فيما مضى، كنا نخشى من نشوب حرب إيرانية - أميركية على خلفية الملف النووي، وللأسف فإن هذه المخاوف صارت اكبر بالنسبة لما يحدث في المنطقة من حرب أعصاب في ظل تصاعد لهجات التهديد التي تنذر بنشوب حرب أكبر من الحرب المتوقعة سابقا.
فبينما كنا نترقب، انتقلت جبهة الصراع إلى مستوى أعلى، إذ تدخل فيه كل من هب ودب، ليزيد الطين بلة. ولينتقل الصراع من محور دولتين لصراع دولي قد يودي بالمنطقة إلى دمار يشلها لأمد بعيد.
وللأسف فإن الجاهلين في السياسة والزاعمين بأنهم القادة هم السبب في تأزم الوضع، فبينما أكد التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن برنامج طهران النووي لم يحد عن خطه السلمي - ليفند بذلك المزاعم الأميركية والبريطانية وكذلك الإسرائيلية بأن الجمهورية الإسلامية تسعى لبناء ترسانة نووية - حادت أنظار «أسياد الحرب» إلى أن البند الذي يؤكد رفض إيران التخلي عن حقها في امتلاك تقنية «طاقة المستقبل».
ومع أن أحدا لا ينكر حق كل الشعوب في امتلاك هذه الإمكانية - حتى هم أنفسهم - فإنها لاتزال حكرا على أصحاب النفوذ. لذلك فإن أي شعب يريد اقتناء النووي يجب أن يكون تابعا وإلا فإنه يصبح ساعيا لامتلاك أسلحة الدمار. ولكن الغريب هو أن نرى الجرأة تصل إلى حد تدمير دول بدلا من دولة واحدة وبدء حرب قد لا تنتهي فقط من أجل حب التملك والسيطرة! لذلك عودوا للعقل قبل أن يعود العالم قرونا إلى الوراء بسبب حرب ليس لها في الحق من شيء.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1633 - السبت 24 فبراير 2007م الموافق 06 صفر 1428هـ