العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ

ضغوط دفعتني لتقديم استقالتي… ولاعبونا لأنديتهم أولا… وأتحمل جزءا من المسئولية

موضحا أن الاتحاد لا يملك استراتيجية واضحة لبرامجه وإعداد المنتخبات الوطنية: نبيل طه: (1 - 2)

الوسط - محمد مهدي، محمد أمان (تصوير: عيسى إبراهيم) 

23 فبراير 2007

أكد مدير المنتخبات الوطنية ومدرب المنتخب الوطني لكرة اليد نبيل طه عدم رضاه عما تحقق طوال فترت قيادته للمنتخب، وأن الوقت جاء لتقديمه استقالته بعد سنتين من تسلمه المهمات، مبينا أنه يتحمل مسئولية هذه الإخفاقات.

وأوضح طه أن بعض الضغوط التي حصلت له دفعته لتقديم استقالته وعدم التجديد مع المنتخب، مشيرا إلى أنه تفاجأ بمستوى اللياقة الذي كان يقدمه اللاعبون المحترفون في الدوري القطري حينما كان المنتخب يشارك في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم في ألمانيا.

وأشار طه إلى أنه سيكون مستعدا لإعطاء خبراته للمنتخب والاتحاد البحريني لكرة اليد بعد انتهاء مشواره مع المنتخب، وخصوصا أن الاتحاد لا يملك استراتيجية واضحة للسنوات المقبلة في ما يخص المنتخبات الوطنية وطريقة إعدادها للاستحقاقات المقبلة، وهنا نص المقابلة في جزئها الأول:

عقدك مع الاتحاد ينتهي في شهر مايو/ أيار المقبل بعد سنتين من التعاقد وشاركت مع المنتخب في 5 مشاركات، فكيف تقيم المرحلة السابقة التي خضتها مع المنتخبات الوطنية؟

- لست راضيا تماما عما تحقق طوال فترتي الماضية مع المنتخب، وكنت أتمنى الأفضل ولكن هناك جزئية يجب أن تكون واضحة في عملية الإنجاز، لأن أي إنجاز يتبعه تخطيط وكلما كان على درجة عالية، ستكون سبل تحقيق الإنجاز واضحة، ويكون هذا التخطيط لتعرف أين تكون وأين موقعك على خريطة كرة اليد الخليجية أو الآسيوية والعالمية، ونحن في الاتحاد بدأنا التخطيط بالألعاب المصاحبة في قطر والتي حققنا بطولتها، والهدف كان التجديد في المنتخب.

اليوم المنتخب بعد هذه المدة نتساءل، هل هو الفريق القادر على المنافسة وتحقيق البطولات؟ وهل هذه إمكاناته وهذا ما يستطيع تحقيقه؟ وهو سؤال جوهري ومهم، لمعرفة أن هذا المنتخب قادر على المشاركة في بطولة العالم، وخصوصا أننا كنا قريبين من ذلك في العام 1998 ودخلنا في مشكلات منعتنا من المشاركة.

اليوم معدل أعمار اللاعبين في المنتخب صغير، كما أن بطولة العالم للناشئين ستقام في البحرين، وهو ما يعطي فرصة للتطور والبروز، ولكن ما بين الطموح والإمكانات الموجودة للفريق، فإننا نحتاج إلى توظيف الإمكانات وتحقيق متطلبات الإعداد، إذ إن منتخبات البحرين تعد منتخبات مناسبات، ولاعبينا لاعبو أندية ثم المنتخب في المقام الثاني، وجمهورنا جمهور أندية ثم المنتخب، فإذا تغيرت هذه النظرة على مستوى الاتحاد أيضا، فإننا نستطيع تحقيق الإنجازات ونوجد استمرارية في عمل المنتخب وخصوصا أن الاتحاد لديه صالة خاصة، وسيكون من المطلوب تفريغ اللاعبين بعد الفترة المسائية، وبالتالي فنحن نتعامل مع الواقع الذي نوجد فيه، ونحن في الاتحاد وضعنا لنا استراتيجية معينة في عمل المنتخبات الوطنية.

بدايتك ونهايتك مع المنتخب كانت متناقضة تماما، فالبداية كانت باللاعبين الصغار، وفي آخر فتراتك شاركت بلاعبي الخبرة، إذا ما هو الهدف الذي وضعته لعملك في الاتحاد؟

- التخطيط عادة ما يكون من دورة أولمبية إلى أخرى، أو من كأس العالم إلى أخرى، ونحن في تصفيات كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في بانكوك شاركنا بأفضل لاعبي الدوري المحلي والمحترفين، ولكننا لم نحقق المطلوب ولم نصل لطموحنا، ونحن نحتاج إلى المشاركة في بطولة العالم المقبلة في 2008، وبالتالي نتساءل، هل نشارك بهذا المنتخب أو بفريق آخر، وهذا الفريق الجديد هل يكون لديه الإمكان للاستمرار أو يكون حكرا على بطولة معينة فقط، وبالتالي فإننا لو شاركنا في بطولة العالم الماضية بالفريق الماضي هل سيحقق شيئا ما.

ولو تذكرنا منتخب العام 1998 كان لاعبو المنتخب حينذاك غالبيتهم من الحاليين، وطوال 10 سنوات لم يحقق هذا المنتخب شيئا، فهل إمكانات اللاعبين هي ذاتها قبل الآن، ولو أخذنا منتخب ألمانيا بطل العالم الحالي الذي شمله التجديد، سنرى أن المركز الخامس في بطولة أوروبا كان الأفضل، فيما كان المنتخب السابق الذي يضم لاعبين مشهورين، وهو حقق الأهم في الاستمرار بالمنتخب الجديد حتى سنوات مقبلة.

من يتحمل الإخفاق مع المنتخب؟

- أنا أتحمل الإخفاق مع المنتخب في عدم تحقيق البطولة المصاحبة الأخيرة في الإمارات، ولا أسمح لنفسي أن أكون خارج المسئولية، وخصوصا أنني وضعت نفسي وسط هذه المسئولية، ولكن عندما أخذت المسئولية على عاتقي، أخذتها عن قناعة في أمل تحقيق الأفضل للبحرين.

معنى ذلك أنك تحمل نفسك المسئولية كاملة؟

- طالما قبلت العمل مع هذا الاتحاد وفي هذه الظروف، فإنني أتحمل جزءا من المسئولية، ولكن لو سخرت لي كل الإمكانات ووجود الدعم، وأنا أتساءل: هل سيكون تحقيق البطولة المصاحبة هو الحل؟ ونحن في عملية التجديد قمنا بإيفاد 7 لاعبين إلى ألمانيا من منتخب 86، وتدعيمهم بلاعبين من المنتخب الحالي، وقبلها المشاركة في تصفيات كأس العالم للشباب التي أقيمت في هيروشيما اليابانية والتي لم نشارك فيها، وحينها أصررت على المشاركة وهوجمت في الصحافة، وهو ما كان يعد تدعيما للمنتخب الحالي الذي يوجد فيه 4 من منتخب 86، وكان هذا الهدف.

لماذا لم تتم المشاركة في البطولة؟

- بسبب عدم وجود الدعم اللازم من الاتحاد للمشاركة في البطولة.

نعرف أن الإنجازات هي التي تصنع المدرب والمنتخب والتي تتحدث عنه، ما استدعى الكثير من المتابعين بالقول إن طه لم يقدم أي شيء للمنتخب طوال سنتين؟

- أحترم كل وجهات النظر التي تقول ذلك، ولكن ما هو الإنجاز المطلوب، هل يعني أن من المطلوب تحقيق كل بطولة أشارك فيها، غير أن الفرق التي تأهلت لكأس العالم عن طريق تصفيات بانكوك، كانت كلها قوية واستحقت التأهل، فيما لم يستحق منتخبنا التأهل، لأسباب منها التحكيم في البطولة، وكذلك لأفضلية هذه المنتخبات علة منتخبنا!

