مر على بدء عمل الفصل التشريعي نحو ثلاثة أشهر، وكانت سخونة وحدة الانتخابات النيابية التي سبقت بدء العملية التشريعية تنذر بأن هذه السخونة ستستمر مع بدء العمل التشريعي، ولكن الأمر غير المتوقع كان البرود المفاجئ للعملية التشريعية، حتى التصريحات الساخنة التي بدأ بها بعض النواب عملهم التشريعي خف وهجها تدريجيا ولم يتبق منها سوى الرماد.

حين أبدى النواب استياءهم واستنكارهم من الحكومة بعد أن قامت الأخيرة بتجاهل عدد لا بأس به من الاقتراحات التي تقدم بها النواب السابقون، وهددوا بعدم التعاون معها، استبشرنا خيرا من أن العمل التشريعي بدأ يأخذ مجراه الصحيح والسخونة التي تعودنا عليها في الفصل التشريعي السابق، غير أنه وبعد أسابيع من هذا الموقف، تحول هذا التهديد والوعيد الموجه من النواب إلى الحكومة لمجرد مواقف سجلت في مضبطة الجلسة، وعاد المجلس إلى بروده الذي لم يكسره سوى «فزعة نيابية» انتهت صلاحياتها مع انتهاء الجلسة.

قد يكون موقف الحكومة الأخير من تجاهل ما قدمه النواب السابقون قد تسبب في إحباط الحاليين، ولكني كنت أتصور أن كل كتلة قد دخلت المجلس حاملة على عاتقها أجندة ستتسابق لطرحها قبل الآخرين، ولكن يبدو أن المنبر هي الكتلة الوحيدة التي بدأت في تطبيق أجندتها وأمطرت الصحافة باقتراحاتها بصورة يومية. مازلنا ننتظر تحركات الكتل الأخرى التي يترقبها ناخبوها، ونأمل أن يكون هذا الهدوء مجرد هدوء لما قبل العاصفة.