تترقب المنطقة باهتمام نتائج الزيارة التي يقوم بها الرئيس محمود أحمدي نجاد للسعودية والتي جاء توقيتها مناسبا إذ إن الإقليم يمر بمنعطف خطير سواء من ناحية التوتر بين إيران والغرب بشأن النووي الإيراني أو تصاعد الصراع الطائفي بين السنة والشيعة خصوصا في العراق من ناحية أخرى.
وطبعا ما يتوصل إليه الطرفان من اتفاقات بشأن الأزمة مع المجتمع الدولي سيؤثر إيجابا من جهة رفض شن أي هجوم عسكري على طهران على خلفية أن المنطقة ليست بحاجة إلى أزمات أكثر مما هي عليه. فإذا كان غزو العراق جاء بنتائج كارثية على الاستقرار والتغيير الديمقراطي فمن باب أولى سد الذرائع.
ويأمل الشارع العربي والإسلامي في انفراج التجاذب الطائفي جراء هذا التقارب لأكبر دولتين إسلاميتين تمثلان الغدوة للطائفتين الشيعية والسنية ولذلك ينبغي التوصل إلى خط أحمر يحول دون مزيد من الشقاق بين المسلمين. فسفك الدماء بين الطائفتين في العراق كان الغرض منه إلهاء الرأي العام عن أن مشكلة المنطقة تكمن في عدم تقبل الآخر ديمقراطيا وليس بسبب الغزو ومن ثم تبرئة الغرب من أية مسئولية أخلاقية لا قدر الله إذا تقسمت بلاد الرافدين. وسيؤدي التوافق بين القوتين الإقليميتين إلى انفراج مرتقب للأزمة السياسية في بيروت، فكل من السعودية وإيران تؤمنان بعدم السماح لحرب أهلية في لبنان.
إذا عوامل التقارب بين طهران والرياض تغلب عوامل التفرقة لكن من المهم المحافظة على التفاهمات من خلال التعجيل بتطبيقها على أرض الواقع لتعم الفائدة قبل أن يتدخل شياطين الإنس.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1640 - السبت 03 مارس 2007م الموافق 13 صفر 1428هـ