العدد 1634 - الأحد 25 فبراير 2007م الموافق 07 صفر 1428هـ

خذني... إلى السماء...!

هل لك أن تصعد بي إلى السماء...؟

أتوق لأن أرى الأرض بعيدة...

أبعدني عن الأرض...

ارتقي بي للأعلى...

فوق...

..... فوق...

.......... أعلى...

................ السماء...

كل ما يحيط بي يبعد... يصغر...

الأحجام تتضاءل...

الأماكن... المناطق... البلدان تتقارب وعيني الصغيرة تصبح قادرة على استيعابها في نظرة واحدة...

زرقة البحر الواسع تحف اليابس الأصفر، الأخضر والأبيض...

الملامح تتلاشى...

الظلال تختفي...

وأنا في حضن السماء بين غمام في هذا الشتاء...

اصعد بي للسماء...

ولا تُنزلني إلى الأرض...!

@@*

أشعر بأن الأرض تضيق يوما بعد يوم...!

أشعر بأن البحر يستولي على الأرض ويحاول أن يُغطي كل شيء...

أذا هو عقاب الأرض التي تسعى لأن تطفو على البحر وتشربه وتلغي معالمه الجميلة...؟!

@@*

سماحة السماء...

رحمة الله الواسعة...

هي التي أحتاجها لتسكن روحي...

هي المساحة التي يشعر فيها جسدي بالاستقرار...

الطمأنينة...

السكون...

الهدوء...

@@*

لا دماء في السماء...

لا ظلم لا طغيان لا جبروت...

من السماء تصغر الأشياء على الأرض...

فما دامت الأشياء تصغر كلما ابتعدنا عنها...

لماذا يكبر الطمع و يصبح على الأرض جشع... فمه و يده ملئ...

وترى عينه جاحظة في كسرة خبزٍ يابسٍ يلعقها طفلٌ لا يلبس إلا الجلد وخرقة ممزقة حتى تلين...؟!!

لم الظلم يكبر ويكبر أكثر وأكثر ويصبح وحشية..

تطمر الروح في طين الجسد... ولا تُبقي إلا المسخ الإنساني...؟!!

ولماذا في المقابل تصغر وتختفي إن لم تتلاشى الإنسانية في مجملها...؟!

الأخلاق البشرية...!

الدين الروحي...!!

هل طمرتها الأرض كما طمرت البحر من حولي وسلبته سعة صدره وحولته إلى وحش هائج يبحث عن شاطئه وأصدافه وطبيعته التي شوهها الجشع والوحشية...!!

توحش البحر وهم يتساءلون في الأرض عن أسباب غدر البحر...؟!!!

ثار البحر في مدٍ طمر الأرض...

وسوف يثور...

فهل يفهم الطين البشري حق البحر الذي سلبه...؟

وهل يُعيد له شاطئه وأصدقاءه وطبيعته التي شوهها بأخرى مُصطنعة لا يهواها البحر...؟!!

وهل... وهل...

.... و...

....... هل...؟!!

@@*

خذني إلى السماء...

اصعد بي أعلى...

.............. أعلى...

....................أعلى...

دعني بين غمام الشتاء...

وسحاب الصيف...

ونسمات الربيع...

ورياح الخريف...

وحدها السماء لا تلفظ ولا تنبذ...

وحدها السماء تصعد لها ولا تنزل فيها كالأرض...

وحدها السماء...

وحدها السماء...

خذني إلى السماء...!

العدد 1634 - الأحد 25 فبراير 2007م الموافق 07 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً