العدد 1633 - السبت 24 فبراير 2007م الموافق 06 صفر 1428هـ

خاص لملتقى البحرين

معاذ المشاري muath.almishari [at] alwasatnews.com

بعد الحوادث الأخيرة التي هزت الضمائر، وألهبت القلوب خوفا على مصير الشعب والوطن، وقبل أن تشتعل البحرين بأيدي غرباء لا أمان لهم، فبعد أن ضيعوا أوطانهم وسلموها للغزاة، أصبحوا عالة على الأمة، مشردين بلا قضية، منبوذين بلا مذهب، ديدنهم القمع ونشر الفتن والأقاويل... قال الله وقال الرسول، والله بريء مما يعملون.

إخوتي الأعزاء، كما تعلمون بأني لم أرتقِ هذا المنبر إلا من خلال بوابة المنتديات، وأعلم كما تعلمون ما يدور في الخفاء، بل تستطيعون التفريق بين العضو العادي وأعضاء السوء في ملتقاكم، سواء كانوا من الداخل أم الخارج، وسواء كانوا مسنودين أمنيا أم هم بقايا من ناشري الفتن بين الطائفتين أو حتى بين أبناء الطائفة الواحدة، فقد ذكر التقرير الأسود ذلك الأمر، فلا تكونوا أتباعا للفتنة المسكوت عنها سلطويا، فهناك نواعق يكتبون بأسماء مستعارة، ويذيلون مشاركاتهم بما يحفز روح الثورة والجهاد في نفوسكم، وما هم حقيقة إلا أعداء متربصون، وسفلة غادرون، وأشباه رجال يتمنون خروجكم لأجل القمع، وينتظرون لحظات يخترق فيه الرصاص أجسادكم، «هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون».

إخوتي الأعزاء، هناك من يحاول زرع بذور الفرقة بينكم وبين فقيهكم، وإظهاره بصورة الإمام الذي لا يطاع، فقد تمنى ذلك الأمر بعض من أهل الكوفة أثناء الخلافة الراشدة، فلا تجعلوا لدخيلٍ بيت أفعى في دياركم، ولا تطعموه من حيث لا تعلمون، فإن له نشوة كلما خرجتم لتخربوا بيوتكم بأيديكم، ويزداد طربا حين تغص السجون بشباب فقد الأمل، وضاقت به الدنيا وهي فسيحة لسواه، حينها يعلو الصياح لقطع أيديكم وأرجلكم من خلاف، فلكم الهوان في الدنيا، وللمجرمين نعيم عظيم.

إخوتي الأعزاء، ما أراكم إلا على خير، وأكثركم شباب مقبل على العلم والعمل، ولكم في الرسائل العملية طريقة واضحة تبين لكم الصواب والخطأ، فلا تبدلوها بفتنة تقرير، فيتحقق بأيديكم ما عجز عنه الفشل، وأرادته مواكب الفتنة، وارتضته طوابير القطيعة، فلموا الشتات لأجل الثبات، واهدموا منابر الشيطان بمعاول الوحدة، وقطعوا الطريق أمام من يحاول استبدالكم بآخرين، ولتكونوا في وطنكم أغرابا، تميلون إذا مالوا، وتبحثون عن الأمن في دائرة الفزع.

إخوتي الشباب، هناك من يفضل أسلوب الشتيمة والهرب، فما دام باب التسجيل مفتوحا على مصراعيه، فالمجال مفتوح والطريق سالكة أمام أي مباحث أو تكفيري أو غريب لضرب المجتمع بعضه ببعض، بل ولخبطة الحاكم والادعاء بوجود أعداء ليس لهم وجود إلا في مخيلة الغرباء، فما داموا غرباء فمن الطبيعي أن يتهموا الشعب بغربته عن هذا الوطن، ليتحقق لهم التهام مقدرات الأمة بلا منازعة، بل وتهديد الحاكم إن سنحت لهم الفرصة، ولكن من يستمع؟ ومن ينصت؟ فالتجارب كثيرة، وقليل من يقدر القول الراشد والرأي السديد.

إن إزالة الحجب عن الموقع الإلكتروني لملتقى البحرين ليس من باب إفساح المجال للحرية والتعبير، ولا دعما لقضايا التمييز وضحايا التعذيب وأزمة البطالة، وغيرها من المعضلات التي تؤرق ليل الجماهير في البحرين، بل هناك مهمات عدة يمكن من خلالها متابعة بعض النشاطات والتبليغ عن بعض الحوادث، ورصد تحركات المجتمع، فإن لم يعتقل سني خلال شهر فبراير/ شباط، فقد تجنبوا الوقوع في فخاخ متعددة قد نصبت بدهاء، فمن الواجب أن تفوتوا الفرصة عليهم، وسد ما يمكن سده من منافذ التحريض وأبواق الفتنة، فقد أصبح اللعب على المكشوف، والشاطر من يضحك في النهاية!

إقرأ أيضا لـ "معاذ المشاري"

العدد 1633 - السبت 24 فبراير 2007م الموافق 06 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً