جميل أن نرى رياضتنا تحظى بملاعب وصالات جديدة ازاحت حملا ثقيلا عن كاهل الاتحادات الوطنية، نظير العملية التخطيطية البعيدة الأمد، غير أن المشكلة هي الجدية في الاستفادة من التخطيط في الرقي بهذه المنشآت. بلدنا يمتلك الكثير من العقول القادرة على التخطيط بعيدا والوصول بالرياضة إلى مراكز متقدمة، إن لم نقل من المنافسة على البطولات، فعلى أقل تقدير لعب الأدوار المتقدمة منها. هذه العقول في أي مكان ترى أن العنصر الأهم في رقي أية رياضة هي وجود المنشآت والملاعب الجاهزة القادرة على استيعاب الأنشطة الرياضية بشكل متواصل، وأن تكون هذه المنشآت عونا في طريق النهوض بمستوى رياضتنا ومنتخباتنا، وهو ما يعني وجود الجدية في تطبيق هذه المنشآت المفيدة، لا المنشآت التي تضع حملا آخر بدل إزالته.
ما يجري اليوم في صالات أم الحصم الجديدة أنها تعد بمثابة الصالات المعوقة أي غير القادرة على إعطاء جميع فوائدها إلى مستخدميها، فتلك صالة اتحاد اليد المسمى ببيت التمويل تكشف لنا كل يوم سلبية من سلبياتها، من مواقف للسيارات لا ترقى لعدد الجماهير التي تتوافد على مباراة كباربار والتضامن في دوري كرة اليد وحتى مدرجاتها؟ فكيف بها ستتحمل مباراة ضخامة لقاءات باربار والأهلي والنجمة القوية والجماهيرية؟ هذا إذا عرفنا أن مباريات دوري كرة السلة مازال بعيدا عن صالات أم الحصم، فكيف نتوقع أن يكون شكل الصالة إذا نطيت بمباراة في دوري السلة وأخرى في اليد، حينها سنقول على الصالة السلام.
هذه كانت نقطة واحدة، وأخرى نراها في المنصة الرئيسية لصالة اليد، التي لا ترقي لكونها منصة رئيسية يستحق أن يدفع من أجلها مبلغ (20 دينارا) الموضوع من الاتحاد لدخولها، فمقاعدها لا ترقى للجماهير، فكيف نضعها إلى الشخصيات والإعلاميين، ولعل تصحيح كلامي جاء في صالة اتحاد السلة أخرى من سلبيات هذه الصالات، وكما هو معروف لدى العرف العالمي إن أي ملعب أو صالة يجب أن تحتوي على مركز إعلامي مصغر قادر على استيعاب حاجات رجال الإعلام، وإذا نظرنا أن هذه الصالات جديدة فإنه من الواجب أن تكون ذلك، ولا يحتاج للمؤسسة العامة سوى عمل كبينة صغيرة تطل على الصالات، مع وضع طاولة فقط من مقاعد مريحة والبقية على الإعلاميين الذي سيجلبون لوازمهم بكاملها.
نحن نعيش من خلال هذه الصالات، عدم الجدية في الاستفادة من التخطيط الموجود لدى الجهة المعنية، إذ وكأنها تقول «المهم نعمل صالة وبس» هذا خطأ كبير، ما يعني أن رياضتنا لن ترتقي مهما يكن، ذلك أن الرقي يعني توافر جميع متطلبات الرقي، غير المتوافرة لأملها في هذه الصالات، ولنا في صالات دول المنطقة وخصوصا قطر دروس كبيرة، خصوصا أننا صرفنا كل هذه المبالغ لهذه الصالات، ولكنها ستذهب جفاء إذا ما عرفنا أنها لن تفيد بشكل كامل، وهنا لابدّ من الاستفادة من أخطاء هذه الصالات في بناء مدينة خليفة الرياضية والأندية النموذجية التي وكأنها ستبقى قضية من دون حل.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1636 - الثلثاء 27 فبراير 2007م الموافق 09 صفر 1428هـ