لماذا هذه المنتخبات تعد أفضل من منتخبنا؟

- لو جئنا لبعض الدول الخليجية سنرى بأنها شاركت في بطولات العالم للشباب 4 مرات متتالية، فيما منتخبنا لم يشارك، وهذا هو عيبنا الذي يعود إلى أن منتخبنا يعد للمناسبات فقط، ولو قسنا عدد المعسكرات التي خاضها منتخبنا والمنتخبات الأخرى، والمصروفات التي تصرف عليها قياسا بمنتخبنا من ناحية الإعداد والبرامج، وعدد المشاركات العالمية التي يشارك بها، فمثلا المنتخب الكويتي شارك في كأس العالم 5 مرات متتالية، وبالتالي يعني ذلك تفوق طوال 10 سنوات، فيما المنتخبان السعودي والقطري شاركا 3 مرات متتالية، فيما منتخبنا لم يكن يملك ملعبا للتدريب إعدادا للتصفيات، ولم يوفر لنا المعسكر وسط ظروف اللاعبين، إضافة لعدم القدرة أصلا على تجميع اللاعبين للتدريبات، وذلك لأسباب منها وجود صالة واحدة لجميع الأنشطة في البلد، وعدم تفريغ للاعبين أثناء المعسكرات أو التدريبات.

نحن لم نعمل في الظروف المثالية التي تهيئ لنا تحقيق البطولات، نحن نطالب المنتخب إذا خرج في معسكر لمدة أسبوعين بتحقيق بطولة، وهذه المدة والمعسكر تكون ببساطة لدى الفرق الخليجية وليست المنتخبات، وكما قلت سابقا إن الإنجاز يجب أن تسبقه معايير ومتطلبات، ونحن يجب ألا ننسى أن بعض لاعبينا لا يعملون، وبعضهم يعمل في أعمال شاقة، وهم الذين يجب أن يفرغوا لهذا الهدف، ولنعرف أننا نخرج في العام معسكر واحد فيما تخرج المنتخبات الأخرى 4 مرات، وأتذكر أننا أوقفنا التدريبات الاستعداداية للبطولة المصاحبة نظرا إلى عدم وجود الملعب، كما لا ننسى أن قائد المنتخب جاء لمعسكر القاهرة بعد 5 أيام بعد إجرائه الامتحانات الجامعية، وهو الذي عاد إلى البحرين أثناء البطولة لمواصلة الامتحانات.

أنا لا أنكر أننا نملك الإمكانات البشرية القادرة على تحقيق الإنجازات، وأتمنى أن يوفق الاتحاد في التعاقد مع مدرب يقود المنتخب لتحقيق البطولات، على شرط أن تتوافر له الظروف المناسبة لذلك، لكن الخامات لن تكون كافية لتحقيق ذلك إذا ما توافرت المشاركات والبرامج الصحيحة والأرضية الخصبة لتحقيق هذه البرامج.

قلت أن لاعبي منتخبنا هم لاعبو أندية أولا ثم منتخبات، لماذا لا يوجد لدينا العكس؟

- لعدة أسباب، منها عدد الأيام التي يقضيها اللاعب مع منتخبه قياسا بناديه، وعدد المشاركات بين الاثنين، وعدم وجود الفئات السنية الصحيحة التي تمد المنتخبات الكبرى باللاعبين والخامات، فمثلا المنتخب البولندي كان بطل أوروبا على مستوى الشباب قبل عامين قبل أن يكون حاليا وصيف بطل العالم، ونظريا إذا كان منتخب الناشئين والشباب جيد فبالتأكيد سيكون المنتخب الأول جيدا.

من يتحمل المسئولية في ذلك ومن أي جهة؟

- التخطيط، ونحن نتحدث عن الوضع العام في البلد، ونعرف أن الدول الخليجية يوما بهد يوما تعمل للتفوق علينا، غير أن الاتحاد حاليا يملك دعما غير رسمي وكبيرا ولديه صالة خاصة، وهناك نظرة مستقبلية للتعاقد مع مدرب عالمي للمنتخب، لكنني أتمنى أن يكون هناك استمرارية للمنتخبات الوطنية، ولو جئنا للمنتخب المصري سنجد أن لاعبيه على رغم بعد المسافة بينهم فإنهم يبقون 3 أيام مع المنتخب و3 مع النادي ويوم راحة على مدار السنة.

إذا ماذا ينقصنا، هل التخطيط؟

- يوجد لدينا عقول كبيرة تستطيع التخطيط، والموارد حاليا ستكون متوافرة لدى الاتحاد، ولكن ما ينقصنا هو جدية التطبيق من الاتحاد، ونحن اليوم لا نلوم لاعبينا، وبالتالي يجب أن تكون سياسات الاتحاد هي في صالح المنتخبات ثم الأندية، وعندما نطالب بتفريغ لاعبي منتخب الناشئين المقبل على بطولة العالم في البحرين، فإن الأندية ستقوم لتطالب بلاعبيها، وبالتالي يجب أن تكون الأندية هي مرآة المنتخب أولا وأخيرا.

إذا كيف يمكن تطبيق هذه القرارات؟

- الاتحاد هو المسئول عن اللعبة، وليست كل القرارات التي يتخذها ستوافق عليها الأندية، ولكن قناعة المسئول بمسئوليته والهدف المطلوب منه يجب أن يمر وفق ذلك، وبالتالي يجب أن نستثمر الوضع الجديد الذي نعيشه حاليا في الاتحاد، بوضع رؤية جديدة للمنتخبات وبرامج الاتحاد نفسها ومسابقاته.

لو طلب منك الاتحاد وضع هذه الرؤية لتطوير المنتخبات في الفترة المقبلة فكيف ستقدمها؟

- سواء كنت مع المنتخب أو خارجه، سأكون سعيدا من أي موقع أن أساهم في خدمة الرياضة في البلد، ونحن كرياضيين يجب أن نسهم اليوم بأي شيء يدفع الرياضة إلى التقدم، وبالتالي يجب أن نجلس لنتحاور ونناقش ونتشاور لنقول إن هذا هو الأفضل للمنتخب، إذا ما عرفنا أن تصفيات كأس العالم تبقى لها سنة واحدة فقط، وبالتالي يجب أن نضع كل ما نملك لإعداد هذا المنتخب، وأن نضع كل مسببات النجاح أمامنا لتحقيق الهدف المنشود، كما يمكننا أن نعدل ونغير ونحور في الدوري من أجل المنتخب بتقصيره أو إطالته وغيرها من الأسباب التي تخدم المنتخب أولا.

استقالة نبيل طه

إذا لماذا قدمت استقالتك وخصوصا مع تغيير الوضع وتحسنه عن ذي قبل وتوافر المسببات التي كنت تطلبها سابقا في فترة تدريبك للمنتخب؟

- أعتقد أنه جاء الوقت لأغادر، ومن حق الاتحاد أن يبدأ في البحث عن رؤية جديدة، وبالتالي أبديت عدم رغبتي في تمديد عقدي، وأشكر الاتحاد على تفهمه لهذه الطلب، وأتمنى أن تسخر كل الإمكانات للمدرب المقبل، وسأكون في خدمته عندما يطلب مني أي شيء.

ولكن ما هو السر الحقيقي وراء رغبتك في عدم التجديد مع المنتخب، هل هناك ضغوط خارجية قادتك نحو الاستقالة؟

- نعم، تعرضت للضغوط، ولم أكن أستطيع العمل في ظل وجودها، ولم أكن أستطيع أن أتحكم في ردود أفعالها، وأنا قدمت كل ما أملك للمنتخب، وللاتحاد الحرية في التغيير وهذا ما حصل.

هل يمكنك تسمية الضغوط التي تعرضت لها لتقدم استقالتك؟

- أشهد أن الاتحاد وقف معي طوال فترة تسلمي للمنتخب، وهم الذين رفضوا الاستقالة التي تقدمت بها قبيل بطولة الخليج، وسخر لي كل إمكاناته، وكل ما طلبته من الاتحاد وفره لي.

معنى ذلك أنك تنفي وجود ضغوط حصلت قبل دورة الخليج، وخصوصا إذا ما عرفنا أن الأمور كانت تسير بشكل صحيح قبل تقديم الاستقالة فلا يوجد ما يبررها؟

- لم أتلق أية كلمة من مسئول يطالبني بالاستقالة، وعندما قدمت استقالتي كانت نظرا إلى الظروف الخاصة التي كنت أعاني منها خلال تلك الفترة.

تصفيات كأس العالم «بانكوك»

في بانكوك... يقال إن هناك اتفاقا بين جهات عليا أعلى من نبيل طه سعت إلى إيصال المنتخب إلى كأس العالم عبر ألاعيب الاتحاد الآسيوي؟!

- لا، بحسب علمي هذا الكلام غير صحيح، بحسب قناعتي أجزم بذلك، ذهبنا إلى بانكوك ولعبنا بطولة بالذي نستطيعه، وهناك أكثر من شخص خارج الوفد الرسمي كان حاضرا التصفيات كان شاهدا على ذلك.

لنتحدث عن مباراة الكويت تحديدا... يقال إنك اجتمعت مع اللاعبين قبل المباراة وقلت لهم بالحرف الواحد «لن نبيع المباراة»... وبين شوطي المباراة تكلمت مع سعيد جوهر في الممر المؤدي إلى الصالة وقلت له الكلام ذاته على رغم أننا أنهينا الشوط الأول متفوقين نتيجة ومستوى... وأخبرت محمد أحمد أنك ستخرجه بعد 10 دقائق من الشوط قبل أن يبدأ على رغم أنه كان موفقا... وأخيرا تغييرات غريبة للاعبين كانوا بارزين في الشوط الأول كدستهم على دكة البدلاء... كيف تفسر هذا الكلام؟!

- دعني أقول شيئا، في مباراة الكويت لعبنا جيدا في الشوط الأول وفي مباراتي كوريا الجنوبية واليابان كذلك، ما معنى هذا؟!

أتعني أن اللياقة البدنية للاعبي المنتخب غير مثالية؟!

- نعم، ولكن كيف كان إعدادنا للبطولة؟!، مباريات تجريبية في البحرين! وفي هذه المباريات هل أنا ثبت على تشكيلة معينة؟! أم كنت كثير التغييرات؟!

كثير التغييرات؟!

- لماذا؟!، أنا تفاجأت بمستوى اللياقة البدنية للاعبين المحترفين في قطر بالتحديد، لم يكونوا مهيئين بدنيا! «توقف قليلا ثم قال» ما تتصور ما هو معنى أن أبيع مباراة؟! كلما أقف أنا كإنسان كتربية كسلوك أفكر في هذا الكلام، أفي آخر مشواري أبيع مباراة... أتألم كثيرا، عموما سؤالكما لماذا أنا تكلمت مع اللاعبين قبل وأثناء المباراة؟!

نعم؟

- تكلمت معهم لعلامات الاستفهام التي صاحبت مشاركة المنتخب في التصفيات التي أقيمت في الدوحة قبل بانكوك، والكل يعرف أنه حينما عاد الفريق من التصفيات ونقلت القضية في الصحافة أوقف أحمد عبدالنبي أيضا، أنا أقول علامات استفهام لأنني لم أكن موجودا هناك، وأنا لو كنت أفكر في بيع المباراة للكويتيين لماذا أشرك اللاعبين الأساسين من الأساس؟! ومثال على ذلك سعيد جوهر، تأخر عن مرافقة المنتخب إلى بانكوك بسبب مرض شقيقتيه وسفره معها في ذلك الوقت، متى وصل لبانكوك؟! وصل قبل أقل من 24 ساعة عن مباراتنا مع الكويت، لدي كل المبررات لعدم إشراكه وإشراك غيره، الكلام الذي دار بيني وبين سعيد قلت له هذه فرصة ويجب ألا نفوتها علينا، قلت له إن المنتخب الكويتي «تعبان» وطريقة الدفاع 5/1 «ماشية» معنا، دخلنا بين الشوطين قلت للاعبي حطوا عينكم في عيني ما نتنازل عن المباراة.

ما معنى هذه الجملة في هذا الوقت خصوصا؟

- أقصد من ذلك أنه لو أي قرار خاطئ يصدر عن التحكيم «ما نرخي»، كنت أتوقع قرارات من التحكيم ممكن تخلينا نسلم المباراة للكويت، بمعنى أن نستسلم! هل تتصورون أنني سأوقف بتاريخي وبـ «غباء» بأن أعمل مسرحية مع اللاعبين، أنا لم ولن أدخل في هذه اللعبة، تصور أن اللاعبين يقولون «لو أخذونا كنا سكتنا»، أنا أقول إن ما كنا ينقصنا في هذه القضية قرار تربوي يقول فلتكن صحافتنا تعليمية تثقيفية فيها مبادئ الرياضة وليس ما كتب، إذا ننتقد ننتقد المواقف، أنت انتقدني في التغيير وليس أن تشهر بي وبعائلتي، ارجعوا إلى أرشيف الصحف وانظروا ماذا كان يقول عني سعيد جوهر ومحمد عبدالنبي «ليس ما يتعلق بخيانة الوطن»، قبل عامين يقول عني سعيد جوهر أني عبقري، وماذا قال عني بعد ذلك؟! ورفعت القضية للمحكمة للحصول على حقي من أعلى سلطة قضائية في المملكة.

علاقة طه بالاتحاد مستقبلا

مع نهاية مايو/ أيار المقبل ينتهي عقدك... وهناك اتفاق بينك وبين الاتحاد على عدم التجديد... ما هو موقفك لو جاء مدرب جديد ونسف استراتيجية التجديد وضم النجوم الكبار للمنتخب من جديد؟

- المدرب المقبل ليس حبيسا لأفكار أحد، له استقلالية في كل شيء ويخطط حسبما يرى لأهداف معينة وأي قرار يتخذه أنا شخصيا سأحترمه لأنه بالتأكيد مبني على فكرة معينة.

- هل ستقدم خدماتك للمنتخب بعد انتهاء علاقتك بالاتحاد كمدرب للمنتخب الأول؟ وبأي مسمى؟!

- لو طلب مني ذلك لن أتردد في ذلك حتى لو كنت بعيدا، أنا رئيس قسم التدريب والتطوير، وهذا القسم مسئول عن التدريب في البحرين، ولن أتردد عن خدمة أي ناد وأي منتخب في أي مكان، هذا واجب، وهذه ضريبة أدفعها بكل حب لبلدي.

ألا تعتقد أن هذه العملية أشبه بالفوضى، ففي كل عام تتغير الاستراتيجية الخاصة بالمنتخب مع تغير المدرب، أليس الاتحاد هو المسئول عن وضع الاستراتيجية المستقبلية وبناء على ذلك يختار نوعية المدرب الذي يناسبه؟

- كل اتحاد له أهدافه ولكن الرياضة استثمار، فأيهما أفضل أن تستثمر في مواليد 86 أو 76 ؟ أنا في وجهة نظري أن نستثمر في 86 وخصوصا أنه فيها إمكانات ومواهب، ولو جاء المدرب الجديد ومورست عليه ضغوط الإنجاز قد يبحث عن الحلول المؤقتة، ولو جاء مدرب وصار التفكير في الاتحاد لمستوى بعيد فستكون الاستراتيجية مختلفة.

قاطعناه... هل ترى أن الاتحاد يعمل من دون استراتيجية واضحة المعالم؟

- طبعا لا، لا توجد استراتيجية أبدا فلا يوجد استراتيجية مغيبة «مخشوشة»، الاستراتيجية خطوط عريضة، تذهب إلى محلات تخطيطها الاستراتيجي «معلقة» على الجدران.

عموما كابتن... أنت تعرف كرة اليد البحرينية جيدا، أي المدارس تقترح لتسلم قيادة المنتخب في الفترة المقبلة؟

- لا يوجد مدرسة بعينها فلكل واحدة خصوصيتها وطريقتها، اليوم المدرب يأتي ويقف على إمكانات اللاعبين ويضع له استراتيجية، ولكن ما أتمناه من الاتحاد أن يبحث عن مدرب على مستوى وأن يهيئ جميع الظروف للمدرب المقبل، المدرب كلما تهيأت له الظروف ينجز، وأفضل المدربين إذا لم تهيأ له الظروف لن ينجز أبدا، لذلك يجب ألا أكون حكرا على مدرسة بعينها، المهم في الأمر أن هناك استراتيجية مستقبلية، فمثلا المنتخب الروسي، لماذا ظل لـ 16 عاما الأفضل على مستوى العالم؟ هناك شيء يسمى المستطيل الروسي، موزعا إلى 3 أجزاء، الجزء الأول من 17/24 عاما، الجزء الثاني من 24/30 عاما، الجزء الثالث من 30/40 عاما، إذ إن كل هذه الأجزاء متواصلة ومترابطة، فمثلا على مستوى الحراسة في البحرين، نجد محمد أحمد في الجزء الثالث، وأحمد منصور يليه في الجزاء الثاني، وأحمد عبدالحسين يليهم في الجزء الأول، هذه الاستراتيجية تضمن الاستمرارية للمنتخبات الوطنية ويجب أن نفكر في ذلك جيدا، وحتى طرق اللعب كذلك.

اليوم نحن بحاجة لبناء ذلك من منتخبات الفئات السنية للمنتخب الأول، فاليوم مدرب منتخب الناشئين التشيكي بيتر سول يبحث عن بوادر للمنتخب الأول وليس للمنافسة على كأس العالم! أنا لا أتهرب من الإجابة على سؤالكما ولكن قبل ذلك يجب أن نوفر الأرضية السليمة للعمل عليها وليس أن يدخل المنتخب الوطني معسكرا لـ 20 يوما ثم المشاركة في بطولة، فإذا كان كذلك فلن يتغير شيء، فالبحرين تمتلك خصوصية ليست موجودة في دول الخليج وهي قرب المسافة ولسنا نستغلها، وإذا كان الاتحاد اليوم يمتلك صالة فلابد أن يخطط لاستمرارية تجمع المنتخب واستغلال الخصوصية طوال العام، ففي الإمارات شهريا يتجمع المنتخب لمدة أسبوع، وفي اليابان أسبوعين في الشهر، وحتى مصر أيضا، أتعلمون أن الاتحاد المصري يصرف أكثر من مليون دولار سنويا على المنتخبات! نحن كم نصرف؟! أتذكر أن بعد فوزنا بكأس آسيا للشباب ذهبنا لمعسكر خارجي في بارتلي، الأندية الكويتية وتحديدا السالمية سنويا يذهب إلى هناك، نحن نصارع الآخرين بالروح والاجتهاد ولكن ذلك لا يكفي أيضا، فالمعسكرات مطلوبة، ولذلك يوم ذهبنا لمعسكر القاهرة عرفنا أن أندية خليجية عسكرت للدوري هناك، مَنْ مِنْ أنديتنا استعد للدوري بمعسكر خارجي عدا الأهلي والنجمة اللذين يستعدان للبطولة الخليجية؟!

العدد 1632 - الجمعة 23 فبراير 2007م الموافق 05 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً