أخيرا أخذ فريق من العلماء البريطانيين على عاتقه تنفيذ مشروع أوروبي لجعل الإنسان الآلي (الروبوت) يتفاعل مع البشر عاطفيا. وتشترك في مشروع Feelix Growing البحثي ستة بلدان، و25 خبيرا من خبراء علم الروبوتات والذكاء الاصطناعي، فضلا عن خبراء في التطور النفسي والأعصاب. وقالت منسقة المشروع، لولا كاناميرو، إن الهدف هو بناء إنسان آلي «يتعلم من البشر ويتجاوب اجتماعيا وانفعاليا بشكل لائق». وسيستمر المشروع الذي تبلغ كلفته 2.3 مليون يورو، لمدة ثلاثة أعوام.
وتعتبر الروبوتات من أهم القفزات الإنسانية من بين العلوم المختلفة لما له من أثر كبير في الكثير من التطبيقات المتنوعة. يذكر أن الروبوت ظهر قبل الحاسوب بأكثر من عقد. أما التطبيقات التي يمكنه أن يساعد في حلها فلا يمكن حصرها؛ فعلى سبيل المثال التطبيقات الجراحية التي تحتاج إلى دقة ومهارة عاليتين مثل جراحات القلب والأعصاب - التي لا يسمح بها بالخطأ -، أما استكشاف الروبوتات للفضاء عبر سبيريت وأوبورتيونيتي والذي ترعاه وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) دليل واضح على ذلك... والتطبيقات الأخرى مثل التعامل مع المواد المشعة فلا يمكن أن يحدث إلا بواسطتها... كما هناك الروبوتات التي تستخدم في عمليات البحث والاستكشاف تحت الماء وأشهرها فرنسية الصنع.
وشهدت صناعة وتجارة الروبوت رواجا كبيرا، وخصوصا في الدول المتقدمة. هذا ما يؤكده تقرير حديث صدر أخيرا عن الأمم التحدة. ويذكر تقرير للأمم المتحدة أن ارتفاع مبيعات أجهزة الإنسان الألي «الروبوت» المخصصة لأغراض الصناعة في أميركا الشمالية وأوروبا أسفر عن انتعاش في سوق الآليين العالمية الأمر الذي يبشر بتحسن اقتصادي.
فقد أفاد التقرير السنوي لأجهزة الروبوت الدولية بأن حجم طلب الشركات لأجهزة الروبوت زاد بنسبة 26 في المئة ليتزامن مع زيادة في أعداد أجهزة الروبوت التي تستخدم لتشذيب الحدائق وشفط الأتربة من الأرضيات.
وأوضح التقرير الذي يقع في 380 صفحة وأصدره كل من اللجنة الاقتصادية الأوروبية التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الدولي لأجهزة الروبوت أن مبيعات أجهزة الروبوت في الفترة ما بين يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران بلغت 80 ألف روبوت. كما ارتفع حجم الطلب على أجهزة الروبوت التي تستخدم في المصانع بأميركا الشمالية بنسبة 35 في المئة، فيما زادت في أوروبا بنسبة 25 في المئة.
وفي الوقت الذي تشهد فيه سوق أجهزة الروبوت المخصصة للأغراض الصناعية انتعاشا ملحوظا، بدأت تتسع رقعة استخدام الآلات الذكية في المنازل. ففي العام 2002، ارتفعت مبيعات «أجهزة روبوت المنازل» بما فيها آلات قص الحشائش وتنظيف النوافذ لتصل إلى 33 ألف وحدة، بينما لم تتعد مبيعات هذه الأجهزة في العام 2001، 20 ألف جهاز. وأفاد التقرير بأنه من المتوقع بيع 400 ألف وحدة من أجهزة الروبوت التي تستخدم كمكانس ذكية في العام 2006، و125 ألف آلة ذكية لقص الحشائش. كما ورد في القرير أن مبيعات أجهزة الروبوت المخصصة لأغراض الترفيه بما فيها الكلب الآلي «أيبو» من إنتاج شركة «سوني» ارتفعت في الفترة الماضية.
وذكر التقرير أن الغالبية العظمى من أجهزة الروبوت المخصصة للأغراض الصناعية تستخدم على خطوط التجميع بالمصانع، إلا أن الشركات تستخدمها لأغراض أخرى.
ويستخدم في الوقت الراهن نحو 18600 جهاز روبوت تخصص لأغراض الخدمات في القيام بالكثير من المهمات بما فيها التنظيف والتعامل مع المواد الخطيرة ومساعدة الجراحيين في إجراء العمليات الجراحية.
ومن جهة أخرى، يستخدم قرابة 240 ألف جهاز روبوت في قطاع الصناعة بأوروبا. ويوجد نصف هذا العدد في ألمانيا، أما الباقي فموزعون في إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا.
أما في أميركا الشمالية، فيوجد نحو 104 آلاف جهاز روبوت في قطاع الصناعة، إلا أن دولا أخرى تسعى إلى منافسة أوروبا وأميركا، إذ تشهد سوق أجهزة الروبوت بعض النمو في بعض الدول الأخرى مثل البرازيل والمكسيك والصين.
ويخلص التقرير إلى نتيجة مفادها أن أعداد أجهزة الروبوت التي تستخدم للأغراض الصناعية سترتفع بصورة كبيرة على مدار العقدين المقبلين لتصل إلى 875 ألف جهاز في العام 2006.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1638 - الخميس 01 مارس 2007م الموافق 11 صفر 1428هـ