العدد 2249 - السبت 01 نوفمبر 2008م الموافق 02 ذي القعدة 1429هـ

«الكوفية» تغزو محلاتنا بفضل الغرب

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

عرفنا « الكوفية الفلسطينية» دوما رمزا لدعم نضال الشعب الفلسطيني...وكان ارتداء الكوفية يعبّرعن استمرارية هذا النضال الذي لم يعجب يوما محبّي وأنصار « إسرائيل»؛ لأنهم لطالما صنفوا هذا النضال وارتداء هذا الرمز بالإرهاب لا مقاومة ودفاع من أجل الحرية وكفاح شعب مازال يعيش تحت وطأة احتلال مفروض عليه من دون وجه حق.

هذا الكلام ردد وكتب وسمع على مسامعنا منذ أنْ كنّا صغاراّ في المدرسة بل وكبرنا معه في وقت تغيرت فيه الظروف وحتى المراحل التي نعيشها اليوم والتي أصبحت فيها « إسرائيل « مثلا العدو القديم...» الصديق الجديد» لبعض من أنظمتنا العربية التي يُصافح ويسلّم مسئوليها بالأيدي مع المسئولين الإسرائيلين.

« الكوفية» التي ينظر إليها الإسرائليون والغربيون المنحازون على أنّها صورة أخرى من صور الإرهاب لشكل الإنسان العربي ولاسيما الفلسطيني...حلت اليوم « موضة» وفقدت رمزيتها النضالية؛ لأنها تسوق في الغرب كموضة جديدة إذ أصبحت منافسا قويا لشال « الباشمينا» الآسيوي في دور الأزياء ومحلات الألبسة الأوروبية والأميركية منذ بداية العام الجاري، وحتى الآنّ و لدرجة أصبحت فيها « الكوفية» أو كما نسميها في البحرين « الغترة» تغزو محلات مجمعات ضاحية السيف بمختلف الألوان والأشكال فهي الآنَ موضة يرتديها الشباب الغربي أسوة بالشباب العربي حول أعناقهم؛ لتقيهم من البرد مع الجينز والمعاطف الصوفية والجلدية.

لقد ارتدى هذه الموضة الكبير قبل الصغير رجالا ونساء في أوروبا كما هو الحال مع الأميران الذي وصل بعض من مشاهيرهم أنْ يسوقها وهو لا يعلم مصدرها ولا رمزيتها عند العرب ولا حتى يعرف أنّها جزء رئيسي من أزياء الرجل العربي خصوصا أنّ الصين أصبحت تصنع كوفيات « تقليد» تباع بسعر زهيد في شوارع لندن وأخرى في نيويورك.

أمّا في الصحافة الأميركية فقد دار جدل في مايو/ آيار الماضي بشأن إعلان تجاري ظهرت فيه مقدمة برنامج الطبخ الأميركي الشهير رايتشل راي الذي تبثه قناة « ام بي سي 4» وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية بلونيها الأبيض والأسود في إعلان لمقاهي « دنكن دونتز» إذ انتقدتها الصحافة ضمن حملة عنيفة من المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي والإعلاميين اليمينيين بأنه يروج لموضة « الجهاد والكراهية» عند تجاهله الرمزية العنيفة للمعاني المعادية لـ «إسرائيل».

لقد كان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات» رحمه الله» يرتدي « الكوفية» دائما على اعتبار أنّها جزء من التراث الفلسطيني العربي وأيضا كرمز عالمي للنضال الفلسطيني منذ ستينيات القرن الماضي ,لكن يبدو أنّ هذه الرمزية وصلت إلى ظاهرة عالمية تعبّر عن النضال والأرض الفلسطينية لكنها يلاشك وصلت بفضل النشطاء المناهضين للحرب وللاحتلال وإثارة موضوع القضية والهوية الفلسطينية من جديد على الساحة الغربية لكن هذه المرة عن طريق الأزياء لا عبر العمليات الانتحارية ولا الخطف

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2249 - السبت 01 نوفمبر 2008م الموافق 02 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً