا مجديا، فإن فرص العودة للخيارات الدبلوماسية في المنطقة ستكون أفضل. وهو ما ترغب به جميع شعوب المنطقة وتتطلع له، فالجميع ذاق ويدرك ويلات الحروب وتبعاتها.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1641 - الأحد 04 مارس 2007م الموافق 14 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً