نحن في البحرين نمتلك كفاءات وطنية مرموقة يشار إليها بالبنان لديها رؤية ثاقبة لبناء مستقبل زاهر للرياضة المحلية ولحدود بعيدة المدى، ولكن للأسف الشديد فإن الإهمال واضح ومتقصد لإقصاء هذه الكفاءات التي أثبتت جدارتها لإبعادها عن دورها الحقيقي ومركزها الواجب أن تبقى فيه كان هو المسيطر على الوضع، ما أدى إلى هجرة بعض هذه الكفاءات إلى الخارج من دون سابق إنذار، وهناك بعض الكفاءات مازالت موجودة في البحرين ولكنها لا تشعر بأهميتها، وهنا الطامة الكبرى لرياضتنا التي تسير كالسلحفاة بل إلى الوراء بسبب اعتماد الشخصيات التي لا تملك الكفاءة ولا القدرات في تسيير العمل؛ ما يجعل التقدم صعبا وتحقيق الإنجازات أصعب.
فمثلا، في الجانب الكروي لدينا الكثير من الوجوه المرموقة في عالم التدريب والتي وصلت إلى تحقيق الخبرات الآسيوية بجهودها الذاتية، ولكن نحن نكابر على أنفسنا من دون الاستفادة منهم لمنتخباتنا الوطنية.
أليس حسن الصباح ابن البحرين وكان في يوم من الأيام بين ظهرانينا وأثبت جدارته وتفوقه في علم التدريب وبجهوده الذاتية وعزيمته وإصراره ومن دون مساعدة من أحد، قام بدخول الدورات التدريبية المتقدمة ليس على المستوى المحلي فحسب، بل فاق الأمر ذلك حتى حصل على شهادة المحاضر الآسيوي، بعدما تجاهلناه في وطنه بشكل متعمد، ها هو الاتحاد الآسيوي يعرف مكامن الحقيقة ويفجر موهبة هذا الرجل البحريني ويجعله يتبوأ المراكز المتقدمة في الاتحاد؛ لأن المراكز هناك لا تقسم بالحسب والنسب والمجاملات ولمن هو قريب منا وإن كان لا يمتلك الكفاءة، فهناك يتم تكريم كل من يثبت كفاءته بالأسلوب العلمي الدقيق وهذا ما سار عليه ابن الوطن وابن المملكة حسن الصباح ولكننا جعلنا على أبصارنا غشاوة فمن أين الهدى؟!
ونسأل أين نحن من هذه الكفاءة الوطنية المتميزة، هل فكرنا يوما بجلبه لتدريب المنتخب الوطني الأول في استحقاقاته المختلفة، ونحن نعتقد جازمين أنه ذو كفاءة عالية وبإمكانه قيادة المنتخب بالأسلوب العلمي الحديث بدلا من إهدار الأموال الطائلة والوقت والأعصاب مع مدربين لا يصلحون حتى لتدريب فرق الشوارع والحواري، ولقد أثبتوا ذلك من خلال قيادتهم للمنتخب الوطني في استحقاقاته السابقة، وبذلنا لهم الغالي والنفيس مع توفير كل المستلزمات الأساسية لرفع القدرات الفنية للفريق، ولكنهم جميعا أطاحوا بنا... ويا حظنا بجلب أمثال (لوكا وسيدكا وبريغل) كم خسرنا معهم من الوقت والمال والنتائج ونحن نمتلك الكفاءة الفنية والموهبة التدريبية ونصرف النظر عنها بالمكابرة الجوفاء!
أيضا لدينا في الوطن الغالي كفاءة أخرى متمثلة في محمود فخرو الذي يجيد قراءة الفريق الآخر بالرسم الكمبيوتري وبالإحصاءات الفنية المعتمدة عالميا وتحليل الفريق تحليلا دقيقا يعود بالفائدة على الفريق نفسه، أولم يكن معنا في المنتخب ومن ثم صار بعيدا عنه بأسباب غير معروفة ومجهولة؟... أليس من حقنا أن نطالب بعودته إلى مكانه الطبيعي مع التكريم الجزيل له في الجانب المادي ومعاملته معاملة خاصة لكفاءته الفنية، كما يعامل المدرب الأجنبي الذي نغدق عليه الأموال التي لا حصر لها ومن ثم يرمينا في الهاوية ونحن نتفرج على ما يحدث من دون أن نحرك ساكنا، بل نزيد الطين بلة بقرارات عكسية لا تبعث على الارتياح في دفع العجلة إلى الأمام ما يجعلنا في وهن مطبق علينا.
لذلك نحن نقترح على اتحاد الكرة أن يستفيد من جهود وكفاءة المحاضر الآسيوي حسن الصباح في تدريب المنتخب الوطني في الاستحقاق القادم لحاجتنا الماسة إليه، وهذا الأمر سيريحنا من تبعات الجوانب المادية المهددة، ولكن في الوقت نفسه لا يجوز أن نهمل هذا الجانب إذا كان المراد وطنيا، وعلينا أن نوفر له كل المستلزمات الأساسية التي نوفرها للمدرب الأجنبي حتى يستطيع أن يتفوق ويقود الفريق إلى تحقيق النتائج الإيجابية، فقط أعطوا ابن البلد الفرصة مع كل ما يوفر للأجنبي وبعدها نحكم عليه.
بالإضافة إلى الصباح نقترح أن نضيف له كل من المدرب الوطني القدير عبدالعزيز أمين الذي كان سجله مملوءا بالإنجازات، وخصوصا مع منتخب الناشئين في العام 1989 عندما تأهل لنهائيات كأس العالم في اسكتلندا، ولديه فكر كروي جيد وهو الآن غير مرتبط مع أي نادٍ، والمدرب الوطني الآخر الذي نقترح أن يكون من ضمن الجهاز المدرب فهد المخرق الذي يمتلك شهادات متقدمة في عالم التدريب، بالإضافة إلى المحلل الفني محمود فخرو الذي بإمكاننا نستفيد من جهوده في هذا الجانب.
نحن نقول أعطوا هؤلاء المدربين الوطنيين الموهوبين فرصة قيادة المنتخب، ووفروا لهم كل ما وفرتموه للمدرب الأجنبي من عقود مجزية وامتيازات وكل احتياجات التدريب السليم وبعدها احكموا على عملهم، بشرط ألا يكون العمل وقتيا فلا تحكموا عليهم متسرعين ولا تستعجلوا النتائج والإنجازات، إذ لابد من إتاحة الفرصة لهم لبناء فريق للمستقبل، وابن الوطن تهمه مصلحة الوطن أولا وأخيرا.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1634 - الأحد 25 فبراير 2007م الموافق 07 صفر 1428هـ