لعل أكثر ما لفت انتباهي واستوقفني في حديث جلالة الملك، عندما التقى جمعية الصحفيين يوم الثلثاء الماضي، قوله إنه لم يكن متوقعا أن تتفجر هذه الطاقات الصحافية مع فتح سوق الصحافة البحرين قبل أربع سنوات، مشيرا إلى أن الأسماء البحرينية الشابة التي تتصدر صفحات الصحافة البحرينية تدعو إلى الفخر والاعتزاز.
وفعلا، إن الطاقات الصحافية التي اقتحمت عالم الصحافة ولمع نجمها، وذاع صيتها في البحرين وخارج البحرين، لم تكن لتظهر لولا أن أزيحت بعض القيود من على كاهل الصحافة، وفعلا كانت تلك الأقلام الواعدة والدماء الجديدة مفاجئة للجميع؛ لأن بروزها قبل أربع سنوات كان شبه مستحيل، ولا تتأتى معرفة القدرات والإمكانات البشرية إلا عندما تتوافر لها الأجواء التي يمكن أن تبدع فيها وإلا فإن هذا الإبداع سيلفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يستطيع الظهور في سماء الوطن.
وللأسف لاتزال هناك مجالات كثيرة لم يحصل البحريني على فرصة كافية فيها حتى يبدع، ولعل من أبرز تلك المجالات مجال الأمن فلا يمكن لأحد أن يضاهي البحريني في الحفاظ على أمن البحرين، ولكن البحريني يجد نفسه مُستَبعَدا عن هذا الشرف، في الوقت الذي ينتزِع منه هذا الشرف الوطني أناس غير بحرينيين، فليت الفرصة التي حظي بها الصحافيون البحرينيون الذين استبعدوا سنينَ طويلة عن الحقل الذي أثبتوا جدارتهم فيه، يحظى بها أولئك البحرينيون الذين يتمنون نيل شرف الحفاظ على الأمن؛ فإنهم سيبدعون أيضا.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1637 - الأربعاء 28 فبراير 2007م الموافق 10 صفر 1428هـ