في يوم الأربعاء الماضي، عقدت «الوسط» ندوة جمعت من خلالها مسئولين من وزارة الداخلية مع عدد من وجهاء قرى شارع البديع والمناطق المحيطة لمناقشة «الشراكة المجتمعية» في تحقيق وتعزيز أمن شارع البديع. المشاركون جميعهم تأثروا بالمناقشات التي استمرت أطول من الفترة التي كانت قد حددت لها. عناوين كثيرة طرحت أثناء النقاش، ومداخلات عميقة تطرقت إلى جوانب من المشكلة الأمنية المتشابكة مع المشكلات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
أحد الوجهاء قال في مداخلته: «ليس لدينا حركة أو تنظيم يسعى إلى قلب نظام الحكم، وماهو متكرر انما حركة لصغار السن لايعرف الأهالي من أين يأتون من أجل حرق الاطارات ورميها على الشارع العام، والدولة مسئولة عن حماية المواطنين، كما أن الأهالي مسئولين عن حماية مناطقهم، لكن ما وجدناه هو أن قوات الأمن تعقد المشكلة بدلا من حلها». أحد المسئولين عقب بأن «سكوت وزارة الداخلية سابقا عن بعض الممارسات شجع بعض الشباب الى الاتجاه نحو هذه الممارسات»... وجيه آخر قال «لاتوجد أزمة، وإنما مشكلة صغيرة مقدور عليها، والمشكلة تتعقد عندما ترسل وزارة الداخلية رجال أمن لايفهمون اللهجة المحلية، وهؤلاء لايفهمون الأعراف البحرينية، وتصرفاتهم تزيد الطين بلة». عقب مسئول في الداخلية ان «أخذ الأمور بالتبسيط يعتبر نوعا من عدم الادراك الكامل للوضع، واذا كنتم تقولون ان هؤلاء صغار السن ومن دون تنظيم، فكيف نرى بعضهم في السنابس وهم أساسا من سترة؟ وكيف يتم التنسيق بين عدة مناطق؟ أليس هناك نوع من التنظيم لمثل هذه الأعمال؟». وجيه تداخل «لقد استطاع جلالة الملك أن يحل مشكلة أكبر مما يحدث الآن وذلك عبر الحوار في 2001 واستطاع أن يقلب الموجة لصالح الإصلاح، فلماذا نعجز الآن عن مشكلة أصغر؟»... آخر قال «هناك من يصب الزيت على النار ويتهم الناس بأنهم صفويون وعملاء لإيران وإرهابيون ويقول إن لدينا معسكرات للتدريب، فكيف تتوقعون أن يتفاعل الناس إيجابيا لمواجهة المخربين؟» ... آخر قال «هناك أزمة ثقة وعدم وجود آليات للتواصل بين الوجهاء ومسئولي الأمن في حال حدوث شيء يعقد الأمور»... آخر قال يبدو أن وزارة الداخلية «ترمى في فوهة المدفع لتتحمل إخفاقات الحكومة في شتى المجالات، فالمشكلة ليست أمنية أساسا».
المسئولون والأهالي عقبوا على كل المداخلات بهدوء ومحبة وإحساس بالوطنية، وقلوبهم كانت تحترق على الشباب الذين يعبثون بمصالح الناس ويعبثون قبل ذلك بمستقبلهم، ويخربون مناطقهم بأيديهم... بعد الندوة فتحت نقاشات طويلة، ولسان حال المشاركين: كلنا ضد المخربين والعابثين، وكلنا شركاء في الحفاظ على الأمن، وكلنا نسعى لحماية حقوق الناس ولكن من دون الإضرار بمصالح الناس... والخير في الدور الإيجابي لأهل البحرين.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1639 - الجمعة 02 مارس 2007م الموافق 12 صفر 1428هـ