لاتزال المخاوف من البرنامج النووي الإيراني في ازدياد بشقيها البيئي والعسكري، فالشق الأول - والذي «يعزف» البعض عليه - فإن وسائل الإعلام الموجهة حولت الموضوع إلى «غول» و»مارد» يهدد شعوب المنطقة ويقض مضاجعها، مع أن إيران أقسمت «اليمين» وأغلظت في «الحلف» بأن برنامجها سلمي «100 في المئة»، كما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي جابت المنشآت النووية الإيرانية لم تؤكد هذه المخاوف.

لكن يبقى البعض مصرا على تلك المخاوف، في مقابل أن دول مجاورة تملك برامج مشابهة، بل إن «إسرائيل» المزروعة في قلب العالم العربي والإسلامي تملك عشرات القنابل الذرية لكن الضجة والضجيج لم يصل لهذا المستوى الذي نراه، والأغرب من ذلك أن حاملات الطائرات الأميركية والغواصات التي تسير بالطاقة النووية - والتي تجوب مياه الخليج بهدوء وسكينة - تمثل أكبر خطر بيئي متحرك يهدد الخليج برمته، لكن «لا حياة لمن تنادي».

أما الشق العسكري - وهو المبعث الحقيقي لتلك المخاوف - الذي يكشف ضعف الثقة لدى دول المنطقة في إيران، وتصديقهم السريع لما تروجه الولايات المتحدة و»إسرائيل» من افتراءات واتهامات اعتدنا سماعها على مدى ثلاث عقود من الزمن، والتي لم تستطع دول المنطقة أن تهضمها طوال تلك الفترة وتستلهم منها العبر.

يبقى أن أي مخاوف يمكن حلها بين دول المنطقة مع إيران بشكل سلمي من دون حاجة لتدخل آخرين لا يسعون إلا لمصالحهم، ولا فائدة ترتجى من تحميل شعوبنا «حرب نفسية» جديدة.